This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

خمسة ملايين جنيه قيمة العمل التطوعي سنويا في مصر
26/04/2007

القاهرة - أمينة خيري – صحيفة الحياة

كثيرون هم الشباب من الجنسين الذين يبحثون عن شكل من أشكال العمل التطوعي سواء من خلال الجامعات أو من خلال جمعيات المجتمع المدني التي ذاع صيتها في مصر أخيراً، لكن الملاحظ أيضاً أن البوابة الأشهر والأوسع انتشاراً لهذا العمل هي بوابة الدين وإن كانت بوابة السياسة موجودة أيضاً.

فمنذ خفت نجم الاهتمام بالسياسة في الجامعات المصرية مع منتصف التسعينات، تارة بضغط من السلطة وطوراً تحت وطأة مصاعب الحياة المتزايدة، وفي ضوء ذيوع المد الديني - الإسلامي والمسيحي - في الحقبة نفسها، لا سيما في الأوساط الشبابية، يمكن فهم ظاهرة الانتعاش الواضحة في مجال العمل التطوعي. وأظهرت دراسة حديثة أجرتها إحدى الجمعيات المصرية العاملة في مجال التطوع الشبابي أن قيمة التطوع في مصر تقدر بنحو خمسة ملايين جنيه مصري، وذلك بحساب أن 6،4 في المئة من المصريين يتطوعون. وتقدر ساعة التطوع بجنيهين. ولذلك تتعالى الأصوات مطالبة بأن يتم توظيف التطوع والمتطوعين نحو التنمية وتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال التطوع بالمال أو الوقت أو المجهود أو العلم، إلا أن التطوع الشبابي المصري يغلب عليه طابع التطوع بالوقت والجهد وإلى حد ما العلم.

شباب الجامعات المصرية الحكومية بدأوا الانخراط في هذا المجال من خلال الجمعيات التي بدأت كأسر طالبية ثم توسعت بدرجة جعلت منها نماذج تحتذى. ولعل أشهر هذه الجمعيات هي «رسالة» التي بدأت في عام 1999 كحركة طالبية في كلية هندسة في جامعة القاهرة استجابة لرغبة عدد من الطلاب لتطوير مجتمعهم بإيجابية. وكانت الانشطة تتراوح بين التبرع بالدم وخدمات الكلية وزيارات دور الايتام والمسنين والمستشفيات. وفي عام 2000 كانت النقلة الاولى لـ «رسالة» حين تبرع شخص بقطعة أرض في الجيزة وبدأ أعضاؤها من الشباب جمع التمويل اللازم لها من خلال جهودهم الشخصية. وحالياً تعد «رسالة» أحد أكبر وأنشط مجالات التطوع لدى الشباب المصري، ولها 13 فرعاً إضافة إلى عشرة فروع أخرى تحت الإنشاء. آلاف المتطوعين من الشباب والفتيات يعملون في مجالات متباينة منها محو الأمية، تعلم الكومبيوتر بالإشارة، رعاية المرضى من الأطفال، التبرع بالدم، كفالة الأيتام وغيرها من المجالات.

وعلى الوتيرة نفسها يعمل برنامج «صناع الحياة» لأبيه الروحي الداعية خالد والملقب أحياناً بـ «داعية الشباب». ويصفه عمرو خالد نفسه بأنه «مشروع لإيقاظ شباب الأمة». وعلى رغم خفوت شعبية هذا المشروع في الآونة الأخيرة، لا تزال فكرة التطوع الشبابي في مصر بالنسبة إلى الشباب المسلم وثيقة الصلة باسم عمرو خالد.

أما الشباب المسيحي، فضالع كذلك في العمل التطوعي. وعلى رغم أن تاريخ العمل التطوعي الذي يتم من خلال الكنائس طويل جداً، فإنه يتخذ اشكالاً جديدة في السنوات الأخيرة. فقد بدأ عدد من الجمعيات الخيرية المسيحية تقديم خدمات للمجتمع كله وليس في داخل إطار الكنيسة فقط. هذه الجمعيات يعمل أغلبها في المناطق الفقيرة والملاحظ أن نسبة كبيرة من عمل هذه الجمعيات التطوعي يقوم به الشباب في قرى صعيد مصر.

ومن أبرز مميزات مثل هذه الأعمال التطوعية الدرجة الكبيرة من النظام والتخطيط الذي يتم به العمل والتدريب للشباب المنخرطين في الأعمال التطوعية. وأبرز هذه الأعمـــــال يـــدور حول محو أمية الكبار، وتعليم النساء مهنًا أو أعمالاً يدوية يرتزقن منها، والعمل علـــى نشر الوعي الصحي في قضايا مثل الختان وتنظيم الأسرة وغيرهما. وتعتمد هذه الأنشطة في مجملها على تدوير التدريب بمعنى أن الشبان الذين خضعوا لدورات تدريبية يقومون هم أنفسهم بتدريب الشباب والشابات الأحدث.

نموذج ثالث للعمل التطوعي الشبابي في مصر تقوده منظمات وهيئات دولية لعل أبرزها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، والذي يخصص برنامجاً لتطوع الشباب كمدخل رئيسي من مداخل التنمية.