This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

فيما طال انتظار العاطلين للحصول على فرص عمل اقتصاديون:لم نشهد علاجات جذرية لمشكلة البطالة
05/11/2008

 

 

بغداد- حسين ثغب- الصباح
لاتزال مشكلة البطالة تحمل تأثيراً سلبياً في شريحة واسعة من الشباب وغير الشباب (فئة العاملين).. رغم جملة المطالبات التي ينادي بها المختصون بشؤون الاقتصاد وغيرهم..الا ان الحلول والمعالجات التي طرحت في الكثير من الندوات والمؤتمرات وكذلك الدراسات ..ماهي الاحبر على ورق طيلة اربع سنوات مضت..
الدكتور محمد احمد خبير اقتصادي : مشاكل كثيرة تلك التي يعانيها الاقتصاد العراقي ونتيجة لذلك تولدت ظاهرة بطالة التي ما زالت تخيم على شريحة واسعة من القوى القادرةعلى العمل داخل المجتمع ..لان المليارات من الدولارات التي اهدرت سابقاً كانت في مشاريع غير خدمية اثقلت الاقتصاد العراقي  بدل ان تكون داعمة لمفاصله ،فلم تكن هناك مشاريع تتمتع بانتاج دائم على مدى طويل ..ولكن الذي حصل على العكس وما ان انتفت حاجة المنشأة العسكرية التي كانت تلتهم ميزانيات العراق لفترات زمنية طويلة...اليوم على الجميع من الاقتصاديين والحكومة العمل من نقطة الصفر في بناء الاقتصاد العراقي رغم ان الكثير من الخبراء منذ سنوات يطالبون بذلك ،لكن الى اليوم لم تكن هناك معالجات جذرية لمشكلة البطالة .. مشيراً الى ان دور المشاريع الصغيرة والمتوسطة المدعومة من قبل الدولة لا بد ان يكون واضحاً في دعم اقتصادنا المحلي من خلال رفع كميات الانتاج في مجالات اختصاصها وان تكون مشاريع فعلية.
اضاف زياد جبار صاحب معمل حياكة: بعد العام 2003 توقفت عجلة الانتاج داخل المعمل فضلاً عن توقف الخطوط المكملة لانتاجنا مثل الكي والخياطة والتسويق وغيرها وكل هذه الخطوط كان يديرها كادر عمل متخصص اضيف الى افواج العاطلين ..لان المعمل اصبح اليوم غير قادر على تغطية متطلبات الانتاج ..بسبب انخفاض الطلب المحلي على انتاجنا الى حدود لم نكن نتوقعها . رغم محاولات ادارة المعمل الكثيرة  لايجاد حلول لهذه المشكلة التي حملت معها تأثيرات سلبية في عوائل جميع افراد الكادر الا ان الواقع كان يفرض على ادارة المعمل اخذ موقف المتفرج .
سالم امير صاحب معمل جلود يقول: بدا واضحاً للعيان ان الاستيراد العشوائي وفتح الحدود امام البضائع الاجنبية كان له وقع مؤلم على فئة الشباب العاملين في القطاع الخاص والذي تجاوز عدده حسب الاحصائيات الاخيرة المليون فرد من اصحاب العوائل ..الذين صاروا اليوم يعيشون واقعاً مؤلماً لعدم قدرتهم على مقاومة متطلبات الحياة اليومية..رغم ان بعضهم اتجه الى الانضمام للاجهزة الامنية ..لكن القسم الاكبر منهم مازال عاطلاً عن العمل بانتظار الحلول.. وهناك امل لدى الجميع بأن الحصول على فرص عمل بات قريبا في ظل الحديث عن الاستثمار والمشاريع الجديدة.
قال محمد ناصر عبد الرحمن: تركت العمل في ميدان صناعة اعلاف الدواجن رغماً عني .بعد ان توقف انتاج الشركة التي كنت اعمل داخلها منذ (15) عاماً ..واتجهت الى عدة دوائر للحصول على عمل استطيع من خلاله تغطية متطلبات الحياة اليومية لكن دون جدوى ..الامر الذي جعلني اتجه الى ساحات عمل البناء التي اصبح الحصول على فرص عمل من خلالها على نطاق ضيق بانتظار ايجاد فرصة عمل مناسبة.
صباح مدلول بكالوريوس لغات يقول: هناك مشكلة في الحصول على فرصة عمل ، انا مثلاً منذ عدة سنوات تخرجت ولم استطع الحصول على الوظيفة الملائمة رغم اني اجد الكثير من  زملائي يحصلون على فرص تعيين هنا وهناك بين الحين والاخر والى اليوم انا اعتمد على والدي في الانفاق على عائلتي الصغيرة، وهكذا تجدني في بحث متواصل عن عمل ما .. مشيراً الى ان الكل يعرف كم من الشباب المتعلم وغير المتعلم يعانون بطالة قاتلة وخوفاً معيشياً متهالكاً. في حين يرى الباحث الاقتصادي عامر المصلحي ان افضل الحلول التي يجب تبنيها لمعالجة مشكلة البطالة تكمن  في فتح ابواب العمل داخل القطاعات الحيوية المنتجة كالزراعة والصناعة مثلاً والتي تعاني من ارباك في عملها ، مشيراً الى ضرورة تدخل الدولة لدعم عملية اعادة الحياة الى القطاعات الانتاجية المحلية واحتواء افواج  العاطلين الذين ضاقت بهم جميع السبل ..فضلاً عما تحدثه البطالة في سلوكيات بعض العاطلين وجعلهم يتبنون افكاراً قد لا تتلاءم وحياتهم .. فالامر مرهون بعاتق الوزارات الخدمية والانتاجية وجهود الحكومة التي يجب ان ترمي للحيلولة دون تفاقم هذه الظاهرة