محمد حامد- اسلام اون لاين.نت
بالقطع هناك إله.. انضم للحزب المسيحي وتمتع بحياتك".. شعار من المقرر أن ترفعه حافلات العاصمة البريطانية لندن قريبا، في إطار حملة إعلانية مسيحية مضادة لحملة إلحادية تجوب شوارع المدن البريطانية حاليا منكرة "وجود إلــه".
الحملة الإعلانية التي دشنتها عدة جهات مسيحية رسمية وغير رسمية في مقدمتها الحزب المسيحي البريطاني ستجوب شوارع لندن تحت شعار "قطعا هناك إلــه؛ لذا انضم للحزب المسيحي وتمتع بحياتك"، والذي سيظهر على شاشات إعلانات 175 حافلة من حافلات لندن ذات الطابقين، والمعروفة بلونها الأحمر، وذلك بدءا من الإثنين القادم وعلى مدار أسبوعين متتاليين، بحسب صحيفة "ذا جارديان" اليوم الخميس 5-2-2009.
وصرح الأسقف جورج هارجريفرز -من الحزب المسيحي- بأن "الحملة ستركز على وسط لندن وشرقها وجنوبها"، في إشارة إلى المناطق الأكثر كثافة سكانية، والتي تتردد عليها الحافلات كثيرا.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا، المساهمة في الحملة، قد قامت بحجز 25 حافلة مميزة أخرى لوضع إعلانات عليها، واختارت لها شعار "هناك إلــه.. آمن به.. لا تقلق وتمتع بحياتك".
أما "المجمع الإنجيلي الثالوثي" الذي يشارك في الحملة أيضا، فقد اتفق مع شركة حافلات بوضع إعلانات أخرى تابعة للحملة على 100 حافلة، وكان شعاره مقتطفات إنجيلية تقول بوجود إلــه.
"ألف إعلان"
وبحسب الجارديان، تأتي الحملة المسيحية كخطوة مضادة لحملة تقودها منظمة إلحادية غير رسمية تعرف باسم "الرابطة الإنسانية البريطانية" تحت شعار "ربما لا يكون هناك إلــه؛ لذا لا تقلق وتمتع بحياتك كما تحب"، بدأت منذ أسبوعين تقريبا وتستمر حتى منتصف فبراير الجاري.
وبدأت تلك الحملة الإلحادية بـ200 حافلة في لندن و600 حافلة أخرى عبر إنجلترا وويلز وأسكتلندا، وتمكنت خلال أسبوع من جمع ما يقارب 140 ألف جنيه إسترليني كتبرعات لدعم الحملة وزيادة فعالياتها، وتم استخدام تلك التبرعات في نشر 1000 إعلان آخر بقطارات الأنفاق التي تمر عبر العاصمة البريطانية، بحسب الصحيفة.
وتحمل إعلانات قطارات الأنفاق مقتطفات من أقوال لبعض الشخصيات "الملحدة"، من بينهم المؤلف البريطاني الراحل دوجلاس آدامز والعالم ألبرت أينشتاين، وتقود هذه الحملة الكاتبة
" الكوميدية البريطانية أريان شيرين (28 عاما)، ويساعدها الكاتب البريطاني الشهير ريتشارد دوكنز، والذي كتب واحدا من أشهر الكتب عن الإلحاد وأسماه "وهم الإله".
وكان دوكنز قد تبرع بمبلغ خمسة آلاف و500 جنيه إسترليني للحملة، كما حضر تدشين بعض إعلانات مترو الأنفاق.
وصرح خلال عملية التدشين بأن "الشعار يظهر حقيقة أن هناك ضجرا وضيقا من هيمنة الاهتمامات الدينية، ولذا قررت الدعم بالمال والمجهود"، وتابع متحدثا عن الشعار الذي وصفه البعض إنه "ضعيف للغاية لأنه يحمل كلمة ربما" بقوله: "ليس ضعيفا على الإطلاق".
وأردف: "نحن الملحدين دوما نواجه اتهاما بأننا نعتمد على الصوت العالي وما شابه ذلك.. إننا بالطبع لسنا كذلك، بل إننا أناس لطفاء للغاية، وكلمة (ربما) الموجودة في الشعار تتمتع بالرقة والحذر.. لقد اخترناها ببساطة لأنه لن نرى أحدا يبدي اعتراضا بشأنها".