This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

لم يرحموا الأطفال والرضّع وسرقوا نقوداً .. ناجون يروون كيف قتل جنود اسرائيليون افراد عائلاتهم امام أ
21/01/2009

 

غزة      الحياة     

لا تزال زهوة السموني في حال صدمة وهي تستعيد مشهد مقتل زوجها وابنها برصاص الجنود الاسرائيليين امام عينيها، وتروي بكلمات لا تصدقها كيف اطلقوا النار على افراد عائلتها قبل ان تهدم الجرافات منزلها في حي الزيتون شرق مدينة غزة بعد ان قصفته الطائرات بصاروخ.
وقتل عطية السموني (52 عاما) في الساعات الاولى لبدء العملية البرية الاسرائيلية في غزة فجر العاشر من الشهر الجاري امام عيني زوجتيه، زهوة (42 عاما) وزينات (35 عاما)، وابنائه وبناته الاربعة عشر.
وتروي زهوة المصابة بشظايا في ظهرها والتي لجأت الى منزل شقيقها وسط حي الزيتون: «سمعنا الانفجارات واطلاق النار يقترب من بيتنا. اخذت مع زوجي عطية اهدئ الاولاد. اقترب الجنود من البيت وهم يطلقون النار، فتح عطية لهم الباب... طلبوا منه رفع يديه وملابسه... جمعونا في غرفة ثم طلبوا منا الخروج... ثم فجروا غرفة النوم واطلقوا النار على عطية... استشهد امامنا... اخذنا نصرخ فاستمروا في اطلاق النار ... وكتمنا البكاء».
واضافت زهوة التي كانت كلماتها متقطعة بفعل الصدمة، انها فجأة رأت الدماء تسيل من صدر طفلها احمد ابن الاربعة اعوام: «كان مصابا برصاصتين. حملته. طلب منا الجنود الخروج من المنزل، فأخذ الجميع يركض». وتقول: «كان ينزف دماً... حملته فورا ... كان في البداية يصرخ، ثم أخذ صوته يخفت، وكنت مصابة بشظايا في ظهري وانا اركض في الشارع... لم اشعر عندما وقع من بين ذراعي... جاء ابني فهد وحمله».
ويروي فهد (19 عاما) وهو مصاب بشظايا في انحاء جسمه: «اعتقدنا انهم لن يؤذوا المدنيين كما قالوا، لذلك بقينا في بيوتنا... لكنهم اطلقوا النار .. قتلوا... دمروا كل شيء... خرجنا من البيت للشارع، لم يكن هناك سوى يهود غاضبين ويطلقون النار... حملت اخي احمد لان أمي تعبت بسبب الاصابة».
ويضيف: «وصلنا الى منزل احد اقاربنا عند شارع صلاح الدين. بقينا الليل هناك، لكن احمد استشهد، واخفينا الخبر عن امي، وقلنا لها انه في غيبوبة».
وكان فهد ذو اللحية السوداء يجلس مع سبعة من اقاربه الناجين حول موقد نار في خيمة عزاء اقيمت بين ركام منازلهم المدمر لتلقي التعازي بتسعة وعشرين شخصا قتلوا من العائلة نفسها. ويمضي: «عشنا ليلة مرعبة... كان الجميع يصرخ، كان بيننا مصابون وشهداء... كانوا يطلقون النار علينا كلما سمعوا صوتنا... كنا اكثر من تسعين شخصا تجمعنا داخل البيت». وتابع: «رفعنا فانيلات بيضاء كرايات بيضاء وخرجنا مجازفين... كنا لا نزال على بعد 10 امتار عندما قصفوا المنزل بصاروخ... مات واصيب كثيرون... اتصلنا بالاسعاف والصليب الاحمر، قالوا انهم لا يستطيعون التحرك لأن المنطقة نار وموت... استشهد عمي طلال وزوجته وابن عمي وزوجته واولاده واولاد ابن عمي ابراهيم وعمي رشاد وزوجته وابنه توفيق ووليد».
وتتابع زهوة روايتها بعد خروجها الى الشارع: «اصيبت بنت زوجي انسام، وهي طفلة عمرها عشرين يوما، واربعة من اولادي... في الشارع... اوقفونا مرات بضرب النار، وعندما اقتربنا من منزل سعدي السموني الذي جمعونا في غرفة فيه كانوا يضربون النار من منزل تمركزوا فيه، صرخنا عليهم... الاولاد جرحى سيموتون... لكن الرصاص استمر حتى وصلنا الى المنزل... كنا اكثر من 70 نفرا». ويروي فؤاد (17 عاما) نجل زهوة السموني انه شاهد «جنديا سرق شنطة ابي وكان فيها الفا دينار عندما دخلوا الدار».