لشرح أهداف وآليات الانتخابات
بغداد - قاسم الحلفي- الصباح
بين توجس وحيرة وعزوف واستعداد تتراوح وجهات نظر المواطن العراقي تجاه عملية انتخابات مجالس المحافظات التي بات مسلسل تساقط اوراق ايامها متسارعاً باتجاه اقامتها منظمات مجتمع مدني اخذت على عاتقها التعريف بأهمية تلك الانتخابات وآلياتها وشرح مضامين تلك الممارسات الديمقراطية التي سبقنا اليها عدد كبير من الدول المتقدمة، وفي منطقة حي الجهاد جنوب الكرخ من بغداد اقامت منظمة المورد للتنمية ندوةً حضرها حشد كبير من اهالي تلك المنطقة دارت فيها حوارات كثيرة."الصباح" حضرت الندوة ونقلت مادار فيها:
حضور جيد
المحاضر "ثائر عبد القادر" الذي ادار الحوار اجاب عن اهمية اقامة مثل تلك الندوات:
الحضور الجيد لتلك الندوات دلالة كبيرة على رغبة المواطن في المشاركة في الانتخابات ومحاولته ازالة هاجس منح الثقة لافراد لن يستطيعوا تقديم شيء كما حصل مع من سبقهم ومن بين الحضور من هو المثقف المدرك الذي يبحث عن تبسيط المعلومة ومنهم بسطاء الناس من الذين يحتاجون الى شرح واسع وقد تعمدنا ان نعطي لمحاضرتنا افقاً واسعاً يسهم في ايصال كل معلومة يحتاجها الناخب.
أمثلة وقوانين
الاستعانة بتجارب دول سبقتنا مثل بريطانيا واميركا وجنوب افريقيا كانت ضرورية لتقديم صورة عما يجري في دول سبقتنا الى تلك الممارسات الديمقراطية وسلبيات موجودة في تجارب الاخرين اعطت شرحاً وافيا لصحة ما يجري في العراق من انتخابات بالرغم من وجود بعض الخروقات التي تعتبر طبيعية جداً لحداثة التجربة الديمقراطية من جهة وما جرى من احداث امنية وسياسية من جهة اخرى وبالمحصلة كلها تعتبر الخطوات الاولى التي لابد من المرور بها للوصول الى ما يريده الكل من اهداف نبيلة.
مداخلات ذكية
مداخلات الموطنين كان منها العادي والدارج هذه الايام من تساؤل مشروع حول  معنى القائمة المفتوحة والقائمة المغلقة وكيفية الوثوق بالمرشح وضمان التزامه بعهده مع الناخب والاطمئنان الى البرامج الانتخابية التي طرحتها كتل تسعى للتصدي لقيادة مجالس المحافظات، لكن هناك مداخلات مهمة منها سؤال احد المشاركين عن جدوى كثرة المشاركة بقوائم فاق عددها المئة تتنافس على مجلس محافظة بغداد وهل هي حالة صحية أم غير ذلك، كذلك مداخلات بعض الحضور فيما بينهم لاثبات اهمية هذا الطرح أو ذاك، وكل هذا يشير الى الحالة الصحية لتلك العملية الانتخابية.

تبرئة ذمة
"الشيخ عواد المحمداوي" احد اعضاء ديوان العشائر في منطقة حي الجهاد والذي كان له الفضل في تهيئة اقامة تلك الندوة قال:
يسألنا المواطنون كثيراً عن الانتخابات وجدوى المشاركة بها كوننا شيوخ عشائر ولنا كلمة مسموعة وموثوقة لدى المواطنين، فضلاً عن طبيعة مجتمعنا العشائرية والمتدينة التي تلزم الفرد بتبرئة ذمته امام الله والناس فيما اذا اعطى ثقته لاشخاص سيمثلون المواطنين في الحكومات المحلية، فوجدنا ان اسلم طريقة لتبرئة ذمتنا مع الله ومعهم هي باقامة تلك الندوات التي يسهم فيها محاضرون حياديون يمثلون منظمات مجتمع مدني وغير مشاركين في الانتخابات لكشف كثير من الغموض والتقصير الاعلامي الذيلم يلب طموح الناس في التعرف على تلك الامور بعد ان فشل من قبلهم بتكوين الصورة الجيدة التي تدفع المواطن للمشاركة كما يحصل في دول عديدة نشاهد انتخاباتها في شاشات التلفاز

خطوات أخرى
واضاف المحمداوي لدينا خطوات مقبلة تتمثل بتكثيف اقامة تلك الندوات الى مناطقنا الاخرى لتوسيع دائرة المعرفة والاجابة على عشرات الاسئلة العالقة اجاباتها في اذهان الناس على مختلف الوانهم واطيافهم، كما نعد العدة لاقامة ندوات مماثلة للمرشحين الذين يسكنون مناطقنا ومن جميع القوائم لتعريف الناس بهم وببرامجهم الانتخابية ليقدموا انفسهم للناس وماذا تتضمن سيرهم الذاتية لمنح اكبر قدر من التفكير امام المواطن قبل اقدامه على انتخاب من يمثله واعطاء الاصوات لمن يراه الشارع مناسباً لتحمل تلك المسؤولية.

جهود متواصلة
"فاضل حميد الدعماوي" رئيس منظمة مجتمع مدني وناشط في مجالات عدة من المساهمين في اقامة اكثر من ندوة في مجال الترويج والتعريف بالانتخابات قال لنا:
انا اعمل ضمن قاطع الكرخ وهي منطقة مترامية الاطراف وذات كثافة سكانية معروفة قمنا بعقد ندوات تعريفية للمواطنين تشرح فيها آليات واهمية المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات من جهة وتعريف الناخب بحقه فيى انتخاب من يراه مناسباً لتمثيله من جهة اخرى ولحد الان اقمنا خمس ندوات في مناطق الشعلة والجوادين وحي الجهاد والغزالية وسنقيم دورات اخرى لاعطاء اكبر قدر ممكن من المعلومات للناخب المتعطش اصلاً لمعرفة حقه وما يتوجب عليه وحتى من خلال اقامة تلك الندوات اتضح لنا بأن المواطن العراقي لديه الوعي الكامل في تمييز من يريد ترشيحه والدليل كثرة المداخلات والاسئلة والنقاشات بل والمجادلات التي تصل حد العصبية في بعض الاحيان كون بعضهم يضعنا في خانة المرشحين بالرغم من اننا غير مشتركين فيها اصلاً، وانا اعتبر ذلك حالة صحية مئة بالمئة ومنها نستطيع ان نخرج المجتمع من حالة التصادم المسلح وغيره الى حالة التداول السلمي للسلطة التي عليها يستند بناء المجتمع المتقدم