This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

متنزهات بغداد تعج بالأطفال بعد ان افتقدتهم سنوات
10/12/2008

 

بغداد/ اصوات العراق: كانت تراقب أقفاص الحيوانات، شهد تلك الطفلة العراقية التي تبلغ من العمر ستة أعوام بدت مبهورة، فعلى الرغم من انها تسكن العاصمة، الا انها المرة الأولى التي ترى يها متنزه الزوراء اقدم متنزه في بغداد.
ويقول والد الطفلة شهد لـ(أصوات العراق) "انها المرة الاولى التي ازور متنزه الزوراء مع عائلتي منذ خمس سنوات، بسبب تدهور الوضع الأمني وخوفي على أطفالي".
وأضاف "الا ان التحسن الأمني الملحوظ دفعني إلى الترويح عن عائلتي فلم تعد الحالة الأمنية كما كانت قبل عام حيث اضطررت إلى ابقاء أولادي بعيدا عن المدرسة لعام كامل، بسبب العبوات الناسفة التي كان الارهابيون يضعونها قربها".
أما أبو إسراء الذي كان يحاول المحافظة على أطفاله على مدى بصره خوفا على ضياعهم بسبب الزحام في المتنزه، فيقول انه وعائلته "تنفسوا الصعداء خلال العيد هذا العام" مشيرا إلى ان الوضع الأمني في عيد الأضحى العام الماضي "منعهم حتى من زيارة بعض اقربائهم" الا ان الوضع اليوم "بات اقرب الى الاستقرار على الرغم من انه ليس خاليا تماما من القلق من عودة الوضع للتدهور".
وتمنى أن يكون "الوضع اليوم حافزا للفرقاء السياسيين ليتخلوا عن المكاسب الحزبية ويتجهوا بأنظارهم جهة الشعب الذي ضاق الآمرين نتيجة تلك الخلافات".
وكان مدير الدائرة الإعلامية في أمانة بغداد حكيم عبد الزهرة قال مؤخرا ان جميع المتنزهات في بغداد ستكون مفتوحة لاستقبال المواطنين في العيد، حتى المتنزهات في المناطق التي كانت تسمى ساخنة كالاعظمية ومدينة الصدر والغزالية والعامرية، حيث كان دخول هذه المناطق قبل سنة او اكثر "مجازفة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى".
بدورها أبدت أم سعاد سعادتها الغامرة بينما كانت تقلب في صينية قدر(الدولمة) الأكلة الأكثر شعبية بالعراق، وهي تجلس على احد مروج المتنزه الذي ضاق بزواره وقالت لـ(اصوات العراق) "منذ زمن طويل ونحن نفتقد الى هذه المتع الحياتية البسيطة في الاعياد وحتى في الايام العادية".
واوضحت أن عائلتها "كانت معتادة على السفرات أيام العطل والاعياد وليس الى متنزهات بغداد فحسب بل الى بحيرات الرزازة (في محافظة كربلاء) والحبانية (غربي العراق) مع اولادها، أما اليوم فتغير الوضع اذ هاجرت ابنتي مع اطفالها وزوجها الى كندا فيما يعيش ابني البكر بالاردن".
وتضيف "على الرغم مما أراه من التحسن الامني الذي دفعني وعائلتي الى الخروج اليوم الا اني لا زلت خائفة من تدهوره لذلك لا اطلب من أولادي العودة الى العراق قبل ان يستقر الوضع بشكل تام" خصوصا مع "الخروقات الامنية التي نسمع عنها بين الحين والآخر".
وبحسب اللواء قاسم عطا المتحدث باسم خطة فرض القانون فان قيادة علميات بغداد تنفذ حاليا خطتين، امنية وخدمية، مضيفا في تصريح لـ(اصوات العراق) ان الخطتين "تشارك فيهما أجهزة المخابرات ومكافحة الارهاب والاستخبارات والجيش والشرطة من خلال الانتشار الواسع في الاماكن العامة فيما تشارك امانة بغداد في الخطة الخدمية، حيث لم تسجل أي خروقات امنية خلال العيد".
متنزه الزوراء لم يكن الوحيد الذي شهد زخما اشتكى منه الجميع في أيام عيد الأضحى، فالكثير من مناطق بغداد استعادت رونقها وعافيتها وكورنيش الاعظمية احدها، وتقول هند طارق وهي من سكنة المنطقة انها وعائلتها "خرجت الى الكورنيش للتنزه والترويح عن النفس نظرا للتحسن الامني الذي شجع على عودة المحال التجارية والمطاعم الى العمل فيه وذلك بعد ان "تولت قوات الصحوة والقوات العراقية القضاء على المجاميع الارهابية التي سيطرت عليه".
وأوضحت "في السابق، أقفلت الكثير من محال الاعظمية ابوابها، وتكاد لا تجد بيتا لم يتشظى او تخترقه رصاصات المواجهات المسلحة" اما اليوم "فبامكاني وعائلتي السير بالمنطقة التي اغلقت كل شوارعها زمنا طويلا بسبب الارهاب".
وفي ساحة ميسلون وسط بغداد تجمع الاطفال مع امهاتهم في الساحة التي اقامت عليها امانة بغداد ملعبا صغيرا للأطفال، وتقول ام محمد ان "ما قامت به امانة بغداد خلال الفترة الماضية من نصب اراجيح والعاب للأطفال" كان امرا "جيدا وتجربة نتمنى ان تعمم على كل الساحات الترابية الفارغة بالعاب آمنة" عوضا عن "الالعاب التقليدية القديمة التي يضعها البعض خلال العيد والتي قد تصيب الاطفال بجروح في بعض الاحيان".
والتحسن الامني بحسب علي حسين العامل البسيط "يغري بالخروج للنزهة مع الاولاد والزوجة" الا ان "ضيق ذات اليد تعد السبب الاول وراء اي بقاء بالمنزل والاكتفاء بزيارة الاقارب"ويرجع ذلك الى انه "ليس كل شخص قادر على تحمل الكلفة المادية لفرحة العيد، فلا بد من هامش مادي" فاذا لم يكن موجودا فالتنزه يعتبر ترفا لا يملك الفقراء دفع ثمنه".
وفي احياء بغداد الشعبية نصب البعض اراجيحهم التي يستأجرونها للأطفال مقابل اجر زهيد وبالتحريك اليدوي، يقول حامد اللامي انه يعمل فترة العيد على "نصب الاراجيح والالعاب البسيطة في الساحة الترابية القريبة من بيته في منطقة المشتل (وسط بغداد) " وذلك لـ"تسلية الاطفال من جهة ولكسب رزق وفير ايام العيد" اضافة الى "عمل اخوته في بيع الحلوى والمشروبات الغازية".
وفيما يرى حامد انه مصدر كسب للرزق يرى الطفل باقر اسماعيل انه يغنيه عن "الذهاب لمدن الالعاب او المتنزهات البعيدة، لضيق ذات اليد لدى عائلته من جهة ولان ابيه لا يزال تحت الخوف من السيارات المفخخة بعد ان كانت ان تودي احداها بحياته العام الماضي".
وتقول احدى ربات البيوت التي ارتدت العباءة ووقفت على مقربة من الساحة ان اطفالها "اصروا على الحضور الى المكان للعب" وانها رافقتهم لانها "تخشى من اصابتهم نظرا لان تلك الالعاب الحديدية لاتعتبر آمنة تماما" وتضيف في حديثها لـ(اصوات العراق) انها تضطر الى جلبهم للمكان رغم خشيتها من الالعاب القديمة لانهم "يلحون على اخذهم للمتنزهات وهو امر لايمكن لوالدهم الكاسب البسيط تدبر امره".
م د(تح) م د - م ع