نيوزماتيك/البصرة
حذر خبراء بيئيون، خلال ندوة علمية عقدت صباح اليوم الثلاثاء في مركز دراسات البصرة، من احتمالات تعرض المحافظة إلى كوارث بيئية في المستقبل بسبب تراكمات التغيرات المناخية التي طرأت في جنوب العراق خلال العقود القليلة الماضية.
وقال أستاذ المناخ والتلوث البيئي في جامعة البصرة الدكتور كاظم عبد الوهاب الأسدي إن "الوضع المناخي في محافظة البصرة يوحي بإمكانية حدوث كوارث بيئية في المستقبل بسبب تسارع وتيرة التغيرات التي تطرأ على المناخ في جنوب العراق".
وأشار الأسدي، في حديث لـ"نيوزماتيك" إلى أن "أزمة الاحتباس الحراري التي يشهدها العالم القت بظلالها بشكل مؤثر على محافظة البصرة وأدت الى حدوث الكثير من التغيرات والتقلبات المناخية الحادة التي أسفرت حتى الآن عن تدهور القطاع الزراعي الى حد بعيد".
وقال الأسدي إن "محافظة البصرة حتى منتصف القرن الماضي كانت تشهد حدوث ظاهرة الصقيع باستمرار لكنها اختفت بشكل كامل منذ عدة سنوات، كما تراجعت ظاهرة الضباب مؤخراً الى حد النصف، وأيضاً درجة الحرارة الصغرى ارتفعت درجتين في حين أن معظم مدن العالم شهدت في السنوات السابقة ارتفاع درجة الحرارة الى سبع درجات على الأقل".
وأوضح الأسدي أن "سرعة الرياح ازدادت الى 0,4 ومعدل الرطوبة النسبية تراجع من 60% الى 40% وكذلك انخفضت كمية الأمطار بفارق كبير وغير مسبوق".
وأشار الأسدي إلى أن "تلك التغيرات سوف تؤدي إلى حدوث اختلال خطير في التكوين المناخي لمحافظة البصرة بسبب موقعها الجغرافي"، مضيفا أن "القطاع الزراعي حالياً في العراق، وفي محافظة البصرة على وجه التحديد، يدفع ثمن تلك التغيرات المناخية التي ترتبط جميعها بالتغيرات التي يشهدها المناخ العالمي".
وقال الأسدي إن "نباتات عديدة في محافظة البصرة مهددة بالانقراض في حين انقرضت فعلياً بعض الأنواع ومنها أشجار المشمش والزيتون والموز والعنب".
وطالب الدكتور الأسدي الحكومة العراقية بإنشاء "محطات متطورة للرصد الجوي والسعي باتجاه تشريع قوانين لحماية البيئة إضافة الى الإكثار من مشاريع التشجير".
وأوضح الأسدي أنه "حالياً توجد محطة واحدة للرصد الجوي في محافظة البصرة تقع في كلية الطب وهي محطة قديمة لا يمكن الاعتماد عليها في إجراء البحوث والدراسات".
وقال الأسدي إنه "ما لم تسارع الحكومة العراقية إلى تشريع قانون لحماية البيئة وتشجيع الزراعة فإن العواقب ستكون وخيمة وتدفع ثمنها الأجيال القادمة".
وفي السياق نفسه قال رئيس جامعة البصرة الدكتور علي عباس علوان إن "جامعة البصرة مقبلة على تكثيف دعمها للأبحاث المتعلقة بالجوانب البيئية والمناخية"، مشيرا إلى أن "هناك تغيرا واضحا في مناخ المحافظة لكننا بحاجة إلى دراسات وبحوث علمية تشخص بدقة مدى خطورة الأمر".
وأضاف علوان، الذي كان أحد المشاركين في الندوة، أن "القضية ليست قضية مناخ فحسب إنما تتعلق بمستقبل الأجيال اللاحقة، وعلينا أن نبذل ما بوسعنا لتشخيص الحقائق وإيجاد الحلول في إطار علمي".
وتضمنت الندوة التي عقدت في موقع جامعة البصرة في منطقة باب الزبير عددا من الدراسات والبحوث التي سلطت الضوء على الوضع المناخي والزراعي في محافظة البصرة 560 كم جنوب بغداد وحذرت جميعها من خطورة تفاقم التدهور البيئي وانحسار رقعة المساحات الخضراء.
يذكر أن مركز أبحاث البصرة هو أحد المراكز البحثية التابعة إلى جامعة البصرة التي تعد من أكبر الجامعات العراقية. وتأسست سنة 1964 وكانت في حينها تضم خمس كليات فقط لكنها تتكون حالياً من 14 كلية فضلاً عن 10 مراكز بحثية و11 مركزاً استشارياً، كما تمتلك الجامعة مكتبة مركزية تحتوي على 169589 كتابا و59000 دورية ويعمل في جامعة البصرة نحو 1700 أستاذ. وللجامعة موقعان رئيسيان الأول في منطقة كرمة علي والآخر في منطقة باب الزبير.