This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

تراجع العنف وقسوة الحياة والمدارس تعيد عوائل نازحة للموصل
30/10/2008

 

 

نينوى/ أصوات العراق: بدأت العوائل المسيحية التي نزحت عن مساكنها في مدينة الموصل قبل أكثر من عشرين يوما رحلة العودة إلى مساكنها في المدينة لأسباب وصفوها بتراجع العنف وصعوبة ظروف حياتهم في المناطق التي نزحوا إليها إضافة إلى ارتباطهم بعملهم ومدراس أطفالهم.
وعادت خلال الأيام الماضية مجموعة من العوائل في حي السكر وحي المصارف والبلديات، إلا أن هذه العودة لم ترتق إلى مستوى الظاهرة، فالعوائل العائدة لا تزال قليلة نسبة إلى طريقة نزوحها الكبير.
يقول جودت إسماعيل مدير دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة نينوى، "إن دائرته سجلت منذ بداية هذا الاسبوع عودة العوائل المسيحية، إلى مدينة الموصل".
ودعا خلال حديثه، لـ(أصوات العراق) اليوم (الأربعاء)، جميع العائدين "لتسجيل أسمائهم لدى دائرة الهجرة والمهجرين لتوزيع مكرمة العودة البالغة نحو 800 دولار أمريكي (ميلون دينار عراقي) التي اقرها مجلس الوزراء، على كل أسرة لمساعدتها على إعادة التوطين إذا كانت مسجلة".
وقدر إسماعيل عدد العوائل العائدة بأنه "يتجاوز الثمانين عائلة"، منوها إلى أن "هناك اجتماع يومي لغرفة الطوارئ المشكلة لمتابعة قضية المسيحيين بحضور ممثيلن عن الدوائر الأمنية وبعض الدوائر المدينة"، مستدركا أن الذين "سجلوا أسمائهم لدى الدائرة هو 25 عائلة فقط اعتبارا من يوم الأحد الماضي ولغاية اليوم الأربعاء".
وبحسب مدير الهجرة فان "عدد العوائل التي نزحت بلغ 1884، لغاية يوم 17 تشرين الأول أكتوبر الجاري، حيث تم إيقاف عملية تسجيل النازحين".
من جهتهم قال عدد من العائدين إن "تحسن الظروف الأمنية ابرز الأسباب التي دفعتهم إلى العودة".
وقال فراس ميخا، احد العائدين لـ(أصوات العراق) إن "انخفاض العنف في المدينة وتوقفه ضد المسيحيين خصوصا بعد تكثيف انتشار قوات الأمن العراقية داخل أحياء الموصل خصوصا التي يقطنها المسحيين كان له اثر بالعودة إلى منزله".
وأضاف ميخا أن أطفاله "تركوا مدارسهم منذ عشرين يوميا وأن بقائهم خارج المدينة لن يمكنهم من ارتياد المدرسة".
وقالت نرمين حسو 29 عاما، العائدة إلى منزلها في حي السكر، إن "فصل الشتاء دخل والبقاء كلاجئين بدون مأوى أو مشاركة السكن مع عائلة أخرى أمر صعب"، مبينة أنهم "عادوا حتى يعملوا، لأن بقائهم دون عمل يعني استنزاف مدخراتهم".
وتابعت حسو "يعمل زوجي سائق تاكسي وسيارته هي المصدر الوحيد لكسب قوت العائلة، حيث أننا نعتمد على ما يأتينا من وارد يومي منها".
في حين ذكرت أم سمير 40 عاما (إحدى العائدات) أنهم عادوا إلى المدينة "لكنهم يخشون الخروج من المنزل لأنهم غير مطمئنين لحد الآن من أنهم لن يستهدفوا مرة أخرى"، شارحة أن عودتهم تأتي "بهدف إعادة أبنائنا إلى مقاعد الدراسة".
وأضافت أم سمير "نبقى في المنزل لا نخرج سوى لإرسال أبنائنا إلى المدارس، في حين تكفل جيراننا المسلمون بشراء ما نحتاجه إضافة إلى أنهم أبدوا استعدادهم لحمايتنا".
في حين يقوم آخرون "رجال العوائل" بالعودة إلى مناطق سكناهم والاطمئنان على منازلهم ومعرفة الوضع الأمني للمنطقة والعودة إلى المناطق التي نزحوا إليها لإعادة العائلة بأكمالها.
وكانت العوائل المسيحية قد نزحت إلى البلدات الشمالية والشرقية لمدينة الموصل، والتي يكثر فيها تواجد المسيحيون.
وكان قائد عمليات نينوى قد ذكر أن العديد من العوائل المسيحية التي نزحت من الموصل عادت إلى مناطق سكناها.
وتوقع قائد عمليات نينوى الفريق الركن رياض جلال توفيق، خلال اجتماعه مع رافع العيساوي نائب رئيس الوزراء الذي زار الموصل الاسبوع الماضي، توقع أن تزداد عودة العوائل المسيحية النازحة إلى منازلها في الموصل، مشيرا إلى أن عوائل أخرى سبق أن عادت إلى المدينة من تلقاء نفسها.
وقال توفيق إن اللجنة التحقيقية التي شكلها رئيس الوزراء نوري المالكي للكشف عن الجهات التي وقفت وراء نزوح المسيحيين من الموصل "مستمرة في عملها"، رافضا وصف "هرب مئات العوائل المسيحية من الموصل بالتهجير" ، مشددا على انه "نزوح سببه الخوف وليس الإكراه على مغادرة المدينة".
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداءات التي وقعت على المسيحيين في الموصل، في حين اتخذ رئيس الوزارء مجموعة من الإجراءات حيال هذه القضية حيث أمر بتشكيل لجنة تقصي الحقائق برئاسة الفريق الركن علي غيدان قائد القوات البرية، للتحقيق في مقتل 12 مسيحي ونزوح المئات منهم ، كما أرسل ستة وزراء على رأسهم وزير الدفاع، فضلا عن الناطق الرسمي باسم الحكومة إلى محافظة نينوى للوقوف على مشاكل المسيحيين فيها، وتخويل وزير الهجرة والمهجرين تقديم المساعدة للعوائل النازحة من المحافظة لتسهيل عودتهم إليها.
ح ص ع (تق) - ب خ