This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

أرامل ويتامى في الانبار يطالبون المسؤولين الإيفاء بوعودهم
17/02/2009

 

 

الانبار/أصوات العراق: تتشابه ملامح النساء المفجوعات في مقبرة الشهداء وسط مدينة الفلوجة، فالمآسي نسجت خيوطها دونما كلل على تلك الوجوه الكابية، أم غازي التي تجاوزت الـ 55 عاما، توقد عيدان بخورها وتزرع شتلة زيتونتها أمام قبر مجهول بلا شاهدة وهي تحدث نفسها "لعله قبر أبو غازي الحبيب، لعله قبر زوجي المفقود منذ أكثر من أربع سنوات".
ورويدا رويدا تلبسها اليقين بأنه القبر المنشود، (قبر أبو غازي) فراحت دموعها تنهمر كالمطر وهي تعاتب القبر بحرقة" برعاية من تركتني ؟ برعاية من تركت أطفالك الخمسة؟ اللقمة صعبة ولا احد يعيش بدونها".
وبعد فترة غير قصيرة استعادت شيء من شرودها مازجة كلماتها بالنشيج " الأسواق تشتعل نارا ، وليس ثمة من يفكر بنا ، لا المنظمات الإنسانية ولا الحكومة، نعيش على الوعود، وآخرها وعود الذين رشحوا لمجلس محافظة الأنبار".
أما أم علي والبالغة من العمر 60 عاما هي الأخرى فقدت زوجها في أحداث الفلوجه الأولى تقول "ترك لي سبعه من الأطفال والمراهقين دونما مال أو معيل".
وتوضح وهي تقاوم ضعفها وإنهاكها في الوقوف في الطابور الطويل لاستلام بعض المساعدات توزع من قبل إحدى المنظمات "المواد التي توزع الآن غير كافيه بل بسيطة جدا، ولا تسد الحاجة".
وأضافت لم "استلم أي راتب من مركز الرعاية الاجتماعية لحد الآن، وأنا بين مئات من الحالات الأخرى".
وتابعت بحسرة وألم "المراجعات اليومية للدوائر الموجودة في محافظة الانبار انهكتنا، دون جدوى وأصبح الحال أن الشخص الغني والمتمكن يستلم الراتب الشهري والفقراء من الأيتام والأرامل ينظرون بأعينهم".
وطالبت من الذين يفوزون بمقاعد مجلس المحافظة أن "يكونوا معيارا واضحا، ويشملون الجميع برعايتهم بصورة متساوية بعيدا عن الحزبية أو المحسوبية والمنسوبية".
أم علاء والبالغة من العمر 50 عاما أم لثلاثة أطفال هدمها الحزن قبل الأوان، مصير زوجها مجهولا هي الأخرى، لا تعرف هل هو على قيد الحياة أو ميتا أو معتقلا تقول "كلما راجعت دائرة الرعاية لا أحصل على أي رد، ويسألني الموظف مستفسرا وبحدة لا تفارقه إذا كان زوجي ميتا فأين شهادة الوفاة..؟ وإذا كان معتقلا فمن يثبت ذلك".
و تضيف أم علاء "وينهي الموظف كلامه دائما ليقول لي (حتى لو كان معتقلا فأنت غير مشمولة براتب الرعاية الاجتماعية)".
وأوضحت "مما اضطرني إلى الاعتماد على أطفالي في تدبير لقمة العيش، فهم يخرجون يوميا إلى السوق ويحملون أغراض الناس (حماميل ) رغم صغر سنهم". مستدركة "أبت أنفسهم على مد أيديهم إلى الغرباء وطلب المساعدة، وأنا خائفة عليهم، فقد تركوا مدارسهم في سن مبكره كوني لا اقدر على مصاريفهم وإيجار البيت الذي أثقلني كثيرا فوق حملي الثقيل أصلا "
وتساءلت أين المسؤول الذي كلما ظهر على شاشة التلفاز " يقول أولادي هم الفقراء وأخواتي الأرامل، أين هذه الكلمات المعسولة التي يكررها كل مسؤول جديد مثل الذي سبقه، دون أن يتغير أي شي فقط الصورة، والإطار بقى على حاله "
ع د (تح )- م س