فيما يلي رسالة وردتنا من جمعية الرامي لرعاية العوق الذهني في بغداد، فيما يخص نداء الاستغاثة الذي نشرته رابطة المبرات العراقية بشأن السيدة داليا احمد وبناتها الثلاثة والاستجابة التي حصلت لذلك النداء والاثر الطيب الذي تركته على افراد هذه الاسرة المنكوبة:
بسم الله الرحمن الرحيم
(فلا اقتحم العقبة *وما ادراك ما العقبة*فك رقبة*او اطعام في يوم ذي مسغبة*يتميا ذا مقربة*او مسكينا ذا متربة)
اليوم تفتح جمعية الرامي لرعاية العوق الذهني ملفا يعاني منه اعداد هائلة وكبيرة ليس في العراق فقط بل في اماكن عديدة من ارجاء المعمورة ..ورغبنا اليوم ان ننقل لكم مثالا حيا عن الفقر ...وهي قصة سيدة عراقية لها ثلاث بنات احداهن تعاني من مشاكل في السمع وفي نفس الوقت ترعى والدتها الطاعنة في السن بعد ان هدمت اعمدة دارها التي كانت ترتكز عليها والتي بدات بخطف والدها وقتله ومقتل اخويها والخاتمة كانت لزوجها اذ فقد منذ اكثر من سنة دون معرفة اين هو الان ..ومن هنا بدأت الحكاية وبدأ مشوار الصراع بين فقدان الاحبة وبين ماهو الحل لاسكات افواه الصغار من الم الجوع / والسيدة وهي تحكي و الدموع في عينيها قالت لنا (كنت احرم نفسي من الاكل لانه لايكفي لي ولبناتي فإذا بالبنات يجمعن لي من كل واحدة ويعطوني اياه ويقولون لي هذا كافي يا امي انت اكلي ) فعند سماعنا لتلك القصة كأن زلزالا اقتحمنا واشعل الرأس شيبا هل من المعقول؟ يوجد في بلدي صاحب الخيرات الوفيرة هكذا ناس فأنا لم احس بهذا الجوع لاني لم اشعر به الا في شهر الصيام لم اعش يوم تلك اللحظات التي عاشتها تلك الاسرة في الصراع مع الجوع كما اخبرتنا السيدة عن المهن التي اشتغلت بها كي توفر لبناتها وامها الطعام وانها رغم المغريات التي تعرضت لها للسير في الطريق الخطأ من اجل توفير عيش رغيد الا انها ظلت صامدة وصابرة وكانت مؤمنة بالاية القرانية (ان الله مع الصابرين ) وفعلا لم يخيب الله ظن المؤمنين حاش لرب العباد ان ينسى عبدا من عبيده اذ جاءت السيدة الى جمعيتنا طالبة ان نعينها على ما اصابها من غم وحدث مالم يكن بالحسبان وعلى قولها ( كأنني في حلم ) وبعد تعاون الجهات ورابطة المبرات العراقية نشرنا نداء استغاثة لها ولبناتها فقام اصحاب الضمير الحي والغيرة العراقية والعربية بأسعاف تلك الاسرة..وجاءت الينا مرة اخرى وهي فرحة ومسرورة ليس لما حصلت عليه من مبالغ او تعينيها في احد الدوائر لكنها فرحة لان بناتها ينامون وهم شبعى وقد زال عنها ذلك الالم الذي يدعى الجوع .
اليوم تعلمنا درسا عظيما في الانسانية ..اليوم ماذا يجب ان نفعل كيف نسكت صوت قرير بطون الجياع من الاطفال لابد من خطة وعمل وعزيمة لابد ان نسخر كل الطاقات والامكانيات ونروض انفسنا على الايثار ونقطع من موائدنا الدسمة كي نسد بها رمق الايتام .
القسم الاعلامي
جمعية الرامي لرعاية العوق الذهني
هذا ما تقوله السيدة داليا احمد والدة زينب وشهد:
"جئت الى جمعية الرامي اطلب الاستغاثة من خلال البحث عن عمل يساعدني لاوفر العيش الكريم لبناتي الثلاثة بعد الازمة التي مرت علي بفقدان زوجي ومقتل اخوتي وخطف والدي في حادث ارهابي.
وعلى اثر ذلك قامت جمعية الرامي مشكورة بنشر نداء استغاثة عن معاناتنا بالاضافة الى ما قدمته من مواد غذائية، ثم قامت الجمعية مشكورة بترتيب عملية طبية لاستئصال اللوزتين لاحدى بناتي.
هذا وانني اتقدم بالشكر لرابطة المبرات العراقية التي قامت بنشر قصة معاناتي والتي على ضوئها تقدم بعض اهل الخير والاحسان لمساعدتي واغاثتي مثل السيد ابو ذر تقي الوزان من الدنمارك والسيد سعيد محمد سعيد من الامارات والسيد رسول حسين عباس والسيد رافد العبيدي.
يذكر ان السيد رسول حسين عباس أمر بتعييني في دائرة مياه بغداد- مشروع الدورة، كعاملة بأجر يومي، فله ولجميع السادة المذكورة اسماءهم اعلاه، جزيل الشكر والتقدير".