This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

تمويل المشاريع الصغيرة جداً وتحدّيات التنمية العالمية
25/05/2007

بقلم ألِكس كاونتس رئيس مؤسسة غرامين فاوندايشن- الولايات المتحدة الأميركية

يقول ألِكس كاونتس، رئيس مؤسسة غرامين فاوندايشن- الولايات المتحدة الأميركية، وهي المنظمة التي تؤمّن التمويل والمساعدات التقنية للمؤسسات المالية التي تقدم القروض لفقراء العالم، إنه قد تبيّن بوضوح أنه يمكن أن يكون لتمويل المشاريع الصغيرة جداً تأثير كبير على تقليص الفقر على المستويين المحلي والقومي. ويضيف، أن أحد العناصر الأساسية لإنجاح عمليات تمويل الأعمال الصغيرة هو السياسات الحكومية التنظيمية التي تدعم تنمية مؤسسات الأعمال الصغيرة.

وبتناول كاونتس، الذي كان قد حاز على منحة فولبرايت لإجراء الأبحاث في بنغلادش حيث عمل عن كثب مع الدكتور محمد يونس، مؤسس مصرف غرامين، في هذا المقال عناصر البناء الأساسية في بنية قطاع تمويل المشاريع الصغيرة جداً في الوقت الحاضر. ومن جملة الاستنتاجات التي توصل إليها كاونتس كون مشاريع الأعمال التي تديرها النساء غالباً ما تشكل أدنى مجازفة بالنسبة لمقدمي القروض من حيث تسديدها، وكون المرأة تميل أكثر إلى إنفاق المال الذي تكسبه على تعليم أطفالها، وكون التدريب النظامي الرسمي على إدارة الأعمال لا يشكل دوماً شرطاً مسبقاً لتطوير مشاريع أعمال ناجحة.

مع وجود 1.3 مليار إنسان يعيشون في حالة من الفقر المدقع في العالم، ومع الهدف المقرر دولياً لخفض مستوى الفقر الى النصف بحدود سنة 2015 (كجزء من أهداف التنمية الألفية)، ثمة حاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى استراتيجيات لصالح الفقراء ذات أهداف مُحدّدة ممكنة التحقيق والاستمرار.

ومن الجائز القول إن الفقر هو في نفس الوقت سبب ونتيجة العديد من المشاكل الدولية بما في ذلك الجوع في العالم، وتدهور حال البيئة، والكثافة السكانية، والأميّة، والنزاعات الأهلية، والركود الاقتصادي، والنزاعات المسلحة. وإذا كان المجتمع الدولي ينشد معالجة تلك القضايا بطريقة جدية ومتكاملة، ينبغي أن تكون المقاربات، مثل تمويل الأعمال الصغيرة جدا، في طليعة اهتمامات برنامج العمل العالمي.

وتعود جذور صناعة تمويل مشاريع الأعمال الصغيرة جداً إلى الجهود التجريبية التي بُذلت في السبعينات من القرن الماضي لتأمين الخدمات المالية، وبنوع خاص القروض، والخدمات الاستشارية غير المالية إلى الفقراء. وكان أحد أوائل الرواد في هذا المجال مشروع بنك غرامين في بنغلادش. وقد كان هذا المشروع، الذي أطلقه البروفسور محمد يونس سنة 1976 كرد على المجاعة التي تفشت سنة 1974 وخرّبت ذلك البلد المستقل حديثاً، عبارة عن محاولة مكثفة قامت على أساس مبدأ التجربة والخطأ للعثور على طريقة يمكن من خلالها دعم النشاطات الاقتصادية التي يمارسها أفقر الناس في دولة من أقل دول العالم نموا. وتم تقديم قروض صغيرة لم تكن تتعدى أحياناً 25 دولاراً لتمويل تربية الدواجن، والتجارة، وكل أنواع المشاريع الصناعية المنزلية، والخدمات. وأُتيح للذين يسدّدون تلك القروض الحصول على قروض أكبر والاستفادة من فرص جديدة للاستثمار. وتمت تجربة طرق أخرى، لكن تأمين الخدمات المالية، وعلى الأخص القروض الفردية التي يتم تسليمها عبر آلية مجموعات، كان الطريقة التي نجحت واستمرت.

وبحلول عام 1983، كانت المؤسسة قد تعلّمت ما يكفي من العبر وكانت قد ظهرت دلائل كافية تبشر بالنجاح، فتم تحويل مشروع بنك غرامين إلى مصرف مستقل مُتخصّص في تأمين الخدمات المالية للفقراء الذين لا يملكون أرضاً، وعلى الأخص النساء. وخلال المرحلة التجريبية الرائدة (1976 - 1983)، نما التواصل مع الزبائن المحتملين فازدادوا من أقل من 100 زبون الى أكثر من 45.000. وعقب استهلال المصرف أعماله، أدّت فترة من النمو المستمر إلى الوصول إلى 850.000 زبون سنة 1990، وإلى 2.4 مليون زبون سنة 2000، وإلى 3 ملايين بحلول كانون الأول / ديسمبر 2003. وهناك اليوم حوالي 200 مؤسسة أخرى تؤمن القروض الصغيرة لتسعة ملايين أسرة إضافية في بنغلادش، والعديد من هذه المؤسسات قلدّت بنك غرامين بنجاح.

ومن المدهش، أن احتمال كون امرأة فقيرة في بنغلادش عضواً في مؤسسة خاصة تؤمن لها الوصول إلى الخدمات الملائمة الممكن تحمل كلفتها يبلغ ثلاثة أضعاف احتمال كونها مستثناة من ذلك. لكن أقل من 15 بالمئة من النساء الفقيرات حول العالم محظوظات لهذه الدرجة. وهذا يدل، بالطبع، على الطاقة الكامنة لإمكانية النمو في حال جرت استثمارات مستديمة ومضاعفة على أساس كل بلد بمفرده. ففي باكستان، مثلاً، حيث نسبة اختراق السوق تبلغ أقل من واحد بالمئة، تصبح الأهداف الأولوية للسنوات القادمة واضحة كل الوضوح.

وقد دلت أبحاث مستقلة تتسم بمصداقية عالية على أنه، بحلول أواسط التسعينات من القرن الماضي،كانت حوالى 120.000 أسرة من أسر زبائن بنك غرامين تنتشل نفسها سنوياً مرتفعة عن الخط المحدد للفقر، وذلك بحلول السنة الخامسة أو السادسة على بداية مشاركتها في المشروع. وهكذا، وفي حين أن تمويل مشاريع الأعمال الصغيرة جداً لا يشكل علاجاً سريعاً أو عقاراً يشفي من جميع الأمراض، فإنه نجح في تحقيق مستويات من تقليص الفقر على النطاق المحدود بمستويات غير مألوفة، إن لم نقل لا سابق لها. وعلاوة على ذلك، تمكن بنك غرامين من تحقيق أرباح متواضعة في معظم السنين. وقد حافظ بنك غرامين، على غرار معظم مقرضي المبالغ الصغيرة جداً، على مُعّدلات تسديد للقروض تتراوح بين 95 و99 بالمئة لمعظم سنوات نشاطه، وما زال يحقق هذه المعدلات في الوقت الحاضر أيضاً. (دفعت الكوارث الطبيعية والصدمات الأخرى البنك إلى مستوى أدنى في مناسبات قليلة، كان آخرها في أواخر التسعينات من القرن الماضي).

شكلت الدروس المستقاة من المرحلة الرائدة لغرامين بنك، والتي تمّ درسها ومناقشتها من جانب العاملين في قطاع التنمية، وأكدّها بصورة مستقلة الرواد الآخرون، عناصر البناء الأساسية لقطاع تمويل المشاريع الصغيرة جدا الراهن. ويمكن اختصار تلك الدروس بايجاز على النحو التالي:

  • لا يمكن لأكثر النساء فقراً الاستفادة من برامج التمويل الصغيرة جداً إلاّ إذا جرى السعي إليهن وتمّ استهدافهن من خلال استراتيجيات تسويق فعالة، كحملات "حفز" يقوم بها الموظفون المحليون المسؤولون عن تقديم القروض من منزل إلى منزل وتقويم الوضع المالي واستراتيجيات فعّالة مشابهة أخرى.
  • عموماً لا يحتاج حتى أفقر الناس، (أي أولئك الذين لا يكسبون أكثر من دولار واحد في اليوم لكل فرد)، وقد يكون هذا القول مخالفاً للاعتقاد البديهي، إلى تدريب نظامي قبل إطلاق أي مشروع أعمال تدعمه مؤسسة لتمويل الأعمال الصغيرة جدا. "فمهارات البقاء على قيد الحياة" لدى هؤلاء الناس، التي تمّ اكتسابها وشحذها في بيئة افتقرت إلى أي شبكة سلامة (مساعدات حكومية للمحتاجين) أو وظائف تدفع أجوراً للاعتماد عليها، مهارات متطورة وإن كانت تفتقر كثيراً إلى رؤوس الأموال. ويشكل تأمين رأس المال، في نسق هيكلي منتظم يؤكد فيه على تحميل المسؤولية لمجموعة الزملاء، الوسيلة الأكثر فعّالية واحتراماً لضمان التقدم السريع. ولهذا السبب فإنه من الممكن الاستغناء في كثير من الأحيان عن برامج التدريب على الأعمال أو برامج المساعدات الفنية المكلفة، أو استخدامها في الحالات الاستثنائية فقط.
  • تشكل النساء غالباً أدنى مجازفة لمقدمي القروض ويملْن أكثر بكثير من الرجال إلى استخدام أرباحهن لفائدة أطفالهن عن طريق استثمارات يحتمل نجاحها أكثر من غيرها في كسر دورة الفقر المتوارثة من جيل إلى جيل. وقد وجدت إحدى دراسات البنك الدولي حول بنك غرامين ومؤسستين كبيرتين أخريين لتمويل مشاريع الأعمال الصغيرة في بنغلادش، علاقة مباشرة وإيجابية بين حجم القرض الذي تحصل عليه المرأة واحتمال ذهاب ابنتها إلى المدرسة. ولم تجد الدراسة علاقة مماثلة في الحالات التي حصل فيها الذكور على القروض.
  • يمكن تأمين التمويل للمشاريع الصغيرة بطريقة تجارية تقدمه كمنتج ومع ذلك يعود بفائدة مادية على أعداد كبيرة من الأُسر طالما ظل الهدف الأساسي المتمثل في تقليص الفقر والرؤية الداعية إلى تعزيز التمكين الاجتماعي نصب أعين قادة مؤسسات التمويل وموظفيها الميدانيين. والحوافز التي تقدمها الإدارة للموظفين الميدانيين وكذلك الحوافز المقدمة لمؤسسات التمويل ذاتها (من قبل من لهم مساهمة فيها كالجهات المانحة ومجالس الإدارة)، ضرورية لتحقيق ذلك. لقد طُلب مني أخيراً الانضمام إلى بنك فونكوز، البنك الأول المخصص للفقراء في هاييتي لكي أخدم بمثابة "ضمير" لتلك المؤسسة الجديدة (والتي تطورت من جذورها كمنظمة غير حكومية)، ولأساعد في الحد إلى أقصى ما يمكن من أي انحراف عن مهمتها الأساسية حتى مع تحولها إلى مؤسسة مالية تجارية.

وقد كان الدرس الرئيسي الذي استُخلص من نشاط مؤسسات تمويل مشاريع الأعمال الصغيرة جداً في الثمانينات من القرن الماضي هو أنه يمكن منح امتيازات إلى مؤسسات أخرى لتقليص الفقر في ظروف معينة. وقاد هذا الاكتشاف إلى النمو المدهش لحركة مؤسسات التمويل هذه عالمياً. فحسب "حملة القمة للقروض الصغيرة" (www.microcreditsummit.org)تستفيد حالياً 67.6 مليون أسرة في العالم من هذا التمويل. وكانت بين تلك الأُسر 37.7 مليون أسرة من تلك المعتبرة ضمن "النواة الصلبة للفقر" عندما بدأت بالمشاركة في مشاريع التمويل. وهكذا لم تعد المسألة الآن مقتصرة على قصة نجاح واحدة بطلها زعيم يتمتع بقوة الشخصية (هذا إن كانت كذلك في يوم ما)، بل أصبحت جهداً دولياً متنامياً لمكافحة الفقر بطريقة منتظمة.

وقد كانت مؤسسة غرامين - الولايات المتحدة، التي أُنشئت سنة 1997، في طليعة الجهات التي قدمت مساعدات لمؤسسات تمويل مشاريع الأعمال الصغيرة جدا لكي توسع نشاطاتها وتُحسّن نوعية أدائها عن طريق تأمين التمويل اللازم، والمساعدات التقنية، والاستشارات التكنولوجية (بواسطة متطوعين في أحيان كثيرة).

وتوفر الدروس المستقاة من العقدين اللذين تليا تحول غرامين الى بنك لصانعي السياسة، الأدوات التي يحتاجونها لخلق بيئات مُمكّنة للقدرات. وستتيح هذه البيئات من جهتها، لمؤسسات التمويل بلوغ كامل ما تملكه من طاقة كامنة لتقليص الفقر كما فعلت في بنغلادش، حيث يستفيد أكثر من ثلثي الأُسر الفقيرة من واحدة من المئتي مؤسسة للتمويل الموجودة هناك. وتشمل بعض الدروس التي تم استقاؤها ما يلي:

  • لم نتعلم فقط أن الفقراء بحاجة ماسة الى القروض وأن بإمكانهم الاستدانة ضمن شروط تسمح لمؤسسات التمويل بتحقيق ربح، بل تعلمنا أيضاً ان الفقراء توّاقون لأن يصبح لديهم خدمات ادخار وتأمين ملائمة ويسهل الوصول إليها. وتستطيع مؤسسات تمويل المشاريع الصغيرة، بتأمينها تلك الخدمات، خلق مصادر جديدة ومستديمة لرؤوس الأموال، وفي نفس الوقت، تقليص المجازفة التي تتعرض لها كمانحة للقروض. إن الدعم التي توفره القواعد التنظيمية لتلك النشاطات نادر لكنه أساسي للنمو المستمر، ان لم نقل المسرّع، لمؤسسات تمويل هذه المشاريع ولاستدامتها.
  • ربما كانت أفضل طريقة ينظر بها إلى تمويل مشاريع الأعمال الصغيرة اعتبارها منصّة انطلاق بدلاً من اعتبارها بكل بساطة تدخلاً آخر. فهي تستحدث بنية تحتية يمكن فيها حشد الفقراء، الذين كان ينظر إليهم في السابق على أنهم معزولون ولا توجد لديهم أصول مادية أو رأس مال اجتماعي، بأعداد كبيرة وتأمين التمويل لهم ليساهموا في المبادرات الاقتصادية والاجتماعية. ويمكن تحقيق الكتلة العددية الحاسمة لتحقيق النجاح الاقتصادي وخلق الولاء للماركة التجارية الجديدة بسرعة أكبر عندما يتم العمل من خلال قنوات مؤسسات التمويل. إن خلق شبكة من الأُسر الفقيرة، وتلك التي كانت فقيرة، التي تستطيع الوصول إلى الخدمات المالية بسهولة سوف يسمح لها بالمساهمة في البرامج الاجتماعية والتجارية بأعداد كبيرة، إما كباعة أو كمستهلكين، أو الاثنين معاً. مثلاً، اشترك بنك غرامين مع شركة تلنور النروجية، في تأسيس شركة هاتف جوال في عام 1997. وهناك حالياً 45.000 مستدين حصلوا على قروض من غرامين في 45.000 قرية (تمثل ثلثي مجموع القرى في بنغلادش) لشراء هواتف جوّالة، ولتأسيس مراكز للهاتف لخدمة قراهم حيث يدفع مستخدم الهاتف رسماً معينا لاستخدامه. وهم يقومون بذلك بشكل يعود بالربح عليهم وعلى بنك غرامين (المقرض)، وعلى شركة "غرامين فون" التي حققت، بتأمينها البنية التحتية والخدمة بسعر الجملة، أرباحاً بلغت في العام الماضي 45 مليون دولار قبل احتساب الضريبة. وقد أطلق مركز غرامين للتكنولوجيا التابع لمؤسسة غرامين - الولايات المتحدة، لتوه مشروعاً مشابهاً في أوغندا. وافتتحت شركة أخرى، غرامين كايلان، 15 عيادة صحية بجانب فروع بنك غرامين وسمحت للمستدينين باقتطاع أقساط تأمين صحية سنوية لا تصل إلى دولارين تحسم أوتوماتيكياً من حسابات توفيرهم. وقد أدت هذه المبادرة إلى تحسن في الصحة العامة. وعلاوة على ذلك، استعادت العيادات 70 بالمئة من تكاليفها خلال سنوات قليلة، وهي تتوقع أن تتمكن من تغطية كل تكاليفها في وقت قريب.
  • للحكومات دور هام تلعبه في تمويل المشاريع الصغيرة، لكن ينبغي ألا تركز الحكومات على تأمين خدمات التمويل للفقراء مباشرة لأن مثل هذا العمل يميل لأن يكون مسيّساً وغير فعال. وبإمكان الحكومات، بدلاً من ذلك، إيجاد أُطر تنظيمية داعمة واعتماد مخصصات لمؤسسات تمويل مشاريع الأعمال الصغيرة جداً عبر صناديق جماعية أو آليات أخرى ليست خاضعة للتسييس. ويمكن استقاء الدروس من مثال المغرب. كان المغرب سنة 1997، واحداً من عدة بلدان عربية طال فيها تمويل مشاريع الأعمال الصغيرة حوالى 10.000 زبون. وبعد اعتماد سلسلة من الاجراءات القانونية التنظيمية المساندة لهذه المؤسسات وتخصيص مبلغ 10 ملايين دولار لها عبر صندوق الملك الحسن الثاني، تجاوز قطاع التمويل هذا في المغرب القطاع المماثل له في مصر (الذي كان في طليعة بلدان المنطقة من حيث مداه ومؤشراته الأخرى) وتخطى رقم 200.000 زبون سنة 2002. وفي نفس الفترة، لم يعرف كل من لبنان والاردن، مثلاً، إلاّ زيادات متواضعة جداً في عدد الزبائن لهذا القطاع، هذا إن حصلت أي زيادات على الإطلاق. وعلى نحو مشابه، يعيق انعدام البيئة القانونية التنظيمية الداعمة لمؤسسات تقديم التمويل لمشاريع الأعمال الصغيرة جداً تقدم هذه المؤسسات في الصين إلى حد كبير، وفقاً لما جاء في دراسة صدرت مؤخراً عن مؤسسة غرامين- الولايات المتحدة (راجع http://www.gfusa.org/chinareg.htm). ويمكن الاطلاع على موجز لتوصيات مؤسسة غرامين-الولايات المتحدة لإقامة نظام قانوني مساند لتمويل المشاريع الصغيرة، على العنوان التالي
  •  http://www.gfusa.org/gbrp/whitepaper.htm.

ولتكنولوجيا المعلومات والاتصالات دور حاسم الأهمية تلعبه في نمو قطاع تقديم التمويل لمشاريع الأعمال الصغيرة جداً الذي تم تحقيقه أخيراً وفي النمو الذي سيتم تحقيقه في المستقبل. وتنطوي مكننة عمليات تمويل المشاريع الصغيرة والقيام بها آلياً بعد أن كانت عادة يدوية، على إمكانيات هائلة لزيادة فعالية الموظفين المسؤولين عن القروض، الذين يوظف بنك غرامين وحده سبعة آلاف منهم، وللحدّ من مجال ارتكابهم أخطاء أو قيامهم بعمليات تزوير. وبإمكان التكنولوجيا أيضاً أن تكون أداة تتيح للفقراء تأسيس مزيد من مشاريع الأعمال المدرة للربح، كما يظهر بوضوح مثال شركة غرامين فون. وأخيراً، فإن توحيد اتفاقات معايير إرسال المعلومات سوف يوضح بشكل أكبر أن الفقراء والمؤسسات التي تخدمهم يشكلون مجازفات لا تتسم بخطر كبير في ما يتعلق بالقروض. وبالمقابل، سوف تقوم أسواق رؤوس الأموال الخاصة بزيادة استثماراتها في تمويل المشاريع الصغيرة جداً على أسس تجارية، وعلى الأخص في بلدان مثل الهند حيث توجد حوافز قانونية تنظيمية للاستثمار في برامج مكافحة الفقر. لقد تبين بوضوح الآن أنه يمكن أن يكون لتمويل المشاريع الصغيرة جداً تأثير كبير على الفقر، على المستويين المحلي والقومي، شريطة أن يعتبره صانعو السياسة وغيرهم، أي بالدرجة الأولى المسؤولون الحكوميون (وعلى الأخص القيّمون على تنظيم القطاع المصرفي والجهات المانحة الحكومية والخاصة)، أولوية. وإن هم اختاروا القيام بذلك بشكل يتساوق مع أفضل الممارسات، فإنهم يقدمون بذلك رأس المال التأسيسي لصناعة قادرة على مواصلة العمل وتحقيق الاستمرارية دون مساعدات مالية لا نهاية لها، ويمكنها أن تعمل بشكل متعاون مع الجهود الأخرى الهادفة إلى تقليص الفقر. وقد لا يكون هناك استثمار أفضل لتحقيق "أهداف التنمية الألفية" ولتحقيق درجة من الأمن الحقيقي، بأوسع ما تحمله كلمة الأمن من معنى، لكل الناس في عصرنا هذا.