This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

برنامج متطوعى الأمم المتحدة
08/05/2007

ما هو برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين ؟

أنشأت الجمعية العامة برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين في عام 1970، كجهاز مساعد للأمم المتحدة, وليكون الذراع التطوعي لمنظومة الأمم المتحدة، بالإضافة لكونه مشروع تطوعي متعدد الأطراف يهدف إلى تشجيع الإسهامات التطوعية فى مجالات التنمية المختلفة وخاصة التنمية التي ترتكز على المجتمع المحلى.  كما يسعى البرنامج إلى التأثير السياسى بغرض التوصل إلى نتائج مستدائمة.

والبرنامج مسئول أمام المجلس التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ويعمل من خلال مكاتبه الميدانية فى كل أنحاء العالم.من هم متطوعوا الأمم المتحدة ؟

يعمل فى البرنامج أكثر من 4.000 رجل وامرأة سنوياً، ويتميزون بمستويات رفيعة من المؤهلات و الخبرة وحافز العطاء للآخرين. وينتمون لأكثر من 140 جنسية يعملون في البلدان النامية وبلدان"الانتقال" كأخصائيين متطوعين وعمال ميدانيين، وكمتطوعين وطنيين في برامج الأمم المتحدة في بلدانهم. فهناك حوالى 74% من متطوعى الأمم المتحدة فى الوقت الحالى هم أنفسهم من مواطنى البلدان النامية، أما الباقين 26% فمن العالم الصناعى.

أين يعملون ؟

فى نحو 140 بلداً، أكثر من نصفهم يعملون في أفريقيا، و ربعهم في آسيا والمحيط الهادئ والباقى فى الدول العربية و الكاريبى وأمريكا الوسطى. كما يعمل ثلاثة أرباعهم فى أفقر أمم العالم فى اقتصادات أقل البلدان نمواً و البلدان المغلقة و الجزر الصغيرة.

ماذا يفعلون ؟

يعمل المتطوعون في مجال التعاون الفنى و التقني من أجل التنمية، وفى دعم مبادرات المجتمعات المحلية و أعمال الإغاثة الإنسانية و التعمير.  كذلك يدعمون أعمال الأمم المتحدة في مجال السلام و الإنتخابات وحقوق الإنسان.  و بالإضافة إلى ذلك، يقدم برنامج متطوعى الأمم المتحدة "موارد الأمم للمشورة الدولية القصيرة الأجل - UNISTAR" المستشارين للقطاعين الخاص و العام، و تمكين برنامج الأمم المتحدة الإنمائى "نقل التكنولوجيا من خلال المغتربين لمساعدة بلدانهم الأصلية – TOKTEN"، ومتطوعوا الأمم المتحدة مهنيون ملتزمون يسعون إلى العمل مع أقران لهم.  فتراهم يصغون و يحاورون، يشجعون و يسهلون، يتقاسمون الأفكار و المهارات و الخبرات و يتبادلونها، يعملون و يدربون فئات المستفيدين من المجتمعات التى يعملون من أجلها، وباِختصار فإنهم متفانون فى نشر روح التطوع من خلال ما ينقلونه من معرفة بين الشعوب.

فى أى القطاعات يعملون ؟

 يحتفظ برنامج متطوعى الأمم المتحدة بجدول للمتخصصين يغطى 115 فئة مهنية فى مختلف المجالات، وتبرز من بينها الزراعة، الصحة، التربية، الشؤون الإجتماعية، التدريب المهني، الصناعة، السكان، الإتصالات/الأعلام وتقنبة المعلومات. ويرد في جانب آخر، صورة أعمال الإغاثة الإنسانية والسلم و الإنتخابات و التى تندرج تحت فئة المساعدات الإنسانية المباشرة.

 و انعكاساً لإلتزام المتطوعين وتضحيتهم من أجل الشعوب والمجتمعات فى كافة أرجاء المعمورة، فإن كثيراً منهم يعملون في بلدان ومناطق ريفية نائية، ويشمل هذا العمال الميدانيين كذلك، والذين يعملون على المستوى القاعدى فى برامج التنمية المشتركة ومشاريع التبادل الحرفي ومتطوعى البيئة.  ولا يطبق نهج التركيز المحلى على الإهتمامات التقليدية فقط مثل إنتاج الأغذية أو الصحة المحلية، بل ينتقل إلى دور المرأة الحضرية والريفية معاً فى التنمية بالإضافة إلى احتواء وباء الإيدز وادارة الموارد البيئية المحلية و معالجة الفقر الحضرى.  و يسعى العمال الميدانيون لبرنامج متطوعى الأمم المتحدة للإستناد إلى المعرفة الأصلية بالمجتمعات وتسهيل المبادرة المحلية و تبادل الخبرات.

 كيف يعمل برنامج  متطوعى الأمم المتحدة ؟      

يعمل البرنامج بالمشاركة مع الحكومات ووكالات الأمم المتحدة و بنوك التنمية والمنظمات غير الحكومية و منظمات المجتمعات المحلية.  وكثيراً ما يكون هناك إسهام تقني إضافي من إحدى وكالات الأمم المتحدة المتخصصة من خلال إشراف تلك المنظمات على تنفيذ برامجها.

 

كيف يمول البرنامج ؟

يأتي أكثر من نصف تمويل البرنامج من الصناديق القطرية والإقليمية التي يقدمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.  و من المصادر الهامة الأخرى كذلك، ميزانيات البرامج المجازة من الجمعية العامة للأمم المتحدة عن طريق وكالاتها المتخصصة، إضافة إلى مساهمات الحكومات المضيفة مباشرة ومن خلال المنح المخصصة التي تقدمها الحكومات المانحة و الصندوق التطوعي الخاص لبرنامج متطوعى الأمم المتحدة.  ويبلغ متوسط التكلفة لمهمة متطوع الأمم المتحدة  30.000  دولار أمريكى فى العام، أى مجرد جزء من تكلفة الخبير التقني الدولي المماثل، و بشروط السوق العالمية.  وتوضع ميزانية العمال الميدانيين ومتطوعى الأمم المتحدة الوطنيين استنادا إلى أقرانهم المحليين.

كيف تنشأ المهام ؟

المؤهلات والخبرة والإلتزام هى عناصر حيوية وأساسية يسعى إليها برنامج متطوعى الأمم المتحدة عند مراجعة السيرة الذاتية للمرشحين لشغل الوظائف التى تعلن من خلال البرنامج.

أولا"، يبحث برنامج متطوعى الأمم المتحدة عن شباب و رجال و نساء معنيين حقاً بدعم جهود الآخرين و بتكريس بعض سنوات حياتهم لذلك العطاء الأنسانى الخالص -  فى بلد آخر، ثقافة أخرى و مناخ آخر -  بكل ما يتيحه ذلك من ارتياح للعمل وكسب خبرات لا تتأتى إلا بالممارسة والعطاء.

ثانيا"، فان الأغلبية الساحقة من متطوعى الأمم المتحدة، مؤهلون تأهيلاً نظامياً: فمعظمهم حاصلون على درجة جامعية أو دبلوم أو شهادة من معهد مهنى عال.  والكثيرون منهم حاصلون على درجات علمية عليا، تشمل الماجستير و الدكتوراة.

وثالثا"، فانهم أيضا و دون استثناء ذوى خبرة وتخصص فى مجالاتهم: فمتوسط عمر أخصائى البرنامج 39 سنة، وفترة تخصص فى مجالاتهم تزيد على 10 سنوات.

يسعى البرنامج إلى تشجيع المرأة بصفة خاصة للمساهمة بفاعلية من خلال مشاريع الأمم المتحدة، فينبغى أن تتوفر لها الخبرة المباشرة كما للرجل فى بعض مجالات العمل التى تتسق مع وضع المرأة، مع مراعاة للمعتقدات والتقاليد والنظم التى تقوم عليها تلك المجتمعات أو المنظمات القاعدية للشعوب.  وبصفة عامة تنطبق على جميع المتطوعين من الجنسين بعض الشروط، كالمعرفة الجيدة بلغة ثانية تكون مستخدمة استخداماً واسعاً فى البلدان الأخرى (كميزة أضافية).

السنة الدولية للمتطوعين،  2001

ظهرت فكرة سنة دولية للمتطوعين لتعلن على إثر دخول العالم في القرن الحادي و العشرين، لتيسير مساهمات المتطوعين و الإعتراف بإنجازاتهم في خضم مشاورات جرت بين العديد من المنظمات الدولية غير الحكومية في مطلع التسعينات.

تبلور هذا المفهوم لأول مرة من خلال نظام الأمم المتحدة أثناء منتدى السياسة في اليابان سنة 1996 ، تحت إشراف برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين (UNV) و جامعة الأمم المتحدة (UNU) . و تم الإتفاق على وضع إقتراح حكومة اليابان الذي تقدمت به في فبراير 1997 إلى السكرتير العام للأمم المتحدة على قائمة جدول الأعمال لمؤتمر ال(ECOSOC) في يوليو 1997. أجاز المؤتمر في قراره رقم 1977/44 بتاريخ 22 يوليو 1997 توصية الجمعية العامة للأمم المتحدة بتبني القرار المعلن عن قيام السنة الدولية للمتطوعين 2001. و قررت الجمعية العمومية في جلستها الثانية و الخمسين بتاريخ 20 نوفمبر 1997 و بموجب القرار رقم 52/17 و الذي وجد التأييد من قبل 123 دولة بتبني العمل المذكور في قرار مؤتمر ال(ECOSOC) .

فالأساس الذي بنيت عليه السنة الدولية للمتطوعين 2001 هو أن الخدمة التطوعية أصبحت مطلوبة - بصورة غبر مسبوقة - لمعالجة مجالات ذات أهمية أولية في ساحات إجتماعية، إقتصادية، ثقافية، إنسانية و في إفشاء السلام. كما و أنه توجد حاجة ماسة لزيادة عدد الأفراد لتقديم خدماتهم كمتطوعين و ذلك يتطلب إعترافاً و تيسيراً أكثر للعمل التطوعي و ترويجاً أكبر لمثل هذه الخدمات بتقديم نماذج لأحسن المبادرات و المجهودات المنسقة لدى المتطوعين. هنالك أيضاً شعوراً قوياً بأن تعيين سنة دولية للمتطوعين من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة، يؤسس بنية هامة و جواً أكثر ملاءمة للنمو و الإستفادة من المساهمات التطوعية.

أهداف السنة الدولية للمتطوعين، 2001

الهدف الأول هو الإعتراف المتزايد بأهيبة التطوع ، فيمكن للحكومات و السلطات المحلية أن تؤمن آليات لإدخال القطاع التطوعي في عملية المشاورات. قد يتم تأمين الإعتراف بواسطة دراسة حول البلد تصف و تحدد مساهمات القطاع التطوعي تجاه المصلحة القومية و التقدم و أيضا بإنشاء جوائز لأحسن النماذج للأفراد، للجماعات الصغيرة، للمحليات، للمنظمات غير الحكومية و حتى للعمل التطوعي العالمي.

الهدف الثاني هو التيسيرللعام الدولى للتطوع، فأحسن من يحدد الخطوات التي قد تشجع أو تمنع العمل التطوعي في وسط أي ملأ هو المجتمع نفسه، لذلك نذكر لاحقاً، بعض الإقتراحات التى قد تعزز تلك الخطوات. كما يمكن للدولة عرض مؤسساتها التدريبية لإستمعال الخدمات التطوعية بأسعار مخفضة، ويمكنها تعزيز الكفاءة التقنية و الإدارة السليمة و المسؤلية في القطاع التطوعي. يمكن للدولة السعي وراء ضمان التأمين و حماية الرعاية الإجتماعية للمتطوعين المتعاونين مع مؤسسات معروفة و مسجلة لدى الدولة بشكل مماثل للموظفين النظاميين بتلك المؤسسة. يمكن منح موظفي الخدمة المدنية عطلات خاصة لقضاء دورات في العمل التطوعي، كما يمكن منح إعفاءات ضريبية إلى أفراد يدعمون المبادرات التطوعية وقبول الخدمة التطوعية تحت الظروف الملائمة كبديل للخدمة العسكرية. أيضاً يمكن تخصيص موارد مثل مواد البناء، الكتب، إمدادات طبية و التمويل النقدي للإستعمال الخاص بالأجهزة التطوعية.

الهدف الثالث هو التنسيق للعام الدولى للتطوع، فيمكن للتلفزيون و الإذاعة و الصحف المنشورة و الإعلام الإلكتروني المساهمة في ربط و تبادل إنجازات المتطوعين بحيث يتوفر نموذج لأحسن التقنيات التي يمكن إتباعها حسب أولويات المجتمع. هذا التبادل يمكن أن يكون على الصعيد المحلي و الإقليمي بمشاركة دول الجوار و عالمياً عبر الإعلام الإلكتروني.

الهدف الرابع هو الترويج لدور التطوع فى التنمية. يمكن توجيه المجهودات لجمع الطلبات لتعيين متطوعين و لاستقطاب مرشحين جدد لديهم ملكة في تعزيز النشاطات العملية و عموماً لخلق جوٍ من الرأي العام و الرسمي يؤيد العمل التطوعي. يمكن ربط هذا الموضوع ببعض الإقتراحات المذكورة على سبيل المثال تحت فقرة "الإعتراف" بمشاريع الجوائز أعلاه، و تحت فقرة "التنسيق" بإنشاء البرامج الإعلامية. كما يمكن كذلك التركيز على كفاءة المتطوعين و على الفوائد المكتسبة من نشاطاتهم (كالتبرع بالدم، حملات محو الأمية و تنظيف البيئة) للمجتمع.

 دور برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين

التزاما بلائحته الخاصة و قرارات الجمعية العمومية المتعددة و قرارات البرنامج الإنمائىللأمم المتحدة (UNDP) فيما يخص دوره في ترويج مفاهيم و خدمات التطوع، سيقوم ال(UNV) بتشجيع تبادل الأفكار أثناء السنة الدولية للمتطوعين 2001، و إعانة الدول الأعضاء التي تبحث عن معلومات حولها. و سيستمر كذلك في العمل الدقيق مع نظام الأمم المتحدة الشامل لتطوير وسائل علاجية كما سيقوم بوضع خطوط عريضة لتوجيه مساهمات المتطوعين مما يساعد الوكالات المتعددة على الإستفادة منها في إطار التزامهم بلوائحهم و برامجهم في مجالات الإهتمام الدولي الأساسية.

 


الخلاصة

إن العمل التطوعي أو ما يسمى حديثاً في أدبيات التنمية "رأس المال الاجتماعي" هو ثروة عامة وليست حكراً لإحد.  هو تلك الروابط التى تقوم على القيم الاجتماعية الحميدة مثل الثقة والصدق والتعاون والتراحم والتكافل، كما إنه الروابط التى يجد المواطنون فيها أنفسهم كأفراد ومجموعات ويسعون فيها لتحقيق ذواتهم ومصالحهم المرتبطة بمصالح المجموعات التى يعيشون فيها وبها. إن التحدي يكمن في توظيف رأس المال  الإجتماعي في ثورة علمية، ثورة كفاءة تقنية/سلوكية والتى بدونها لا يمكن تنفيذ السياسات التى تقوم على اليحث العلمى والمشاريع التى تخدم مصالح عامة الشعب. ولعل في هذه التوصيات ما ينير الطريق الى ذلك:

1/ دعم جهود التشبيك بين المنظمات على المستويات المختلفة : القاعدية والوسيطة والمانحة، وتشجيع دخول المؤسسات ذات الصلة في الشبكات واختيار الشكل المناسب للمشاركة لتحقيق ذلك.

2/ تشجيع اللامركزية في العمل التطوعى، على أن تصير الجمعيات القومية نقاط إرتكاز للتشبيك بين الجمعيات العاملة، مما يساعد على انتشار الجمعيات الوطنية فى كل المجتمعات.

3/ دعم جهود تشبيك المنظمات المحلية إقليمياً وعالمياً، ودعم مشاركتها في المؤتمرات الإقليمية والدولية كشبكات فاعلة.

4/ التدريب هو الوسيلة الأساسية لتمكين أعضاء المنظمات من المشاركة، لذلك لا بد من التدريب المكثف للعاملين بالأجهزة التنفيذية والمتطوعين والمجموعات المستهدفة، خاصة وأن إدارة العمل التطوعى لها خصائصها التى تميزها عن الإدارة العامة لأجهزة الدول وإدارة الأعمال التجارية والمؤسساتية، لذا  يجب دعم إنشاء مراكز تدريب للمنظمات التطوعية لتحقيق ذلك.

5/ تشجيع مشاريع إدرار الدخل في عمل المنظمات الوطنية لدعم التمويل الذاتي، و لتقليل الإعتماد على المنظمات الأجنبية و الحكومات، وخلق فرص توظيف للشباب مع الرقابة المالية والإدارية.

6/ تشجيع استعمال وسائل  الإتصالات الحديثة في الجمعيات

ابراهيم حسين

المشرف على برامج الدول العربية

رئاسة برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين

(بون – المانيا)