This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

الحياة تعود لأسواق ومقاهي وشوارع سامراء مـن جـديد
06/11/2008

 

بغداد - صباح البازي- جريدة الصباح  
فتحت مدينة سامراء ابوابها مجددا بوجه مرتاديها وزائريها الذين اجبروا على مقاطعتها قسرا ،  لتشهد مناطق واسعة منها حركة غير طبيعية خلال الايام الماضية ، فيما اتسعت بوضوح حركة البيع والشراء في اسواقها ومتاجرها بعد ما وفدت اليها اعداد كبيرة وغفيرة من الزائرين من  محافظات بغداد وديالى والناصرية وميسان والنجف وكربلاء  لزيارة المرقدين ومأذنة الملوية . وتم تخصيص مناطق خاصة لتنقلهم ووقوفهم فتباينت نسبة الحركة داخل الاسواق تبعا لاستقرار المناطق التي تقع فيها .وفيما اكد مواطنون واصحاب متاجر من مختلف أحياء المدينة ان تحسنا ملموسا طرأ على واقع الحركة التجارية والاقتصادية للمدينة وازدياد حركة الشراء والبيع والتسوق صباحا ومساء .
  قال اخرون ان هذا قد يمثل ظاهرة مؤقتة ومحصورة ترتبط بأوقات زيارات المرقدين  داعين الحكومة ودولة رئيس الوزراء نوري المالكي الى اتخاذ اجراءات سريعة لعودة الحياة الى مناطقهم وفتح الطرق المغلقة ورفع الحواجز الكونكريتية التي قطعت اوصال المدينة وشتت شمل عوائلهم كما يقول السامرائيون.
حملة إعمار واسعة
وقال قائد عمليات سامراء اللواء رشيد فليح لـ (الصباح):
لقد فرضنا الامن الان ولم يبق سوى البدء بحملة الاعمار الواسعة للمدينة التي  شهدت صراعات ونزاعات كبيرة ويجب ان تتحسن ظروف المواطنين الاقتصادية والاجتماعية حيث ان البطالة الكبيرة التي تشهدها سامراء سوف تجبر بعض المواطنين على الالتحاق بالجماعات المسلحة وبالتالي ارتكاب جرائم واعمال غير مرغوب فيها . كمافتحنا المرقدين لاستقبال الزائرين في ايام الجمعة ،لاستغلال باقي ايام الاسبوع في اعادة اعمار ماتبقى من المرقدين
مشاريع وبرامج تنمية
السيد حق الحكيم مسؤول الاعمار في المرقدين في سامراء قال لـ (الصباح): هناك مشاريع بقيمة 25 مليون دولار من الحكومة وبرنامج تنمية الاقاليم والمدينة غير جاهزة بشكل كامل لاستيعاب الزائرين بسبب سوء الخدمات التي لاتزال دون االمستوى المطلوب  المدينة بحاجة الى اعادة بناء بعض الفنادق وترميم الاخرى ومن ثم تستقبل الزائرين الذين بدا بعضهم يتوافد منذ اسابيع لزيارة المرقدين المقدسين. أما وزير البلديات والاشغال العامة رياض الغريب فقال.
لـ ( الصباح ) خلال زيارته لسامراء : مع بداية عام 2009 ستشهد مدينة سامراء ومن خلال اسلوب المساطحة انشاء فنادق وساحات وقوف للزائرين وكذلك بناء كراج متعدد الطوابق لانهاء الزخم المروري في شوارع المدينة، وسوف يتم تخصيص مبالغ اضافية من مجلس الوزراء لاعادة البنية التحتية وسامراء  لها الاولوية في البناء والاعمار والمرحلة القادمة ستشهد طفرة كبيرة من حيث الاماكن الترفيهية ومشاريع اقتصادية كبيرة . فيما أعلن وزير النقل والمواصلات عن استعداد وزارته لفتح مكاتب لشركة الظلال لنقل المسافرين لاداء الزيارة من بغداد الى سامراء وبالتالي ازدياد حركة المسافرين بصورة واضحة.
جولة في المدينة
يقول قائممقام سامراء محمود خلف: "الخروج بات امرا متاحا  للجميع بما في ذلك المسؤولين المحليين وبإمكان المواطن من حي البو باز واحياء  القادسية والعرموشية واحياء سامراء الاخرى  الذهاب ليلا للتسوق بعد تأمين الطرق المؤدية اليها من قبل قوات الجيش والشرطة."
أما طارق فيوز صاحب محل بيع الاقمشة وسط سامراء فاوضح لـ ( الصباح) أن "تحسن الأوضاع الأمنية في  سامراء وانتشار قوات الامن العراقية وقوات الصحوة ، هو الذي دفع المواطنين الى تجاوز مخاوفهم والخروج للقيام بعمليات التسوق حتى اوقات متأخرة من الليل، خصوصا وانهم حرموا من هذه الطقوس التي اعتاد عليها السامرائيون منذ وقت طويل اضافة لتوفر الامن والانتشار الكثيف لعناصر حماية الطرق على طريق بغداد سامراء دفع العائلات العراقية لتنظيم سفرات اسبوعية للزيارة وهو مافتح شهية الزائرينللبضائع الموجودة في المدينة ما سبب ارتفاع بعض اسعارها وبالتالي زيادة أرباح بائعي المواد لاسيما الغذائية والاستهلاكية." 
وتقول نصرة محمود وهي معلمة في مدرسة المعتصم الابتدائية  ان خروجها من الدار قبل اشهر من الان كان يعد مجازفة كبيرة "، اما اليوم فقد بدا امرا طبيعيا ان ازور اهلي واقاربي في احياء واسعة من سامراء انه امر مفرح ان يفرض القانون في مدينة سامراء. 
من جانبهم، اتفق عدد من اصحاب المحال التجارية ومتاجر بيع الخضراوات  على ان تحسن الاوضاع الامنية ساهم بشكل مباشر في اتساع حركة زيارة المرقدين العسكرين في المدينة فيما تتفاوت اوقات ساعات العمل الليلي بالنسبة لمتاجرهم، تبعا لطبيعة المناطق التي يعملون بها فمناطق الصحن العسكري اقرب لأسواق سامراء ولذلك شهدت زيادة ملحوظة في حركة البيع والشراء ، فيما بقيت مناطق القادسية والعرموشية والضباط اقل حركة لكنها جيدة مقارنة مع الايام الماضية .
محمد صفاء الدوش صاحب محل اقمشة الدوش قال لـ ( الصباح ): "كنت أغلق محلي في بعض الاحيان مرتين او اكثر ولايتعدى وقتي الساعة الثانية عشرة ظهرا بسبب المواجهات التي تحدث في سوق البنك القديم  اما الآن فأنتهي من عملي وأقوم بإغلاق متجري في الساعة السابعة مساء او الثامنة لقد تغيرت سامراء والفضل في هذا يعود لقوات الامن العراقية وقوات الصحوة وعمليات سامراء  مضيفا أن "حركة السوق الآن نشطة جدا واتمنى أن تستمر هذه الحركة في اسواق سامراء لقد ذهبت اوقات المفخخات والعبوات والاشتباكات كنا ننام واصوات الاشتباكات تدوي اذاننا كنا في قلق يومي لقد ذهب والحمد لله. العراقيون تجاوزا اكبر تحد لهم وهو الارهاب.
أمن وسلام وحرية في الحركة والتنقل
هذا التحسن في حركة الأسواق ليلا انعكس إيجابيا على سائقي سيارات الاجرة  الذين اعرب عدد منهم عن ارتياحهم لحركة التبضع الواسعة، لما توفره من مساحة عمل جيدة لهم رغم وعورة بعض الطرق الا ان الاصرار بدا واضحا عليهم كما يصف ذلك أحدهم: 
في فترة القاعدة لا اعادها الله كنا نشكو من  قلة ساعات العمل لكن الان يستمر العمل الى ما بعد غروب الشمس، بعد ذهابهم الى مزبلة التاريخ ، فأنا الآن اذهب إلى الكثير من المناطق التي كانت محظورة علينا بسبب الوضع الامني، وهو مايوفر لي فرص عمل اكثر واوسع وجني ارباح لاباس بها واكتفي انا وعائلتي بعائدية سيارتي على الرغم من عدم صلاحية بعض شوارع سامراء " .
(الصباح ) في مقهى رعد
أما أبو رياض - معلم متقاعد - ويبلغ من العمر 55 عاما فقد اعتاد مع بعض أصدقائه على ارتياد قهوة رعد المعروفة  في وسط حي المعتصم بمركز المدينة  ليلتقي" شلة الأصدقاء" وكأنهم على موعد لم يحددوه سابقا، فهناك ارتبط بأجمل ذكرياته وفي المقهى يجد صديقته الدائمة "النرجيلة واستكان الشاي الذي لم يفارقه منذ صباه . عاش أبو رياض  أياما حزينة حين انقطع عن المقهى وعن شلة الأصدقاء بسبب سوء الأوضاع الأمنية و"المفخخات التي  كانت تستهدف الجميع في سامراء  فهو يصف تلك الأيام "الكثير من الأصدقاء لم أرهم ولم التق بهم في الاسواق لكون المقهى كان يغلق أبوابه مبكرا، وكان البعض منهم لا يأتي خوفا من المفخخات والاغتيالات ، فيما اشترى البعض الآخر نرجيلة واكتفى بالجلوس في منزله .
 ومع التحسن الأمني الذي شهدته سامراء عادت الحياة لهذا المقهى وعاد ابو رياض  للقاء اصدقائه.
وعن ذلك يقول صديقه محمد ابو زهرة "لا تتصور فرحي عندما بدأ المقهى يفتح أبوابه منذ شهرين بعد تحسن الوضع الأمني ونزول قوات الصحوة في الشوارع. بدأت أرى أصدقاء لم أرهم منذ مدة طويلة. صار المقهى يفتح ليلا بعد ان كان يغلق حتى في النهار، وبدأنا نستمتع بالنرجيلة من جديد لكن على امل ان تتحسـن ظـروفنا المعاشية بعدمـا  تقاعدنـا عن العمـل واصبحـنا أصـدقاء للنرجيلة والشـاي المهيل فقط