بقلم راشيل بونهام كارتر- منظمة اليونسيف
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، 15 شباط / فبراير 2007، أصبحت المدارس تأخذ أهمية بالغة لإنشاء محاور الاستقرار داخل العراق، وذلك بفضل برنامج إصلاح تدعمه اليونيسف يرمي إلى إعادة فتح المدارس، ووقف ارتفاع نسبة تسرب الطلاب من المدارس.
وتعد هذه المبادرة حاسمة، إذ إن عدم توفر الأمن يدّمر حقّ الأطفال العراقيين في التعلم، ويضطر الآباء في بعض المناطق إلى الاختيار بين ذهاب أطفالهم إلى المدرسة وبين سلامتهم. أما الأطفال الذين يذهبون إلى المدارس، فلا يوجد غالباً عدد كاف من المعلمين المؤهّلين أو مرافق كافية لهم.
وتقول حنان والبالغة من العمر 11 عاماً، والتي تداوم في إحدى المدارس في بغداد: "يقوم الأهل بإيصالنا وأخذنا من المدرسة"، وتأمل حنان في أن تصبح صيدلانية ذات يوم، وتضيف قائلة: "يخاف الأهل على سلامتنا بسبب ما يحدث في الشوارع - التفجيرات".
المدارس في مركز الاهتمام
في عام 2004، كان 85 في المائة تقريباً من المدارس الموجودة في العراق البالغ عددها14000 مدرسة بحاجة إلى إعادة تأهيل. وتشارك اليونيسف وشركائها حالياً في برنامج على نطاق العراق لضمان حصول تلاميذ المدارس على قاعات دروس مريحة، وملاعب آمنة، ومياه صحية، ومرافق صرف صحي.
وقد وضعت هذه الجهود المدارس في مركز مشروع إبداعي رائد لاستعادة الصحة المحلية والماء والصرف الصحي للمجتمعات المنكوبة. وحتى الآن تشارك في هذا المشروع ستّ محافظات توجد فيها 110 مدارس.
وفي حين سيجري الأطفال في المدارس فحوصات طبية أساسية ويتعلّمون كيف يحمون أنفسهم من الأمراض، فإن أحياء بكاملها تقع حول المدارس ستستفيد من إعادة البنية التحتية لتوفير المياه والصرف الصحي.
الأمل في التغيير
توّفر اليونيسف أيضا مواداً تعليمية، ودرّبت 50000 معلّماً على أساليب التدريس الملائمة للأطفال، وعلى إدارة المدارس، وتجري برامج تعليمية غير تقليدية في جنوب العراق لمساعدة الشباب الذين لم يكملوا دراستهم مطلقاً على اجتياز امتحاناتهم النهائية.
"نتيجة التعاون مع المنظمات - وخاصة اليونيسف – تمكنّا من إعادة بناء مرافق صرف صحي ومرافق صحية للتلاميذ والأساتذة، وزوّدناهم بالماء النقي الصالح للشرب"، تقول غادة، مديرة إحدى المدارس في بغداد.
وتقول حنان، وهي فتاة في مقتبل العمر، "أرغب في أن تتغير الأحوال إلى الأفضل"، "أريد أن أزور أقربائي وأن أذهب إلى الملعب. إننا نشكر اليونيسف للاهتمام الذي تولينا إياه".
تعد مواصلة الدراسة أحد شواغل اليونيسف الرئيسية في جميع حالات الطوارئ. فخلال الصراعات المسلحة وفي أعقابها، يمكن أن يوفر التعليم الاستقرار للأطفال والمراهقين. وفي العراق، كما هو الحال في جميع البلدان، فإن التعليم الجيد لجميع الأطفال هو أفضل ضمان لمستقبل أفضل.