This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

عشرون سؤالا وسؤال عن معد ومخرج:"فضيحة ميتم بغداد" وعن تشابه الصور مع ضحايا سجن ابو غريب!!
21/06/2007


يقول الحكماء: "اعقلوا الخبر عقل دراية لا عقل رواية" ويقولون أيضا بصدد تصديق الاخبار والروايات والشائعات: "ان الجاهل يؤكد، والعالم يشكك، والعاقل يتروى ليتأكد من صحة ما يسمع قبل أن يصدر احكامه".

 

ونحن هنا لدينا اكثر من عشرين سؤال وسؤال عما تكشفت صوره المؤلمة ولم تتكشف حقائقه الى هذا اليوم فيما يتعلق بفضيحة ميتم بغداد، ربما لأن اللجنة التحقيقية التي من المزمع تشكيلها بعد لم تتشكل او تلتئم او انها في بداية خطواتها. وعلى اي حال نحن نرجو لهذه اللجنة التحقيقية ان تكشف لنا ما وراء الأكمة وتبين لنا ما خفي وما دبر بليل لأن ملابسات الموضوع وطريقة الاعداد والاخراج تثير علامات استفهام تبدأ ولا تنتهي خصوصا وأن منظر الاطفال العراة وهم مقيدون بسلاسل الى أسرتهم يشبه الى حد كبير ما جرى لسجناء ابو غريب. فهل أراد من أعد مثل هكذا " فضيحة " أن يقول ها أنتم أيها العراقيون متوحشون أيضا؟! وبالتالي يبرر للآخرين فعلتهم او ما يريدون فعله بشعبنا لاحقا؟
نحن هنا لا نريد ان نكون من الجهال فنؤكد ولكن من حقنا ومن حق اي انسان ان يشكك بالرواية وأن يتروى ويتثبت حتى يأتيه اليقين.
ولهذا نحن لا يمكن ان نخرج ونرفع عقيرتنا بالصياح ونقول: يا أيها الناس.. هذه مؤامرة! كما لا نسمح لأنفسنا أن نوجه اصابع الاتهام الى أي جهة كانت عراقية كانت أم أجنبية، فتلك هي مسؤولية لجنة التحقيق وحدها.
ولأننا بشر ومن أبسط حقوق البشر التفكير، لهذا نتساءل: اذا سلمنا جدلا بأن القائمين على الميتم من العراقيين كانوا قد افتتحوا الميتم لأجل المتاجرة والانتفاع بالأموال وبالمواد العينية التي يحصلون عليها باسم الايتام، وأن الميتم ما هو الا عبارة عن مصيدة لخداع المحسنين، فالسؤال الذي يطرح نفسه: ترى ألم يكن من مصلحة القائمين ( النصابين) تحسين بضاعتهم ومعاملة الايتام بصورة افضل وربما تسمينهم وتدليلهم حتى يزرعوا الثقة في نفوس المحسنين الذين يراد لهم ان يفرغوا جيوبهم وينفقوا على الميتم؟  أوليس من يريد المتاجرة بالاطفال أن يحافظ عليهم ويبقيهم بصورة اعتيادية، على اقل تقدير، من ناحية الملبس والمأكل حتى يمكنه الاستمرار في عمله ومتاجرته على الدوام؟ ترى هل كان القائمون على الميتم من السذاجة والحماقة والغباء الى درجة انهم لم يكونوا يخشون اكتشاف فضيحتهم في يوم من الأيام، ونحن نعرف عادة أن المزورين والمدلسين والنصابين يسعون جهدهم للظهور بأحسن مظهر بل ويحرصون كل الحرص على عدم ترك اي شائية او اية شكوك ربما تؤدي بهم الى الفضيحة واكتشاف الأمر في يوم من الأيام. هذا اذا كانوا فعلا ينتفعون وبشكل مربح من خلال هذا الميتم. واذا لم يكونوا ينتفعون بشكل جيد فلماذا أبقوا على الاطفال في محبسهم وبتلك الصورة الشنيعة؟ ألم يكن من الافضل لهم ترك الاولاد يهيمون على وجوههم في الشوارع حتى لا يشعرن بهم احد؟ ثم لماذا تم تقييد الاطفال وتعريتهم؟ هل كان القائمون على الميتم  يخشون من احتمال تحطيم الاطفال لأبواب الملجأ في محاولتهم للهرب وهم لا يستطيعون الوقوف على ارجلهم من شدة الجوع والمرض؟
والسؤال الخطير الذي يطرح نفسه: هل هناك جهة غير عراقية تقف وراء هذا الميتم، ونعني بها الجهة التي ربما كانت تسمح لنفسها فقط بالاطلاع على مقسم الاطفال ولا تسمح لغيرها من العاملين بالاطلاع على اوضاع الاطفال عن كثب؟ وهل الامر له علاقة بعصابات تهريب الاطفال، خصوصا وان العراق اصبح سوقا مفتوحا للشركات الخاصة التي صارت تعيث في الارض فسادا وتعمل دون رقيب او حسيب؟
ثم ما الهدف من هذا التوقيت؟ ولمصلحة من كانت الفضيحة؟ وضد من تم استخدامها وتجييرها؟ ولماذا كانت وسائل الاعلام حاضرة وهل كان لها علم بالموضوع؟
وتبقى هناك اسئلة واسئلة كثيرة عن هذه الفضيحة العجيبة الغريبة التي يلفها الغموض من رأسها الى اخمص قدميها.  
وما يهمنا الآن نحن المهتمين بالعمل الخيري وبتطويره وتوسيع رقعته كما وكيفا ان نقول ما يلي:
أن اخوف ما نخافه هو ان يؤدي مثل هذا الحادث الى اشاعة روح الخوف والتشكيك بكل عمل مخلص آخر، وبالتالي يعود بالضرر على الأيتام أنفسهم، في الوقت الذي لو كان قد حدث مثل هذا الحادث في اي بلد متقدم لرأينا الناس والمسؤولين يطالبون بالمزيد من التحرك وإنشاء المؤسسات الخيرية والمبرات لرعاية الأيتام وانتشالهم من واقعهم الأليم.
ما نحتاجه في مثل هذا العصر هو الروح الايجابية التي لا يمكن أن تصدر احكاما تعميمية مطلقة تشمل فيها المحسن والمسيء وتضعهما على حد سواء. وهذا قرآننا الكريم يهتف: "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون".
والمسألة اصبحت تشبه الى حد كبير من يحكم على المليار والنصف مليار مسلم بالارهاب لأن زمرة هنا وهناك تقوم به. ما نرجوه هو أن يعاقب المسيء ويكافأ المحسن، حتى لا نظلم أحدا بجريرة احد آخر.
نرجو ألا يؤثر مثل هذا الحادث الأليم، الذي لا نعلم غاياته، سلبا على العمل الخيري وعلى رعاية الأيتام بوجه الخصوص.
ونغتنم الفرصة مرة اخرى واخرى لنكرر مطالبتنا ونطرح سؤالنا العريض: ترى لماذا لا نرى انبثاق مؤسسة وطنية لرعاية الايتام في العراق؟
ما ذا نحتاج حتى نرى مثل هكذا مؤسسة والعراق يعج بمئات ألوف الأيتام؟