This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

في ظل الفضيحة الأخيرة.. لماذا لا نرى انبثاق مؤسسة وطنية لرعاية الأيتام في العراق؟
20/06/2007

في ظل ظروف غامضة تم اكتشاف 20 طفلا من الأيتام الجوعى المقيدون إلى أسرتهم وهم يرتمون الى الارض وعظامهم النافرة ينهشها الذباب، وقد عثر عليهم في ميتم وسط بغداد.
ويقول الأميركيون إن إدارة الميتم تجاهلت الأطفال وراحت تتاجر بالمساعدات التي تحصل عليها.

والى أن  تقوم اللجنة التحقيقية المعينة بكشف اللثام عن هذه الفضيحة( الكارثة) لمعرفة ظروف وملابسات الحادث، يقفز تساؤل عريض: ترى لماذا لا نرى انبثاق مؤسسة وطنية لرعاية الأيتام في العراق؟

وقد سبق لرابطة المبرات العراقية أن طرحت هذا السؤال عقب تصريح صحفي اطلقته الدكتورة زينب الغربان، رئيسة لجنة المرأة والطفولة في مجلس محافظة بغداد، والذي أعلنت فيه عن وجود أكثر من (900) ألف طالب يتيم في مدارس بغداد. وسواء كان هذا الرقم دقيقا او غير دقيق فإن من المؤكد أن اعداد الأيتام في تزايد يومي مخيف وأن مشكلاتهم كذلك تتزايد وتتسع. فكلنا سمع عن قصة تلك العائلة التي فقدت الاب والابن الكبير نتيجة الانفجارات ولم يبق سوى الاطفال الذين بداوا يعملون في بيع السكائر والجرائد على الطرقات ليتمكنوا من دفع ايجار البيت الذي يسكنون فيه، او مشكلة تلك الأرملة "ام فراس" التي تقول إنها لاتستطيع التكلم مع ابنها وقد حاولت بكل الطرق والوسائل ان تتفاهم وتوضح له ان ما يقوم به من تصرفات خطأ وهو ما يزال في مرحلة المراهقة وبدا يخرج بسيارة والده مع اصدقائه ويشرب السكائر وعندما تحاسبه يقول انا الكبير ولا يتدخل شخص في تصرفاتي! وعندما حاولت ان يتكلم الاقارب معه ترك البيت وبعد التوسلات عاد اليها ولم يغير تصرفاته بل على العكس. لقد كان مصطفى شديد التعلق بوالده وتأثر كثيراً اًو اصبح متمرداً ولا يذهب الى المدرسة واحيانا تجده أمه يبكي وهو يمسك صورة والدهُ.

 ولعلنا سمعنا عن قصة احد الأبناء الذي وبعد وفاة والده بشهرين طلب ان يببع البيت حتى ياخذ النقود ويسافر الى الخارج ويترك عائلته تسكن في بيت يؤجره لهم وعندما رفضت الام ذلك قدم دعوى الى المحكمة يطالب بحقه في البيت وترك والدته في حيرة من امرها مما اضطرها ان تطلب منه اسقاط الدعوى بعد ان كتبت على نفسها تعهدا باعطائه المال من بيع المصوغات الذهبية وبعض الاثاث حتى يسافر ويترك البيت لان لديه شقيقات وهي لا تستطيع ان تتحمل الظروف الصعبة بلا زوج وبلا منزل.

وهناك عشرات آلاف القصص الاخرى التي لم نسمع بها عن احوال الأيتام والارامل بعد فقد معيلهم، وما آلت اليه أوضاعهم المعاشية والصحية والنفسية والتربوية والاجتماعية والسكنية التي ستترك أثارها السلبية حاضرا ومستقبلا ليس عليهم فقط وإنما على المجتمع ككل، وستكون مدمرة جدا مالم يصار الى معالجتها فورا وقبل فوات الأوان.

ولا بد أن تكون معالجة مثل هكذا أمر معالجة شاملة وعلى مستوى الوطن جميعا، كما لو أننا كنا أمام كارثة زلزال أو فيضان مدمر. ولا بد أن يأتي التحرك وتصدر المبادرات من كل مواطن بالاضافة الى الجمعيات الاهلية والمؤسسات الحكومية.

ونحن هنا في رابطة المبرات العراقية نطرح تساؤلا على الجميع: ترى لماذا لا يصار الى انشاء مؤسسة وطنية لرعاية الأيتام في العراق ترعاها الحكومة وتتعاون فيها مع الجمعيات الخيرية والمتطوعين من الناس في كل محافظة او منطقة من مناطق العراق؟

واذا كانت هناك مؤسسة وطنية لرعاية الايتام في دولة صغيرة وآمنة مثل دولة قطر.. فهل نحتاج الى مزيد من الاقناع لكي نتحرك على هذا الصعيد؟