بغداد (بابنيوز) : لاتزال افرازات الحرب العراقية الإيرانية  تلقي بظلالها على الخارطة الحياتية لابناء المناطق الحدودية المحاذية للحدود الإيرانية  والواقعة داخل اقليم كردستان العراق والتي كانت تعد في ابان الحرب العراقية الإيرانية مناطق نزاع و(ارض حرام) كما في المصطلحات العسكرية . 

 وما زالت هذه المناطق حتى الوقت الحاضر تدفع ضريبة تلك الحرب بتعرض اهالي القرى الكردية الى الالغام المضادة للاشخاص والتي زرعت خلال فترة الحرب بالرغم من مضي اكثر من 20 عاما على انتهائها. وفي الوقت الذي اعرب العراقيون عن املهم في ان يكتفي بلدهم زراعيا في اعقاب سقوط النظام المباد ويحصدوا ثماره تفاجأوا ان بلدهم قد تصدر الترتيب العالمي في زراعة الالغام التي تجاوز تعدادها على طول الحدود مع ايران الخمسة والعشيرن مليون لغم متفجر بما نسبته لغم واحد لكل عراقي قضى في  اثرها الكثير من البدو ورعاة المواشي حياتهم من اجل الوصول الى مصادر العشب في المناطق المتاخمة للحدود مع ايران.
تداعيات هذا الموضوع أوجزها المدير الفني لمؤسسة شؤون الالغام نيازي اركوشي في مقابلة مع (المدى)  اكد فيها ان الجفاف الذي اصاب البلاد خلال العام الحالي دفع بالعديد من مربي المواشي للبحث عن الكلأ لمواشيهم في مناطق اخرى تحوي اعشاباً بنسبة اكبر. وبعد ان توغل العديد من هؤلاء في داخل الاراضي القريبة من الحدود العراقية الإيرانية  تعرض عدد منهم الى انفجار الالغام غير المكتشفة، ما ادى الى ارتفاع حصيلة ضحايا الالغام الى نحو اكثر من اربعين ضحية حتى الشهر التاسع من هذا العام . وكشف اركوشي ان فرق إزالة الألغام عثروا على عدد كبير من الالغام إسرائيلية الصنع والتي تعرف باسم ( سي 410 ) و (سي 400 ) حيث تعتبرهذه الالغام  من اخطر الالغام المضادة للاشخاص.
واضاف اركوشي ان موضوع الالغام الاسرائيلية  اثارت الكثير من التساؤلات ( اذ ان رئيس النظام المباد لطالما كان يتبجح بمحاربته إسرائيل واستغلال كل الفرص والمناسبات لاعلان معاداته لها الا ان العثور على هذه الالغام التي يعود تاريخ زراعتها الى اكثر من عشرين سنة يثبت بما لايقبل الشك في ان (صدام) كانت لديه علاقات مع اسرائيل والدليل هو هذه الالغام. وفي ذات السياق اوضح  رئيس اتحاد معاقي كردستان عمر كريم وهو (احد المعاقين من جراء هذه الالغام) ان لدى المعاقين داخل الاقليم معاناة كثيرة  يجب على الحكومة النظر بها .واشار كريم الى ضرورة الاهتمام بالمعاقين على لأنهم المعاقين من ضحايا الحرب ويجب  تخصيص راتب شهري لكل معاق وبين ان معظم المعاقين بحاجة ماسة لإرسالهم إلى خارج العراق لغرض العلاج، وتابع  نطالب الحكومة العراقية بدفع مبالغ لهم كتعويضات فضلا عن توفير طرق خاصة بهم باعتبارهم يستخدمون الكراسي المتحركة والتي تحتاج عادة الى طرق خاصة. وفي خضم تلك الاوضاع و غياب الخرائط التي توثق حقول الالغام بعد تعرض وزراة الدفاع الى الحرق والسلب بعد  دخول القوات الامريكية البلاد عام 2003 وقلة التخصيصات الحكومية تبقى هذه المعاناة مستمرة وتبقى مهمة فرق ازالة الالغام مستحيلة خصوصا ان تكلفة رفع اللغم الواحد تصل في بعض الاحيان الى الف دولار.