أطلقت الأمم المتحدة أمس نداء إلى الدول المانحة لتقديم 462 مليون دولار من أجل تلبية الحاجات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية خلال العام المقبل. وانتقدت الإغلاق الإسرائيلي المتكرر للمعابر مع قطاع غزة، رغم سماح الدولة العبرية بدخول كميات محدودة من المساعدات الغذائية أمس.
ويهدف هذا النداء الذي أطلق في مؤتمر صحافي عقدته في القدس وكالات عدة تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية غير حكومية تنشط في الأراضي الفلسطينية، إلى جمع أموال لتمويل «برامج المساعدة» الإنسانية في الضفة الغربية وغزة.
ورسمت المنظمة الدولية في بيان صورة قاتمة للوضع الإنساني، خصوصاً «في مناطق الضفة الغربية (بما في ذلك القدس الشرقية) الأكثر تأثراً من الجدار الفاصل والمستوطنات الإسرائيلية وغيرها من القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على حرية التنقل وتؤثر على سبل العيش لمئات الآلاف من الفلسطينيين».
وفي ما يتعلق بقطاع غزة، قالت الأمم المتحدة إن «الحصار الإسرائيلي أدى إلى حدوث ارتفاع سريع وحاد في نسب الفقر والبطالة خلال العام» الجاري. ووصف المنسق الانساني في الاراضي الفلسطينية ماكسويل جايلارد في مؤتمر صحافي في القدس أمس، هذا الوضع بأنه «اعتداء على كرامة الإنسان ويخلف أبعاداً إنسانية قاسية». ورأى أن «تقديم المساعدة الإنسانية يمكن أن يساهم في التخفيف من سرعة التدهور، لكنه لن يؤدي إلى وقف تدهور الوضع الإنساني».
وأشار إلى أن «كثيرين من الناس يدفعون ثمناً باهظاً، تحديداً في قطاع غزة، إذ يناضلون يومياً من أجل الحصول على ما يكفي من الغذاء والماء لإطعام أطفالهم». وأضاف: «نطلق هذا النداء لمساعدة الفلسطينيين الأكثر هشاشة، خصوصاً الأطفال والأسر ذات المعيل الواحد وهؤلاء الأكثر فقراً الذين لا يملكون أي موارد أخرى يستطيعون الاعتماد عليها».
وسيخصص 277 مليون دولار، أي اكثر من نصف المبلغ المطلوب، لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا». وقال مساعد المفوض العام لـ «أونروا» فيليبو غراندي إنه «أكبر مبلغ يُطلب على الإطلاق». وأضاف أن مؤشرات الفقر والبطالة بلغت مستويات قياسية في غزة، ما يزيد نسبة السكان المحتاجين. وأوضح أنه «للمرة الأولى تعيش أكثر من خمسين في المئة من الأسر في غزة تحت عتبة الفقر»، مع بلوغ معدل البطالة 42 في المئة.
ودعت الأمم المتحدة إسرائيل إلى السماح لها بدخول غزة من دون قيود، خصوصاً ان الدولة العبرية لم تسمح بدخول سوى 16 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية إلى القطاع منذ الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. وقال غراندي: «نحن في حاجة إلى 15 شاحنة يومياً».
وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر أن أربعين شاحنة محملة بمنتجات مرسلة إلى منظمات بينها «أونروا» وبرنامج الأغذية العالمي يمكنها نقل حمولاتها إلى قطاع غزة من معبر كرم أبو سالم. وأضاف أنه تم أيضاً شحن غاز منزلي وفيول صناعي لمحطة الكهرباء في غزة.
من جهة أخرى، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك بالرد على كل انتهاك للهدنة من قبل «حماس». وقال: «إذا كان الجانب الآخر يريد مواصلة التهدئة، فلا يمكننا أن نشكو... لكن إذا انتهكت الهدنة فعلياً في شكل واضح ويكون علينا التحرك، فإن الجيش مستعد لذلك. لكن طالما لم يحدث ذلك، يجب التريث».
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن الجيش الإسرائيلي قام باغتيال فلسطينيين في الضفة الغربية، منتهكاً بذلك تعليمات صادرة عن المحكمة العليا الإسرائيلية. ونقلت عن وثيقة عسكرية داخلية أن الجيش سمح باغتيالات، حتى في حالات كان يمكن فيها توقيف الفلسطينيين المعنيين أحياء.
إلى ذلك، ذكرت مصادر طبية وأمنية فلسطينية أن فتى في الخامسة عشرة أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات وقعت أمس عند حاجز قلنديا في الضفة. وقالت إن الفتى أصيب بالذخيرة الحية في قدميه الاثنتين ونقل إلى مستشفى رام الله حيث يرقد في غرفة العمليات.
ووقعت صدامات بين الجيش الإسرائيلي وشبان فلسطينيين غاضبين على اعتقال الجيش شبان من المخيم خلال اليومين الماضيين.