رابطة الشباب المسلم في بريطانيا
تحت عنوان ((اندماج الجالية العراقية في المجتمع البريطاني)) أقامت رابطة الشباب المسلم ندوتها الأسبوعية ليوم السبت المصادف 28/2/2009 وتحدث في هذه الندوة كل من الأستاذ خالد القشطيني الكاتب والمؤلف العراقي والدكتور الاستشاري علاء حبه رئيس اللجنة الثقافية في جمعية رعاية العراقيين وبإدارة الأستاذ شاكر شبع عضو جمعية رعاية العراقيين .
تحدّث الأستاذ خالد القشطيني عن تجربة عملية حيث يقول هنا ما يقارب 300000 شخص من الجالية العراقية ما بين الولادة والهجرة وهذه الشريحة هي جزء من الشريحة الأكبر وهي العربية والجالية العربية جزء من الجالية الإسلامية والانكليز ينظر إلينا باعتبارنا كعرب والعرب في النهاية جزء من الشريحة الإسلامية، وإذا أنظمت تركيا إلى الاتحاد الأوربي فالمسلمون سيشكلون أكثرية في أوربا، ويجب أن تكون هناك مسئولية وطنية تجاه العراق هذا البلد الذي علمني وثقفني وكذلك الأمة العربية.
المجتمع الغربي ينظر إلينا نظرة سيئة وهذا له أبعاد تاريخية طويلة أوربا دائما تريد النزول إلى المناطق الحارة وهم يحتاجون آسيا وأفريقيا وهنا العالم العربي يقف حاجزا أمام هذا التحوّل.
والعالم الغربي ينظر إلى المواطن العربي هنا في مجتمعه بأنه قذر ووسخ والسبب أنه عربي ولم يتحضّر ولهذا السبب يجب أن نقف أمام مسئوليتنا تجاه تغيير هذه النظرة، والإرهاب واحد من العوامل التي أثّرت على وجود الجالية.
اليهود كانت لهم موجات من الهجرة إلى بريطانيا بحيث أنهم أقل من نصف مليون ولهم في مجلس العموم ما يقارب 50-60 عضوا في حين المسلمين أكثر منهم عددا ولا يملكون أكثر من 2-3 عضو في مجلس العموم.
اليهود اختاروا أسماء انكلوسكسونية غير أسمائهم اليهودية وضغطوا على أنفسهم ليتعلموا اللغة الانكليزية ووضعوا أولادهم في المدارس النخبة مثل (إيتن وهارو) كما قال لي صديق اسمه إبراهيم دنكوري يهودي عراقي وضع ابنه في مدرسة ايتن والآن ابنه يعمل في مركز مهم في أكسفورد في أفضل المؤسسات هذه التجربة مهمة ويجب الاستفادة منها.
طريقة التعايش والقضايا الشخصية في التعليم والأسماء وكذلك النظر إلى من يسكن في الشارع وطريقة التعاطي مع الجيران وأن تكون لنا ثقافة عامة كما عند هذا المجتمع الذي نعيش بينه.
يجب التعامل مع الأحزاب الحاكمة في البلد ونطرح أفكارنا فيها في حين نحن لا يوجد عندنا أي اتصال مع هذه المؤسسات الحزبية وذلك عكس اليهود الذين دخلوا بكثافة في أحزابهم مما أوصلهم إلى البرلمان ومجلس اللوردات.
نحن نحاول أن نطرح خلفيتنا ولا نأخذ الخلفية التي يمتلكوها.
ثم بعد ذلك تحدّث الدكتور علاء حبه عن الخزين من تراثنا وخلفيتنا الإسلامية حيث عرج على أساس الاندماج وما هو الاندماج وما هي أهدافه وأن هناك خلفية ثقافية وخلفية عربية والذي يمتلك الكفاءة عليه أن يسلك طريقا للوصول إلى هدفه في هذا المجتمع لأن القانون يعطيه ذلك وهذه الخلفية الإسلامية التي تنطلق من خلال الآية القرآنية التي تقول:
(( يأيها الذين آمنوا إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)) حيث الله تعالى خلق الخلق ليتعارف ولم يخلق الطبقية بين الناس وهذا التعارف يقوم على تبادل روح التعاون فيما بين الناس وهي دعوة راقية من الله تعالى إلى اندماج الخلق.
ثم تطرق إلى حديث الإمام الصادق (ع) ( كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا )) أي كل واحد عليه واجبات تجاه خلفيته الإسلامية وتجاه خلفيته مع أهله وناسه وعلى الإنسان أن يكون الوجه الحسن لأهله وناسه.
ويجب أن نحافظ على العزة والكرامة والحفاظ على الحضارة والقيم التي نمارسها بين أهلنا وناسنا والمجتمع البريطاني يعرف أن هذا عربي وهذا فارسي وغير ذلك وقول الرسول (ص) كي نباهي بكم الأمم يريد منا أن نكون فاعلين في المجتمع الذي نعيش فيه ونستفيد منه ولا نكون عالة على هذا المجتمع ونمد أيدينا له بل نستفيد من وجودنا فيه.
كيفية تربية الأولاد في هذا البلد والبقاء على ما نحمله من ماضي فلماذا لا نطوّر أنفسنا والاستفادة من هذا الوضع وأن نستفيد من الخبرات التي نحتاجها في بلدنا، وهنا الحقوق مضمونة في قانون هذا البلد ومن حقنا أن نستعين بهذا القانون .
ثم بعد ذلك قام الأستاذ شاكر شبع بفتح المداخلات والأسئلة للجمهور حيث طرحت عدة أسئلة وعدد من المداخلات من قبل الجمهور الحاضر في الندوة وقد أجاب كلا الضيفين على جميع الأسئلة.
وبعد ذلك شكر مدير الندوة الأستاذ شاكر شبع الضيفين المتحدثين وكذلك شكر الحاضرين من الجمهور وختم الندوة على إثر ذلك.