بغداد ـ نجلاء الخالدي
مليون حالة إصابة حادة بمرض الملاريا تقع كل عام، يموت منهما أكثر من مليون على الأقل أي بمعدل يقترب من 3 آلاف شخص كل يوم، طبقا لبيانات منظمة الصحة العالمية،
300 والعراق احد البلدان التي ينتشرفيها المرض ,الذي ينقله نوع من البعوض لم يتم تحديده منذ ان تم الكشف عن المرض لاول مرة في العراق الا ان باحثاً عراقياً هو د. شمال عبد الله المفتي الاستاذ في "مركز ابحاث جامعة دهوك" تمكن من تحديد البعوضة المسببة لمرض الملاريا بين الانواع المختلفة للبعوض في العراق ليكون بذلك اول عراقي يدون اسمه في موقع "جين باك "العالمي المتخصص في مجال الهندسة الوراثية,الدكتور المفتي زار"جريدة الصباح " وتحدث لنا عن انجازه العلمي الجديد.
حرب الملاريا
يقول د. شمال :عقود من الحرب بين الإنسان والملاريا، ومن المؤسف أنه بعد كل هذا الجهد المبذول للسيطرة على هذا المرض أصبح عدد من يلقون حتفهم بسبب الملاريا أكثر مما كان عليه قبل 30 عاما مضت، حسب تقارير منظمة الصحة العالمية، بل إن المرض انتشر أيضا خلال العقود القليلة الماضية إلى دول ومناطق في العالم لم يكن موجودا فيها سابقا، حتى إنه وصل مؤخرا إلى دول أوروبا الشرقية وروسيا وتركيا، وحتى إلى الولايات المتحدة. وقد أصبحت مكافحة المرض أكثر صعوبة بعد أن تمكنت طفيليات الملاريا من مقاومة الأدوية والعقاقير المستخدمة في علاج المرض، وبعد أن أصبح البعوض الناقل له يقاوم المبيدات الحشرية ويكتسب حصانة ضدها! وهذه المقاومة المزدوجة للحشرات والمضادات الحيوية هي التي أشعلت فتيل الحرب الجينية، ومن هنا بدأت المهمة الكبرى التاريخية لعلماء الهندسة الوراثية للقضاء على هذا المرض الذي حير الإنسان على مدار التاريخ.
رحلة البحث عن البعوضة
ويشرح لنا الدكتور المفتي :كيف بدا رحلته للكشف عن "نوع البعوض الناقل للملاريا في العراق"
ولعدم وجود مختبرات حديثة ومواد كيمياوية لفحص عينات بحثي في العراق توجهت الى القاهرة بعد ان حصلت على زمالة دراسية الا ان تكلفة المواد المستخدمة في البحث مرتفعة جدا في مصر اذ تصل الى 1000دولار لكل عينة في حين دفعت لي وزارة التعليم العالي خمسة الاف دورلاً فقط لتغطية جميع نفقاتي لذا قررت العودة الى بغداد لكنني مازلت مصر على انجاز بحثي مهما كلف الامر ,وبعد اتصالات عديدة مع اصدقاء تعرفت اليهم عن طريق "الانترنت " توصلت الى معرفة مختبرات في ايران تمتلك اجهزة حديثة ومنها جهاز "السكونسر" وهو جهاز يكشف ابعاد الخلية الجزيئية ,وفي ايران تم تدريبي على كيفية تحليل "العينات الخاصة بالبحث" وبعدها ارسلت عملي الى "بنك الجينات العالمي "في الولايات المتحدة الاميركية وخلال شهرمن ارسال العينات الى البنك اكد سلامة البحث الذي قمت به ونشر على موقع "جين باك العالمي المتخصص في مجال الهندسة الوراثية لاضع اسمي ولاكون بذلك اول باحث عراقي يتم وضع اسمه في هذا الموقع بعد ان تمكنت من تحديد البعوضة المسببة لمرض الملاريا في العراق بين الانواع العديدة للبعوض .
ويشير الدكتور المفتي الى انه استخدم لاول مرة تقنية pcr" " ليحدد بدقة انواع البعوض في العراق الذي يتسبب بنقل مرض الملاريا,وكان الاعتقاد السائد ان جميع انواع البعوض تسبب مرض الملاريا ليحصل بعد ذلك على درجة الامتياز في رسالته الموسومة"دراسة النوع الوراثي لانثى بعوض الانفلوفيس" من كلية العلوم قسم علوم الاحياء جامعة بغداد.
مراكز أبحاث
تمنى الدكتور المفتي ان نسابق الزمن في مجال الهندسة الوراثية وخاصة في مجال الابحاث الجزيئية اذ علينا ان نسير مع الدول المتقدمة حتىان كانوا اسرع منا ,المهم الا نبقى نراوح في مكان واحد لذا اتمنى من الدولة ان تهتم بانشاء مراكز بحوث متطورة "ان تكلفتها اقل من تكلفة رصف شارع واحد" فلماذا نبخل بها على جامعاتنا؟!.
أنانية علمية
يقول الدكتور شامل: في ايران قدم لي الباحثون مساعدة كبيرة لانجاز بحثي ,لكن في العراق هناك انانية لدى البعض من الاساتذة العاملين في مجال الابحاث انهم يبخلون على طلبتهم بما يعرفونه من معلومات ،خوفا من ان يزيح الطالب استاذه في الجامعة حتى ان البعض منهم اراد ان يقلل من قيمة البحث الذي قمت به معللا ذلك بانه لايمكن الاستفادة منه في الوقت الراهن ,انا اسمي ذلك "انانية علمية.