أسرة ومجتمع- الصباح
تواجه وزارة التربية تركة ثقيلة تتمثل بالواقع المتردي لبنايات المدارس على مختلف مراحلها.وقد لمسنا الاعذار لها انطلاقا من هذا الواقع وحجم الحاجة للتخصيصات المالية والوقت اللازم لعلاج هذا القطاع لكي يلبي احتياجات اكبر شريحة اجتماعية الا وهي الطلبة.

ورغم الخطوات التي اعلنتها التربية والجهات الساندة لها في تعمير بنايات المدارس، والارقام التي تم ذكرها في هذا القطاع لاتزال العديد من هذه المرافق بحالة يرثى لها.. لا بل هنالك ما يثير الاستغراب فعلا عندما نشاهد اطلال مدارس تنحشر فيها اعداد هائلة من التلاميذ، وقد لا نوفق كثيرا اذا ما اردنا ايراد اعداد هذه المرافق نظرا لواقعها المعروف وانتشارها لكن ما وصلنا من صور ورسائل تناشد التربية لاتخاذ اجراءات سريعة في هذا المجال ووضع اولويات دفعنا لايراد نموذج من هذه المدارس متوخين من ذلك انه سيعبر عن المأساة بشكل كامل.
(مدرسة منصورية الشط) مدرسة ابتدائية تقع في قرية حملت الاسم نفسه وتابعة لناحية هبهب محافظة ديالى عدد تلاميذها (600) تلميذ عندما تنظر اليها يخيل لك انها بناية من القرون الماضية او موقع أثري بحاجة الى تنقيب او هدم لم تمتد اليها برامج الاصلاح كما يقول الاستاذ سلمان حمد عبود معاون مدير المدرسة، ولم يتم اشعارنا حتى الان بادراجها ضمن مشاريع التربية.
ان واقعها مزر وكما تلاحظون فهي تضم (600) تلميذ محشورين في عدد محدود من الصفوف حتى بلغ تعداد الصف الواحد احيانا (50) تلميذا ويتوزعون على مناضد ايضا محدودة ما يضطرّ أن يجلس كل اربعة تلاميذ على منضدة او رحلة.
المدرسة او بناية المدرسة تفتقر الى المرافق الصحية وهي من دون ماء صالح للشرب واثاثها رديء ولم يتغير منذ 25 سنة حتى باتت للشاهد كأنها آثار من الماضي.
ان ما يؤلمنا هو ان الخطوات بشكل عام بطيئة ولم يتم وضع اولويات في مشاريع تربية ديالى.
المعلم خضر عباس احد معلمي المدرسة يقول: الصورة هي خير معبر وقد تغني عن الكلام ومنذ ان اعلنت التربية حملاتها لم نلمس اي اهتمام بهذه المدرسة، ان كل شيء فيها يعبر عن المأساة حتى بات التدريس متدنيا والتلاميذ عرضة للبرد والحر والامراض بفعل الواقع المتردي لها.
المعلم وجيه عواد عيدان يقول: نحن نعتب على تربية ديالى والوزارة اذ لم نلمس اي اهتمام وحتى لو تم اشعارنا بان المدرسة مدرجة ضمن خططها الاصلاحية فقد نصبر كما صبرنا طيلة الفترة الماضية، ان اليأس يتسلل الى نفوسنا وقد اثر هذا الواقع في مستوى التدريس وبدأت عمليات تسرب التلاميذ تزداد وبشكل لافت للنظر.
اما المعلمة (نعيمة علي) فتقول ان تردي وضع هذه المدرسة يتطلب حلولاً وخطوات سريعة لانقاذها، وحسب علمنا هنالك العديد من المدارس تعاني من هذا الواقع، وكان يفترض ان يتم وضع اولويات في تنفيذ حملات الاعمار.
وقد توجد مدارس تعاني من واقع اكثر ايلاما وقسوة.. وخاصة تلك التي تقع في اقاصي الريف العراقي.
(اسرة ومجتمع):
نحن نعلم ان التركة الثقيلة، ولكن ما اعلن من خطط وارقام في انجاز او احالة مشاريع المدارس لايتناسب مع الاعداد الكثيرة من البنايات التي تحتاج الى اصلاحات سريعة وحملات مثمرة.. وقد انعكس هذا الامر فعلا على واقع ومستوى التدريس.. في هذه المدارس