This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

يوم في حياة امرأة تشارك في حملة التحصين في العراق
04/05/2007

بقلم كلير حجاج وبلو شيفيغني - منظمة اليونيسف

في واحدة من أكبر العمليات الإنسانية في العراق خلال السنتين الماضيتين، يشارك 8000 شخص في أعمال التلقيح – بمن فيهم المرأة العراقية التي تروي قصتها أدناه – لمنع تفشّي الحصبة بين الأطفال الذين لم يتلق الكثيرون منهم أي تلقيح روتيني بسبب أعمال العنف وانعدام الأمن.

محافظة ميسان، العراق، تقول المرأة: "إنني ألّقح الأطفال منذ 15 سنة، لكن لم تمر علينا أوقات عصيبة مثل الآن. وأنا جزء من حملة التلقيح الضخمة التي ستجري خلال الأسبوعين القادمين.

يقع منزلي بالقرب من "العمارة" في محافظة ميسان – وهي واحدة من أكثر المناطق فقراً في العراق، القريبة من الحدود الإيرانية. وكان العديد ممن يقطنون هنا قد عادوا من إيران، بمن فيهم زوجي الذي أمضى سنوات عديدة كأسير في إيران. وقد عادوا إلى هذه المنطقة بعد أن وضعت الحرب العراقية الإيرانية أوزارها.

يجب أن نوّفر الحماية لجميع الأطفال الذين لم يتم تلقيحهم، لأن الحصبة مرض خطير ومميت. ونأمل جميعنا أن تنجح حملة التلقيح هذه، لأننا عندما حاولنا في المرة الماضية حملتنا بالتلقيح في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، قالت لنا الشرطة إن خروجنا والقيام بعملنا يعرضنا للخطر.

تلقيح 100 طفل في اليوم

إننا نعمل في منطقتيّ الطيب والشيبت القريبتين من الحدود. وأنا المرأة الوحيدة بين المشاركين في التلقيح، وأعمل في فريق مع ستّة رجال. ولأنني امرأة، فقد أرادوا أن أبقى في المركز الصحي الأساسي حرصاً على سلامتي. صحيح أني إذا لم أرافقهم سأكون في وضع مريح وأكثر أماناً. لكنني ألححت على مرافقتهم.

في اليوم الأول من الحملة، وصلت إلى المركز الصحي في الساعة 30/7 صباحاً، ووضعت عدداً كافياً من القوارير في حقيبة اللقاحات بغية تلقيح حوالي 100 طفل. إذ يفترض أن يقوم كلّ فرد منّا بتلقيح هذا العدد من الأطفال كلّ يوم.

وتوجد قطع من الثلج داخل حقيبة اللقاح لكي يظل اللقاح بارداً. وهذا أمر في غاية الأهمية، لأن الطقس أصبح حاراً في ميسان الآن، ويتعين علينا أن نسير مسافة طويلة تحت أشعة الشمس.

القائمون على التلقيح مستهدفون

يعترينا شعور بالتوتر منذ اللحظة التي ننطلق فيها من المركز. إذ يسود "العمارة" هدوء نسبي هذه السنة، لذلك تهرب الأسر من المناطق التي تسود فيها الاضطرابات وتأتي إلى هنا. وهناك العديد من الأطفال والأسر الجديدة التي لا نعرفها – وهم لا يعرفوننا أيضاً.

ولا نعرف إن كانوا سيرحبون بنا أم أنهم سيسببون لنا بعض المشاكل. وقد علمنا باختطاف بعض القائمين على التطعيم، بل وحتى أن بعضهم قد قُتل في محافظات أخرى.

ولكي نسجّل عدد الأطفال الذين نتمكن من الوصول إليهم، نأخذ سجلاً. وأحمل أيضاً خريطة مرسومة باليد تبين الأسر التي يجب أن أزورها، وذلك لكي لا أنسى أيّ طفل مؤهل للتلقيح. وإذا نسينا طفلاً واحداً، فإننا نضطر للعودة لتلقيحه في وقت لاحق.

لا نعرف ما يمكن أن نواجهه عندما نقرع باب أحد المنازل في هذه الأيام. ونأمل أن يكون من يفتح لنا الأمّ، ونسألها إن كان لديها أطفال تتراوح أعمارهم بين السنة والخمس سنوات. وإذا كان الأمر كذلك، فإننا نلقّح الأطفال أمام عتبة بيتهم. ونضع إشارة على الباب ونقيّد ذلك في سجلاتنا لنتأكد من بلوغ هدفنا.

آمل أنني سأتمكن من النوم '

هناك أمهات كثيرات في أيامنا هذه لا يعرفن كيف يحافظن على صحة أطفالهن جيداً، ولم يحصلن على التعليم المناسب. إذ تخشى بعض الأمهات - وخاصة الأمهات اللاتي وصلن مؤخراً - من التلقيح، ولا يفتحن لنا الباب.

وفي هذه الحالات، يجب أن نلحّ في طلبنا وألا نخاف. أعتقد أنني أقوم بشيء في غاية الأهمية لمستقبل العراق.

في اليوم الأول لم نواجه أيّ عمل عدائي، وهو أمر يدعو للارتياح. وفي أواخر بعد الظهر، أعدت القوارير الفارغة والحقن المستعملة والسجلّ إلى المركز الصحي. وبعدها سنضطر للعودة لتلقيح الأطفال الذين لم نتمكن مت تلقيحهم في المرة الأولى.

وغداً سأنتقل إلى منطقة أخرى، على مسافة أبعد من العمارة. ونحاول أن نصل إلى القرى الريفية وإلى الأسر المشردة التي تعيش هناك، وهذا أمر بالغ الصعوبة، لأنهم يتنقلون بسرعة. ففي يوم تراهم هنا، وفي اليوم الآخر يذهبون.

لكن الحمد لله أننا أنجزنا عملاً جيداً اليوم – فلم نتعرض لتهديدات ولقحنا العديد من الأطفال. وأمامنا المزيد من العمل غداً. أرجو أن أنام الليلة جيداً.