واع/ ذي قار/ سعد الخفاجي
تسعى دائرة البيئة في محافظة ذي قار من خلال تنفيذ برامجها الخدمي الشامل والمكثف وبخطى حثيثة لإصلاح الواقع البيئي في عموم مناطق المحافظة التي تعرضت الى العديد من المسببات للتلوث البيئي خلال الحروب التي مرت على البلاد جراء السياسات الخاطئه التي اتبعها النظام السابق، من خلال استخدام العديد من الأسلحة والقنابل التي ألقيت على ارض البلاد وخاصة المنطقة الجنوبية، التي لا تزال آثارها باقية لحد وقتنا هذا من خلال انتشار الأمراض التي يعاني منها أبناء المناطق الجنوبية ... ( وكالة أنباء الإعلام العراقي/وا ع) التقت مدير دائرة بيئة محافظة ذي قار رئيس مهندسين راجي نعيمه منشد الذي كشف لنا أوراق برنامجه الشامل لإصلاح الواقع البيئي وما تحقق خلال العامين الماضيين في مجال النهوض بالواقع الخدمي بمناطق المحافظة في هذا الشأن:
- عملية النهوض بالواقع البيئي في محافظة ذي قار تحتاج بصورة عامة الى توظيف جميع الامكانات المتاحة للدوائر الحكومية العاملة في المحافظة والى التعاون الكامل في مجال تقديم الخدمات والمتابعة والكشف والتحري عن كل ما يسبب التلوث البيئي بمناطق المحافظة الريفية والحضرية، المطلوب في المرحلة الحالية هو وضع برنامج خاص بكل دائرة تجري متابعة مراحل تقدمه ميدانيا وبصورة دورية.
* هل هناك مسببات أخرى للتلوث البيئي بالمحافظة ...؟
اجاب منشد-ان هناك مسببات عده منها عدم ارتقاء مستوى الخدمات المقدمة في قطاعات البلديات والمجاري والصحة والخدمات البيطرية الى مستوى الطموح حيث مازالت محطات مياه المجاري ترمي مياه الصرف الصحي الملوثة الى الأنهر من دون معالجة صحيحة ومعظم المستشفيات تفتقر الى محارق نظامية للتخلص من المخلفات الطبية كما ان المؤسسات الصناعية الكبرى المتمثلة في محطة الطاقة الحرارية ومصفى النفط وشركة اور ومعمل النسيج ما زالت هي الأخرى تتخلص من المخلفات السائلة الناتجة عن الأنشطة الصناعية عبر رميها في مصادر المياه الرئيسية والأراضي الزراعية المجاورة الأمر الذي اضطر مديرية البيئة الى فرض غرامات مالية على المؤسسات المذكورة لمخالفتها الشروط البيئية . مشيرا الى ان رمي مياه مبزل المصب العام وتلوث المياه وانخفاض مناسيبها في عدد من الأنهر تسبب بارتفاع ملوحة مياه الاهوار وانعكس سلبا على تكاثر الثروة السمكية والأحياء والكائنات المائية في المناطق المذكورة .
(الاهوار)* هل هناك معالجات يجدر القيام بها لتقليل التلوث ...؟
اوضح منشد-هناك عدة طرق وأساليب يجب مراعاتها منها ايلاء اهتمام اكبر في مناطق الاهوار عبر رفع مناسيب مياه الأنهر المغذية الاهوار وإزالة السدود المتبقية من حملة التجفيف التي مازالت تحول دون أكمال المياه لدورتها الطبيعية ,وهنا يجب مراعاة التوازن في عملية توزيع المياه على مناطق الاهوار والى إطلاق الاصبعيات بصورة علمية ودقيقة للحفاظ على الثروة السمكية وتكاثر نوعية الأسماك النادرة وندعو الى تفعيل القوانين في المجال المذكور ورفع الوعي بمخاطر الصيد الجائر بين الصيادين وسكان مناطق الاهوار قائلا.. نستعد حاليا لعرض ملف شامل عن الواقع البيئي على مجلس محافظة ذي قار الجديد يؤكدعلى ضرورة دعم المؤسسات الخدمية والصحية والبيطرية في مناطق الاهوار وتزويدها بالاجهزة والمعدات الحديثة والمستلزمات المطلوبة لتحسين ادائها حتى تتمكن من تقديم الخدمات الاساسية للسكان المحليين .
التخلص من الملوثات
* ابرز ما تحقق في مجال النهوض بالواقع البيئي...؟
-قال منشد: ان اهم ما تحقق خلال العامين الماضيين هو التخلص من المخلفات الحربية الملوثة باليورانيوم المنضب عبر نقلها الى المحجر الوقتي الذي اعد لها في منطقة صليبيات الصحراوية وعمليات قشط التربة الملوثة من الموقع الملوث وسحب نماذج دم من السكان الذين كانوا يقيمون ويعملون بالقرب من المواقع الملوثة وذلك لمعرفة مدى تاثير الملوثات المشعة في السكان وقد كانت النتائج طيبة حيث لم تظهر اية اصابة حتى الان وهذا ما يعكس استجابة المواطنين وتقيدهم بالارشادات البيئية.
واضاف منشد اما النجاح الاخر الذي تحقق على مستوى تقديم الخدمات فيتمثل بعدم تسجيل اية اصابة بمرض الكوليرا خلال الاعوام الاربعة الماضية في محافظة ذي قار وهذا ما كان ليحصل لولا التعاون والتنسيق بين دوائر البيئة والصحة والماء حيث تواصلت المتابعات الميدانية لمجمعات وشبكات الماء في المناطق والاحياء السكنية كافة وعبر سحب نماذج من مياه الشرب في المناطق المذكورة وفحصها كيمياويا وبايلوجيا ومتابعة معالجات مصادر التلوث اذ قامت ملاكاتنا بسحب 560 نموذجا شهريا من مياه الشرب ومن مختلف المناطق لغرض اجراء فحص نسب الكلور و192 نموذجا لغرض الفحص الجرثومي الامر الذي انعكس إيجابا على انخفاض معدلات التلوث في مياه الشرب فقد انخفضت نسب التلوث من 67% قبل عامين الى 22% خلال عام 2008 .
* ماهو البرنامج المعد من قبلكم لمتابعة منابع التلوث ...؟
استطرق منشد- ان المتابعة الدورية للأنشطة الصناعية المتمثلة بمعامل الطابوق والإسفلت وحقول الدواجن ومعامل الثلج والمؤسسات الصناعية الكبرى حدت بشكل او بآخر من ارتفاع معدلات التلوث فقد اتخذت ملاكات المديرية عدة إجراءات لإدخال منظومات الحرق الالي في معامل الطابوق ومنقيات الهواء في معامل الإسفلت ووسائل التهوية الحديثة والمحارق النظامية في حقول الدواجن وفرضت غرامات مالية على المؤسسات الصناعية المخالفة كما قامت بغلق معملين للطا بوق لمخالفتهما المتطلبات البيئية . مضيفاً كما اولت مديرية بيئة ذي قار اهتماما اكبر بمناطق الاهوار حيث تواصل عمل الفرق البيئية لمتابعة نوعية وكميات المياه المغذية لمناطق الاهوار وانعكاسها على عملية تكاثر الأسماك والأحياء المائية حيث تقوم الفرق المذكورة وبشكل دوري بسحب نماذج من مياه وتربة الاهوار لغرض إجراء التحاليل الكيماوية والجرثومية والإشعاعية عليها كما تقوم مديرية البيئة برفع تقارير بيئية دورية عن مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين للجهات المعنية مع ما تتطلبه من مقترحات وأفكار لمعالجتها.
* منظومة إنذار مبكر ضد الإشعاعات الضارة
نوه مدير بيئة ذي قار-وعن إجراءات الدائرة حول الكشف المبكر ضد الإشعاعات أوضح مدير بيئة المحافظة ... أن الكوادر الفنية في مديريته قامت بنصب منظومة حديثة للإنذار المبكر في مبنى المديرية لتحسس وقراءة أي إشعاعات ضارة.
وأضاف أن "المنظومة تأتي ضمن مشروع الإنذار المبكر للإشعاع وتتحسس أي تلوث بكل دقه و تزود المنظومة الرئيسية بالوزارة (مركز الوقاية من الإشعاع) ببغداد بالقراءات بشكل يومي و ستسجل وترصد مقدار الخلفية الإشعاعية في الجو والمتغيرات الطارئة عليها والناتجة عن الحوادث أو التفجيرات النووية فوق سطح الأرض ليتم بعدها اتخاذ الخطوات المناسبة في حال وجود طارئ".منوها ... ان" المنظومة تتكون من المجس المخصص لتحسس أشعة كاما وجهاز السيطرة والمودم الذي يحول الأرقام المقروءة الى ذبذبات راديو تتحول عبر الخط الهاتفي الخاص بها الى السيطرة المركزية بالوزارة وانها تعمل على الطاقة الشمسية إضافة الكهرباء."
ويذكر ان وزارة البيئة قامت بنصب عدد من المنظومات في بعض من المحافظات لتعمل برفد مركز الوقاية من الإشعاع بالمعلومات الدقيقة عن الواقع الإشعاعي للبلاد، واتخاذ الخطوات المبكرة لكشفها بالوقت المناسب.