زينة برجاوي – صحيفة السفير اللبنانية
"شو القصة خبرونا لتكون قدوة" ؟ السؤال وجهه برنامج الامم المتحدة الانمائي الى المواطن اللبناني، وتحديدا الى كل فرد من أفراد المنظمات والمؤسسات المحلية والوطنية والمنظمات غير الحكومية، «لنشر أخباره الطيبة»، وتسليط الضوء على مبادرته في الحياة العامة. هذا الفرد سيجيب على السؤال من أجل حل مشكلة مزمنة أو تحسين الظروف المعيشية في محيطه أو حيه أو بلدته. القصة التي سيقصّها تركز على المشاركة العامة في مشاريع تتناول مشاكل اجتماعية، بيئية، ثقافية واقتصادية، بغية التأثير في صياغة الاطر القانونية والمؤسساتية لقضايا محلية تهدف للمساواة بين المواطنين، ولتقديم الحلول لبعض المشاكل التي يواجهها المجتمع اللبناني. من هنا جاءت فكرة مشروع مئة قصة وقصة الذي أطلقه البرنامج امس بالتعاون مع مؤسسة «مهارات»، برعاية وزيري التربية والتعليم العالي والثقافة د. خالد قباني ود. طارق متري، ويتمحور موضوعه لهذا العام حول «دور الدولة والمواطنية»، ويتزامن مع المرحلة السياسة، الاجتماعية والاقتصادية، ليسهم في استكشاف وتحليل الجوانب المتعددة للعلاقة بين الدولة والمواطن من وجهات نظر سياسية، اجتماعية، اقتصادية وثقافية. كما تم إطلاق الموقع الالكتروني للتقرير، بحضور الوزيرين قباني ومتري، الممثلة المقيمة للبرنامج د. منى همام، رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر ورئيس مؤسسة مهارات وليد عبود، في مقر مجلس الانماء والاعمار
. ويعتبر المشروع من النشاطات التي يرعاها التقرير الوطني للتنمية البشرية في لبنان وهو الرابع من نوعه.
بداية المؤتمر، عرضت مديرة المشروع د. مهى يحيى الحملة الاعلانية التي ستروج للمشروع وستعرض على الوسائل الاعلامية المرئية. بعدها أشار الوزير قباني الى ان المواطنة هي من أهم المواضيع التي تشغل بال الرأي العام في هذه الظروف، معدّدا أنواعه، بدءا من المواطنة والدولة حيث لا يمكن التكلم عن مواطن ينتمي الى وطن ودولة إلا في إطار وجود دولة تحمي المواطن، وصولا الى المساواة بين المواطنين. وتوقف قباني اخيرا عند دور التربية، التي اعتبرها المدخل الى المواطنة، داعيا الى الاهتمام بالمناهج التربوية والكتب.
بدوره، رأى الوزير متري ان المشروع يرتفع بنا الى لون من ألوان الممارسة السياسة المختلفة والتي تقوم على مفهوم المواطنة، مشيرا الى انه يعيد للناس لغتهم الخاصة «والتي تسلب منهم في دولة يطمح سياسيوها الى صيانة لغتهم وإعطائها للناس». وذكّر متري ان المواطنة هي شخص ليس جزءا من طائفة أو دين. معتبرا أن المواطن الحق هو «ذاك الذي يخوض كل يوم منافسة بين الولاء الى الوطن والولاءات الى المجموعات ما دون الوطنية".
وأكدت د. همام على ان تسليط الضوء على مبادرات المواطنين في الحياة العامة يظهر أن دولة المواطن لا تستند الى القوانين والمؤسسات التي ترعاها الدولة فقط، وإنما تعتمد على مبادرات المواطنين ومشاركتهم وحيويتهم. من جهته أكد الجسر ان التحدي يكمن في التعاون من أجل تنمية شاملة ترتكز على مبادئ المواطنية والعدالة الاجتماعية. وحول إطلاق الموقع الالكتروني للمشروع، لفت الجسر الى ان الموقع يوفر منصة تفسح في المجال أمام جميع المهتمين لمناقشة علاقة المواطن بالدولة. أما عبود فتوقف عند أهمية المشروع لالتزامه قضية الناس العاديين والتائقين الى التغيير عبر العمل والنضال والكفاح.
للمشاركة في التقرير يرجى إرسال القصة على العنوان التالي: «مبادرات المواطنين في الحياة العامة» برنامج الامم المتحدة الانمائي ـ التقرير الوطني للتنمية البشرية، مبنى الامم المتحدة، رياض الصلح، أو زيارة موقع المشروعه الذي تم إطلاقه www.nhdrlebanon.org
ويقوم فريق العمل المشترك من البرنامج بتغطية بعض المبادرات المختارة تحت عنوان «مئة قصة وقصة» في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، يدعى المشاركون الى حضور ورشة عمل من يوم واحد لعرض مبادرتهم على صانعي القرار والجهات المانحة ومنظمات المجتمع المدني، وأخيرا تدرج المبادرات المختارة في التقرير المتوقع نشره في اواخر العام .2007