This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

القنابل العنقودية تقتل العشرات حتى بعد انتهاء حرب 2003
11/12/2008

 

 


ترجمة ـ آلاء فائق- الصباح
العلب الصغيرة التي سقطت على مدينة بغداد العام 2003، تبعثر قسم منها في شوارع المدينة، وسقط القسم الآخر على أشجار الليمون، وتقعقع قسم منها على سقوف المنازل ليستقرّ الباقي منها في المعاشب والمروج الخضراء.عندما رأى جاسم القيسي، علبا تتهاوى على حيّه السكني، مباشرة قبيل صبيحة السابع من نيسان، وتحديدا الساعة السابعة صباحا، ضحك وسأل نفسه: "الآن، ما الذي يرميه الأمريكان على رؤوسنا؟ " المدفعية الأمريكية كانت تطلق هذه الأجسام الغريبة خارج العاصمة بغداد كلما اقتربت القوات الأميركية من  بغداد. في غضون بضعة دقائق، قتلت هذه الأجسام أربعة مدنيين في الدورة، جنوب بغداد وأرسلت ابن القيسي، وهو صبي صغير إلى المستشفى، ليخرج منها وقد تدلت من فخذيه أجزاء معدنية.
تلك الأجسام الغريبة القاتلة، كانت قنابل عنقودية، ومتفجرات صغيرة حزمت بالعشرات أو المئات داخل القنابل أو الصواريخ أو القذائف المدفعية، وهي معروفة عالميا بالأسلحة العنقودية. عندما أطلقت هذه الأسلحة على بغداد في السابع من نيسان، 2003، اخفق العديد منها في الانفجار عند اصطدامه، أما المتبقي منها فقد تم التقاطه أو عثر عليها ضحاياها بالمصادفة.
الأربعة الذين قضوا في منطقة الدورة ذلك اليوم، كانوا يعيشون على بعد مسافة صغيرة من بيت القيسي. راشد ماجد، 58 عاماً الذي كان مصاباً بقصر النظر، خطا على قنبلة غير منفجرة قريبة من بيته. مزّق الانفجار سيقانه. وبينما كان مستلقيا في الشارع تحت وطأة النزيف، انفجرت قنبلة أخرى على بعد بضعة ياردات، لتقتل ثلاثة شباب فورا، من ضمنهم اثنان من أبناء ماجد - أركان، 33 عاما، وغسان، 28 عاما. "أبنائي! أبنائي! " صاح ماجد . ما هي سوى ساعات قليلة ليموت هو أيضاً.
الوفيات حصلت لأن الجيش الأميركي، وهو الجيش الأكثر حداثة في العالم، صمّم على تقليل نسبة الإصابات بين المدنيين، فدخل الحرب بمخزون احتياطي من الأسلحة، المعروفة بتعريض المدنيين وجنوده للخطر.
أودت المتفجرات بالعديد من الضحايا العزل في الانفجارات الأولية وواصلت القتل بعدئذ، كلما فجر العراقيون والقوات الأميركية عرضيا القنابل الملقاة  هنا وهناك كالألغام الأرضية الصغيرة.
وجد الفحص الذي أجرته صحيفة يو أس تودي والذي امتد على مدى أربعة أيام أن عشرات الوفيات التي تخلفت أثر استعمال القنابل العنقودية  في حرب العراق كانت غير مقصودة لكن متوقّعة. بالرغم من أن القوات الأمريكية أرادت تحديد ما أطلقت عليه  بـ"الأضرار الجانبية" في حملة العراق، غير أنها تحدّت الانتقادات الدولية واستعملت تقريبا عشرة آلاف سلاح عنقودي؛ أما حلفاؤهم البريطانيون فقد استعملوا الفي سلاح عنقودي.
في التقرير الأكثر شمولية عن استعمال الأسلحة العنقودية في العراق، زارت صحيفة يو أس تودي أحياء عراقية وأجرت مقابلات صحفية مع عشرات العوائل العراقية، وعشرات الجنود الأمريكان، والفرق التي أنيطت لها مهمة تنظيف القنابل غير المنفجرة في العراق، ومحلّلين عسكريين و منظمات إنسانية. كانت نتائج اللقاءات:
-قدمت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) صورة مضللة أثناء الحرب التي استخدمت على مداها أسلحة عنقودية أوقعت على أثرها إصابات بين صفوف المدنيين. اخبر اللواء ريتشارد مايرز، رئيس هيئة الأركان المشتركة، المراسلين في 25 نيسان، قبل ستّة أيام من إعلان الرّئيس بوش وقف العمليات الحربية الرئيسية، التي استعملت الولايات المتّحدة  فيها 1,500 سلاح عنقودي وأوقعت إصابة مدني واحد. كما يبدو أنه كان يشير فقط للأسلحة العنقودية التي أسقطها السلاح الجوي الأميركي، وليس تلك التي أطلقتها مدفعيات القوّات الأمريكية الأرضية.
-في الحقيقة، استعملت الولايات المتّحدة 10 ألآف سلاح عنقودي، طبقا للخلاصة التنفيذية المنشورة للتقرير الذي جمعته القيادة المركزية الأمريكية التي أشرفت على العمليات العسكرية في العراق. أرسل موقع Cent.com الأرقام إلى رؤساء الأركان ردّا على تساؤلات صحيفة يو أس تودي وغيرها من الصحف العالمية، لكن تفاصيل التقرير بقيت طي الكتمان.
أطلقت القوات الأمريكية مئات الأسلحة العنقودية على المناطق المدنية. هذه الضربات، التي استمرت من أواخر شهر آذار إلى أوائل شهر نيسان، 2003،  قتلت العشرات ومن المحتمل مئات المدنيين العراقيين العزل. يقول السكّان ومن بينهم سعد خزعل الفلوجي، طبيب جرّاح في مستشفى الحلة العام الذي تعقّب الإصابات ان أربعين مدنياً قتلوا في حيّ واحد في مدينة الحلة التي تبعد 60 ميلا جنوب بغداد.
خلفت الهجمات أيضا آلاف المتفجرات غير المنفجرة، والمعروفة بقنابل Dud ، واستمر قتل وجرح المدنيين العراقيين حتى بعد أسابيع من توقف القتال. ذكر المسؤولون الأمريكان بأنّهم أرادوا تحديدالإصابات بين المدنيين بمحاولة تجنّب استعمال الذخيرة العنقودية. لكن حتى الأسلحة البديلة لم تكن متوفرة في أغلب الأحيان أو لم تكن فعّالة أثناء الاحتلال.
-القنابل العنقودية الأميركية غير منفجرة بقيت تشكل تهديدا للقوات الأمريكية في العراق، قتلت أو جرحت في الأقل ثمانية جنود أمريكان.
ـ القوة الجوية الأمريكية، التي انتقدت بسبب استعمالها القنابل العنقودية التي قتلت مئات المدنيين أثناء حروب فيتنام وكوسوفو وأفغانستان، حسّنت من أداء قنابلها العنقودية. لكن القوّات  الأمريكية اعتمدت على ذخيرة الأسلحة العنقودية المعروفة بإيقاعها أعدادا عالية من الإصابات بين صفوف المدنيين.
استجابت القوة الجوية الأميركية للنقد، وبدأت بالعمل على القنابل العنقودية الأكثر أمانا في منتصف التسعينيات وبدأت استعمالها في أفغانستان. لكن الجيش الأميركي بدأ برنامجا لتركيب المصاهر الذاتيّة التدمير في القنابل العنقودية الحالية، فقط بعدما دعا وزير الدفاع الأميركي السابق وليام كوهين في كانون الثّاني، العام 2001 للنسب العاطلة بعد العام 2005. المتفجرات الأكثر أمانا  لن تكون متوفرة على مدى سنتين في الأقل. أثناء الحرب في العراق، اضطرت القوّات الأميركية الأرضية إلى استعمال المخزون الاحتياطي لأكثر من 740 مليون قنبلة عنقودية، كلها ذات تأريخ لنسب عالية العطل.
ولم يجب كبار مسؤولي الجيش الأميركي في واشنطن عن الأسئلة حول استعمال الجيش الأميركي للأسلحة العنقودية في العراق. قال الرائد غاري تولمان، الناطق العسكري في البنتاغون،أن مثل هكذا أسلحة فعّالة "ضدّ تشكيلات قوّات العدو والعربات الخفيفة "واستخدمت فقط بعد "عملية اتخاذ القرارات المتأنية."
لماذا تعتبر القنابل العنقودية قاتلة؟
القنابل العنقودية مازالت مثيرة للجدل منذ أن قتلت آلاف المدنيين اللاووسيين والكمبوديين والفيتناميين أثناء وبعد حرب فيتنام. كانت منذ ذلك الحين تستعمل من قبل الجيوش حول العالم، من ضمن ذلك القوات الروسية في الشّيشان وقوّات حكومية سودانية حاربت المتمردين في حرب أهلية قديمة. لكن استعمالها في المناطق المدنية في العراق أعطى زخما جديدا لتحديد حركة استعمال القنابل العنقودية.
تأملت العشرات من المنظمات الناشطة تكرار نجاح حملة منع الألغام الأرضية التي شكّلت تحالفا يهدف إلى  توقيف نشاط الأسلحة العنقودية عالميا، بعد التماس عدد الخسائر الفادحة التي تعرض لها مدنيون عراقيون، ولم ينج من ذلك حتى بعض الجنود الأمريكيين الذين  تخوف بعضهم من استعمال الأسلحة العنقودية، في الأقل في المناطق المدنية.
كلما اقترب موعد الحرب في العراق، كانت منظمات إنسانية تحذر وزارة الدفاع الأمريكية من استعمال الأسلحة العنقودية، خصوصا في المناطق المدنية. توقعت منظمة هيومن رايتس وج والتي مقرها نيويورك يوم 18 آذار، قبل يوم واحد من بدء الحرب بضربة جوية في بغداد مشيرة: "استعمال الذخيرة العنقودية في العراق سيوقع مخاطر جسيمة بين صفوف المدنيين لأن الجيش الأميركي أمطر مناطق كثيرة بوابل من هذه المتفجرات. أكثر الأسلحة كانت "صامتة" وغير موجّهة، لذا يمكن أن  تخطئ هدفها، والعديد من القنابل لا تنفجر فورا.
الجيش الأمريكي كان مدركا للتهديد الذي تشكله الذخيرة العنقودية وصممّ على تقليلها لأدنى حد ممكن. قاد العقيد لايل كايس، ممثل نيابة عامة في المحكمة العسكرية الأميركية (JAG)، فريقا مكوناً من 14 محاميا، أدلوا بنصيحة من على ساحة المعركة لفرقة المشاة الثالثة حول استعمال الذخيرة العنقودية، وغيرها من الأسلحة الأخرى، أثناء 21 يوما، في الموقع الذي يبعد 450 ميلا شمال الكويت- بغداد. كان الهدف منه ضمان أن القوات الأمريكية قد امتثلت لقوانين حقوق الإنسان الدولية، المذكورة في اتفاقيات جنيف. يقول كايس "لم يفعل ذلك أي جيش آخر في العالم، " مضيفا " نحن نقيّم حكم القانون."
نبذة عن القنابل العنقودية
القنبلة العنقودية: قنبلة تحتوي على عشرات لا بل مئات المتفجرات الصغيرة وتلقى بواسطة الطائرات الحربية.
الذخيرة العنقودية: قطعة معدات حربية تحتوي عشرات أو مئات المتفجرات الصغيرة، تطلقها الهاونات الأرضية أو قاذفات الصواريخ.
قنبلة Bomblet (تدعى كذلك بالذخيرة الثانوية أيضا أو القنبلة اليدوية): مادّة متفجّرة صغيرة جرى حزمها داخل القنابل العنقودية والذخيرة العنقودية. يقارب حجمها وشكلها تقريبا علبة المشروبات الغازية، كرة التنس أو بطارية D، مصممة كي تنفجر عند الاصطدام وترشّ المنطقة بالشظايا.
قنبلة Dud: قنبلة عنقودية تخفق في الانفجار عند اصطدامها.
النظام الصاروخي المتعدّد الانطلاق (MLRS):  سلاح أرضي يطلق 12 صاروخا في الدقيقة، كلّ منها يحمل 644 قنبلة عنقودية

YouTube: iraqicf Shakiry Charity - Instegram Shakiry Charity - Tiktok
Charity Registered in 2006, No: 1115625
العراق
تأسست 2006 رقم التسجيل IZ70166

 

Tel: +44 (0) 7503 185594     للتواصل معنا
Unit 1, Freetrade House, Lowther Road, Stanmore, HA7 1EP, United Kingdom