وكالات
اقترف التلفزيون الإسرائيلي إساءة جديدة بحق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أطلق أحد المشاركين ببرنامج "هيساردوت" (البقاء) على حذائه اسم النبي، وسط ضحك باقي المشاركين وعدم استنكار مقدم البرنامج، وذلك بعد أيام قليلة من إساءة ذات القناة (العاشرة) للمسيح ووالدته مريم العذراء عليهما السلام.
وقام نتان بشيفكن خلال مشاركته في برنامج "هيساردوت"، بالإشارة إلى حذائه قائلا لزميلاته المشاركات في سخرية: "هذا محمد ..."، وكرر جملته مؤكدا ذلك بقوله "نعم هذا محمد.."، فقهقه من حوله، ولم يعلق مقدم البرنامج.
وفي أول رد فعل لها، استنكرت رابطة العالم الإسلامي باسمها واسم جميع المسلمين ما وقع في البرنامج الثلاثاء الماضي من إساءة للنبي عليه الصلاة والسلام.
واعتبر الأمين العام للرابطة الدكتور عبد الله التركي في بيان أصدره أمس الأربعاء أن "انتهاج القناة الإسرائيلية الإساءة إلى رسل الله خاصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم - يدل على وجود مخطط خبيث لبعث الفتن وإثارة الكراهية والصراع بين الأمم"، مؤكدا أن "هذا العمل المشين يتنافي مع الأعراف والمواثيق الدولية".
كما أدانت بشدة الحركة الإسلامية لفلسطينيي 48 بقيادة الشيخ رائد صلاح مسلك القناة العاشرة قائلة: إن "نبح الكلاب لا يضر السحاب في علوها وارتفاعها؛ لأنها فضلا عن أنها لا تسمعه فإنها لا تراه؛ لأن الصغار لا يُرَوْنَ من العلياء".
وأكدت الحركة في بيان أن "الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمسيح ابن مريم عليهما السلام ولأي نبي ورسول هي مساس بمشاعر كل مسلم على وجه الأرض".
من جهته استنكر رئيس "كتلة الجبهة" العربية في الكنيست الدكتور حنا سويد الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أنه "لا يمكن فصل الإساءة للمسيح والنبي عن بعضهما البعض".
"حقد أعمى"
ونقلت وكالة "قدس برس" اليوم عن قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي قوله إن ما حدث بالبرنامج "يدل على مدى الحقد الأعمى والتعصب ضد الإسلام والمسلمين.. وإن عدم وقف هذه الأعمال يدل على وجهة النظر الرسمية لحكومة الاحتلال".
أما النائب العربي بالكنيست محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة فشدد على أن "سكوت المؤسسة الرسمية الإسرائيلية على الإساءة المتعمدة للديانتين الإسلامية والمسيحية في القناة العاشرة هو موافقة وتأييد وتماش مع الأجواء العنصرية المتنامية في إسرائيل".
وقال بركة: إنه "من الغريب جدًّا أن تعبر وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني عن قلقها من
تنامي معاداة السامية في العالم دون أن تلتفت لما يتعرض له العرب في دولتها من عنصرية على أساس قومي وديني".
وفي الأسبوع الماضي أثارت القناة العاشرة زوبعة من الغضب في أوساط المسلمين والمسيحيين بعد أن أساء أحد المذيعين بها للسيد المسيح عليه السلام وأمه السيدة مريم العذراء في برنامج يقدمه، بقوله: "مريم لم تكن عذراء.. والمسيح كان يخجل من نفسه؛ لأنه كان بدينا".
وقبل نحو ثلاثة أعوام تقريبا شهدت العديد من مدن العالم تظاهرات لآلاف المسلمين احتجاجا على قيام صحيفة دنماركية بنشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، وتجددت هذه التظاهرات بعد أن قامت صحف أوروبية أخرى بإعادة نشر هذه الرسوم في سنوات لاحقة.
عادة إسرائيلية
وليست هذه هي المرة الأول التي يسخر فيها إسرائيليون من الأنبياء، فقبل عقد من الزمان عرض مسرح "الكمري"، أكبر مسارح إسرائيل، مسرحية عن قصة فداء نبي الله إبراهيم عليه السلام لولده جاء فيها أنه "في الوقت الذي كان إبراهيم يهم فيه بذبح ولده فإذا بفتاة حسناء ترتدي "مايوه بكيني" -أي لباس بحْر عار- تهبط من السماء، فيراها إبراهيم، فينشغل بها عن قتل ابنه".
أما وزيرة التربية والتعليم السابقة شولاميت ألوني فقد وصفت راحيل التي يقولون إنها كانت زوجة سيدنا يعقوب عليه السلام بـ"العاهرة".
كما تعرض الكثير من البرامج الساخرة في قنوات التلفزة الإسرائيلية لما جاء في التلمود من أن نبي الله داود عليه السلام، والذي يعتبرونه ملكا لا نبيا، قد "قتل أحد قادته العسكريين ليتزوج من امرأته"، كما زعموا أنه "ضاجع فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات".