شبكة أخبار الناصرية/زمن الشيخلي:
أم زينب تسكن مدينة الناصرية تبلغ من العمر 30 عاما خرجت من بيتها في حي الشهداء مساء يوم الثلاثاء مع طفلها احمد وشقيقته زينب إلا إن خروجهم من الدار لم يكن محفوفا بالعودة إليه مرة أخرى . لم تعلم أم زينب إن شراء علاج من إحدى صيدليات الحي سيكلفها حياة زينب البالغة من العمر سبع سنوات وفقدانها الوعي هي وابنها البالغ السنة الثالثة من عمره اثر حادث مروري وسط الطريق العام .
هذا ما روته جدة زينب وقالت " أن ابنتي لم تعد إلى بيت زوجها لأنه رفض عودتها بعد وفاة ابنته " .
ليست أم زينب من فقدت طفلة فحسب بل هناك العديد من الأرواح التي وقعت تحت سطوة المركبات في شوارع الأحياء السكنية القريبة من المدارس والمحال التجارية .
كل ذلك بسبب خلو معظم هذه الشوارع من مناطق عبور ، وعناصر هندسة مرورية تحدد سرعة سائق المركبة وتؤمن حياة المواطن كالمطبات الاصطناعية والعلامات الإرشادية .
سُجل في ذي قار عام 2006 أعلى معدل للحوادث المرورية بلغت 241 حادثا قتل خلالها 148 شخصا ، وان نسبته 40% من هذه الأعداد وقعت داخل الأحياء السكينة .
فيما وصل عدد القتلى في عام 2007 إلى 150 شخصا 25% منهم توفوا داخل الأحياء ، ازدادت هذه الأرقام في عام 2008 ونحن في نصفه الثاني لتصل إلى 163 قتيل نسبة 25% منهم توفوا داخل الأحياء أيضا .
هذه الأرقام أعدت وفق آخر إحصائية لقسم الإحصاء في مديرية مرور ذي قار .
مسؤول الهندسة المرورية في بلدية الناصرية قال " المدينة تفتقد العلامات المرورية منذ سقوط النظام ، ولم تخصص لنا مبالغ لنصب هذه العلامات ضمن تخصيصات الوزارة التي اعتبرت إن استحقاقنا المالي للمشاريع يقع على عاتق الميزانية التنموية وما يخصص منها لمديرية بلدية الناصرية وليس على عاتق الوزارة " .
موضحا " ان مديرية البلدية تهتم باكساء الشوارع وعمل الأرصفة والجزرات الوسطية وانشاء الحدائق " .
التلميذ ذو الفقار عبد الباري تقع مدرسته الموسومة بالكاظمي الى جانب أحد الطرق الرئيسية لمرور المركبات في مدينة الناصرية قال" ان هذا الطريق يخيفني عبوره كثيرا لان المركبات فيه مسرعة ولا يوجد مكان مخصص للعبور وما زاد خوفي هو مقتل احد طالبات المدرسة وهي غفران خليل بعد أن دهستها مركبة اثناء عبورها هذا الطريق " .
نائب رئيس مجلس محافظة ذي قار عبد الكريم العكيلي قال " أوصينا في مقترحات سابقة التنسيق بين مديرية مرور ذي قار وبلدية الناصرية بشأن وضع ضوابط لسير المركبات داخل شوارع المدينة ، إلا إن التوصيات التي رفعت لم نجد تدعيم لها " .
مبينا " إن مثل هذا العمل يصطدم بالتخصيصات المالية ، وان ما يخصص للمرور من ميزانية المحافظة هو غير مجزي ، التوجه الجديد سيكون باتجاه تخصيص مبالغ مالية أكثر لحل هذه المسألة " .
وتابع في قوله " على اثر هذه الملاحظة سنتابع ونوجه الكتب الرسمية إلى مديرية مرور ذي قار وكذلك مديرية البلدية للتنسيق وإعطاء الموضوع أهمية اكبر " .
المهندس نعيم حسن مسؤول الدائرة الفنية في مجلس محافظة ذي قار يقول " التقصير موجود أنا لا أنفي هذا التقصير " .
متهما به مديرية بلديات ذي قار " سبق وان اشرنا في مجلس محافظة ذي قار الى دائرة البلديات بخصوص هذا الموضوع إلا إن هناك تقصير من قبل هذه الدائرة ، على الرغم من متابعتنا للتنفيذيين لكن هناك تلكؤ ، لذا نضطر إلى تنبيههم مرة أخرى " .
المهندس رشيد السراي المعاون الفني لمحافظ ذي قار يقول : " أنا درست الخطط السابقة بالكامل بعد إن استلمت منصب المعاون الفني في شهر ابريل من السنة الحالية ، لاحظت الكثير من مشاريع البلدية تفتقد لهندسة المرور وان وجدت فهي بشكل بسيط ومحدود جدا لا يتعدى تخطيط بعض الشوارع .. هذا لا يكفي لتأمين حماية المواطن عند السير بمركبته أو السير بشكل شخصي " .
واضاف قائلا لشبكة اخبار الناصرية " من خلال متابعتنا للمشاريع وجدنا عدم اهتمام بالهندسة المرورية لأنها لا تدرج ضمن المشاريع ولا تأخذ بنظر الاعتبار لاسباب عدة و لربما ينظر إلى إن هناك شيء أهم " .
السراي قال ايضا : " ارتأينا قبل يومين تشكيل لجنة برئاستي تعنى بجمع الدراسات التي أعدت في السنوات الماضية لتأثيث شوارع المحافظة كي تقدم دراسة واحدة لمشاريع عام 2009 ، تأخذ على عاتقها الاهتمام بالهندسة المرورية " .
مدير البلديات المهندس محسن هداب اعتبر " ان موضوع الهندسة المرورية مهم جدا " .
مبينا " ان مديريته عممت لكل مؤسسات البلدية قبل أسبوع من الآن إدراج العلامات المرورية ضمن مشاريعهم " .
لم تعلم زينب إن الإهمال في ركن أساسي يقع في بلدية الناصرية هو من كان سبب وفاتها ( لا اعتراض على حكم الله) كما لا تعلم ان وفاتها دفعته أمها ثمنا مرتين المرة الأولى فقدانها لبضعتها والثمن الآخر طلاقها العرفي من زوجها .
جدة زينب أنهت حديثها قائلةً " ان ابنتي لم تطلب الطلاق الشرعي من المحكمة عسى أن يعطف عليها زوجها وتعود إليه مرة أخرى " .