بغداد ـ الصباح
في اجواء ديمقراطية شفافة وتحت شعار ( من اجل خير الانسان)، عقدت جمعية الامل العراقية، مؤتمرها العام الثالث في بغداد، حضره اعضاء الجمعية من بغداد والمحافظات ومن خارج العراق. وتأتي الاهمية القصوى لـعقد هذا المؤتمر لطول المدة التي تفصل المؤتمر العام الثاني، والذي عقد العام 1999 في مدينة اربيل. وبعد التأكد من اكتمال النصاب القانوني اللازم لعقد المؤتمر، عزف النشيد الوطني (موطني)، والذي اكمله المشاركون بحناجر صادحة متحمسة، متحدين انقطاع الكهرباء، التي خذلت الجهاز الذي كان يعزفه، لينقل هذا الحادث العفوي جانبا من المصاعب التي تلف واقع الحياة اليومية. وتم التصويت لاختيار ثلاثة من الاعضاء لادارة الجلسات، طلبوا بدورهم قراءة جدول اعمال المؤتمر ومناقشته والتصويت عليه، لتبدأ جلسات المؤتمر الذي استمر يومي الخميس والجمعة الماضيين، ألقى في بدايتها رئيس الجمعية المهندس نعمان منى كلمة الافتتاح مرحبا بالحضور، ومتمنيا النجاح للمؤتمر، واستذكر بألم غياب الشهيد كامل شياع احد مؤسسي الجمعية، الذي شارك في مؤتمرها الاول الذي عقد في هولندة، وطلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت اكراما لشهداء المجتمع المدني. وتواصلت الفعاليات بقراءة ومناقشة تقارير اعمال الهيئة الادارية، وهيئة الرقابة الادارية والمالية المنبثقة من مجلس الامناء السابق، والتقرير المالي، واالتقرير الانجازي، الذي استعرض عمل ونشاط الجمعية الذي قسم الى مرحلتين، الاولى ما بعد المؤتمر العام الثاني العام 1999 حتى سقوط النظام السابق، والثانية بعد افتتاح مقر بغداد أيار 2003 وحتى المؤتمر الحالي، وعدد التقرير مشاريع الجمعية المنجزة في المجالات الصحية والاجتماعية والتعليم والتدريب، وما يخص المرأة وتحسين اوضاعها، ومشاركات ومساهمات الجمعية واعضاءها وممثليها في المؤتمرات والورش والندوات التي اقيمت داخل وخارج العراق. واستعرض المؤتمر تقرير ستراتيجية عمل الجمعية للاعوام الثلاثة المقبلة، الذي عرض في مقدمته هدف الجمعية المتثل في شعارها (من اجل خير الانسان)، والتوجه للاهتمام بقضايا حقوق الانسان والعدالة، والتأكيد على مبادئ المواطنة والمصالحة الوطنية والتسامح، وحقوق المرأة الانسانية والمساواة، ومناهضة العنف ضد المرأة، وتحقيق الاصلاح القانوني، كعناصر اساسية في عملية بناء الديمقراطية. وحدد اهداف الجمعية بأعادة بناء الانسان، والتأثير على الوعي الاجتماعي، لتاسيس مجتمع مدني حديث. وان الجمعية تتوخى من ديمومة برامجها اسناد الجهود الرامية الى المساهمة نحو ترويج السلم الاجتماعي والاستقرار السياسي في العراق، ورفع مستوى الامن الانساني للعراقيين، والمساعدة على توفير وتطوير الفضاء الحر للديمقراطية. وركز التقرير على "ان النقلة النوعية في عمل الجمعية وتوسيع نشاطاتها، يتطلب تحويل آلية ونظام عملها الى نظام مؤسساتي يحدد التخصص والمسؤوليات، وينظمها بشكل واضح وفق لوائح وانظمة داخلية شاملة ". وجرى تصويت لصالح تعديل مواد في النظام الداخلي للجمعية تماشيا مع التطورات والتوسع الذي حدث على نشاط الجمعية، وفي اجواء ديمقراطية انتخب اعضاء الجمعية بطريقة التصويت السري مجلس امناء جديد يتكون من سبعة اعضاء. ومن الجدير بالذكر ان منظمة الامل العراقية تأسست في العام 1992، وكانت كردستان العراق اول مواقع عمل الجمعية، التي كانت من اوائل المنظمات التي نقلت مقرها الرئيس الى بغداد بعد سقوط النظام السابق العام 2003.