This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

بنـاء مؤسسي يواكـب التطـورات يتطلب..إدارات ستراتيجية بكفاءة عالية
18/03/2009

 


د.هادي حسن عليوي- الصباح
من دون ستراتيجية محددة المعالم، سوف تسير مؤسساتنا، على غير هدى، مثلها مثل السفينة التي تبحر بدون دفة..
((جويل روس ومايكل كامي))

مازالت مؤسساتنا بمجموعها وشركات القطاع العام والخاص، تضع ستراتيجياتها من دون وجود الاهداف القريبة والبعيدة المدى المستندة الى معلومات واحصائيات واضحة يجري تطبيق هذه الستراتيجية، في اغلب الاحيان من قبل ادارات غير كفوءة، ان لم تكن لاتفهم معنى الستراتيجية، والتي تتضمن كل الاعمال المقصودة (المتعمدة) والاعمال التفاعلية (التكيفية) في العمل، ويعتقد البعض ان الادارة الستراتيجية مجموعة من الحيل او التقنيات المعلبة، وهنا الطامة الكبرى.
 فالادارة الستراتيجية تعني التفكير التحليلي وتكريس كل الموارد والامكان من اجل العمل وتحقيق الاهداف المثبتة في ستراتيجية المؤسسة المعنية..
صياغة الستراتيجية
تمثل مهام صياغة الستراتيجية اية مؤسسة او وزارة او شركة وتطبيقها وتنفيذها الاساس الجوهري لادارة المؤسسات، ذلك ان الستراتيجية هي وسيلة الادارة لتدعيم موقفها وتحقيق اهدافها، وبالتالي تمثل اهم المهام الادارية ذات الاولوية القصوى لسببين جوهريين، هما:
اولا: هناك حاجة ملحة تلزم (وزراء ام مديرين) بتحديد كيفية دفع اعمال مؤسساتهم الى الامام، بحيث تكون الادارة مسؤولة عن الافادة من القيادة الستراتيجية، والتزام المؤسسة بتنفيذ اعمالها بطريقة محددة من الطرق المتاحة، وفي غياب الستراتيجية فلن تكون لدى القيادة المسؤولة اية توصيفات مسبقة لاداء اعمالهم، ولن تكون لديهم خريطة توضيحية لاعمالهم لتحقيق الاداء الجيد.. فعدم وجود ستراتيجية منسقة الاعداد والتخطيط سبب مؤكد لانحراف المؤسسة عن طريق النجاح وتلكؤ اعمالها اضافة الى النزاعات والتطاحن الداخلي وضعف النتائج.
ثانيا: هناك حاجة ماسة لتجميع جهود الاقسام والادارات والمديرين والمجموعات المختلفة، كذلك قرارتهم، في كل منسق ومتكامل، من حيث البحوث والتطوير والتصميم والانتاج والتسويق والموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات والتمويل وخدمة المستفيدين جميعا، مدعمة بعضها البعض، وفي غياب الستراتيجية فلن يكون للمديرين اطار شامل لتجميع الاجراءات والقرارات الصادرة وتناغمها في كل متناسق، ولن يكون هناك نموذج عمل واع.
مهام الادارة الستراتيجية
تتكون عملية وضع الستراتيجية وتنفيذها من خمس مهام مترابطة اداريا هي:
1- وضع رؤية ستراتيجية لما ترغب المؤسسة في تحقيقه على المدى الطويل، وتحديد الشكل النهائي الذي ترغب المؤسسة في ان تصبح عليه في المستقبل، ودفع المؤسسة قدما صوب اهداف العمل..
2- اعداد الاهداف المنشودة، اي تحويل الرؤية الستراتيجية الى نتائج ومخرجات محددة تنفذها المؤسسة المعنية وتعمل على تحقيقها..
3- ابتكار ستراتيجية لتحقيق النتائج والمخرجات المطلوبة.
4- تطبيق الستراتيجية المختارة وتنفيذها بكفاءة وفاعلية..
5- تقييم الاداء واجراء التعديلات الضرورية لتصحيح الرؤية او التوجه على المدى الطويل او الاهداف او الستراتيجية او التنفيذ، في ضوء الخبرات الواقعية والظروف المتغيرة والافكار الجديدة والفرص السانحة..
تطوير الرؤية الستراتيجية
في بداية عملية وضع الستراتيجية، يكون المسؤولون عن المؤسسة المعنية في حاجة لطرح مجموعة من الاسئلة مثل: ما طبيعة رؤيتنا بالنسبة للمؤسسة؟ وما هو هدف المؤسسة النهائي؟ على ماذا يجب ان تركز المؤسسة، على التقنيات ام المستفيدين ام بنود الانتاج؟ ما نوع المؤسسات او الشركات التي ترغب في ان تكون مؤسستنا مثلها؟ ما هي المكانة الصناعية التي يجب ان تحققها خلال خمس سنوات المقبلة؟.
والواقع ان تخطيط استنتاج نهائي عام - يتم استخلاصه بحرص من اتجاهات المؤسسة طويلة الاجل، لابد ان يدفع المسؤولين (المديرين) لالقاء نظرة متعمقة على بيئة عمل المؤسسة الخارجية والداخلية على حد سواء، والى تكوين رؤيا افضل عن كيفية تغير الاحتياجات في السنوات الخمس المقبلة وما يليها.
الستراتيجية والتخطيط الستراتيجية
يعد تطوير الرؤيا الستراتيجية والاليات، خاصة فيما يتعلق بالاهداف وتحديد ستراتيجية بعينها من مهام اعداد الاتجاهات الاساسية للمؤسسة، اذ ان هذه المهام تخطط اتجاه المؤسسة واهداف ادائها طويل المدى وقصير المدى، ويشمل ذلك التحركات التنافسية لها، وتوجهات العمل الداخلية، التي سوف يتم استخدامها في تحقيق نتائج العمل المستهدفة، وتكون هذه المهام ما يسمى بـ(الخطة الستراتيجية) للتكيف مع احوال الواقع الاقتصادي والصناعي والتنافس والخطوات المباغتة من المنافسين في الصناعة، وفي مواجهة التحديات والقضايا التي تقف عائقا رئيسا امام نجاح المؤسسة.
تطبيق الستراتيجية وتنفيذها
وتتطلب المهمة الادارية الخاصة بانجاز الستراتيجية المختارة وتنفيذها تحديد المطلوب عمله لتطوير امكانات المؤسسة المعنية، والوصول الى الاهداف المستهدفة في موعدها المحدد، وتكمن المهارة الادارية في هذه الجزئية في التعرف على ما يجب القيام به لوضع الستراتيجية في المكان المناسب وتنفيذها بحيث تحقق افضل النتائج، وتعد عملية تنفيذ الستراتيجية مهمة ادارية ميدانية تفاعلية، تشمل النواحي الرئيسية الاتية:
1- بناء مؤسسة قادرة على تنفيذ الستراتيجية بنجاح.
2- تخصيص موارد المؤسسة بما يمكن وحدات المؤسسة المسؤولة عن تنفيذ انشطة الاداء، التي لها تأثير كبير على الستراتيجية او تنفيذ مبادرات ستراتيجية جديدة على الافراد والاموال الكافية لاداء اعمالها بنجاح وفعالية..
3- تأسيس سياسات مدعمة للستراتيجية واجراءات العمل..
4- وضع ستراتيجية تم اختيارها حديثا في موضعها المناسب..
5- تحفيز الافراد بطرق واساليب تدفعهم للسعي وراء تحقيق الاهداف المستهدفة بحماس وتعديل واجباتهم وسلوكهم في عملهم، اذا كان ذلك مطلوبا للتناسب مع متطلبات الستراتيجية بهدف التوصل الى تنفيذ ناجح لهذه الستراتيجية.
6- تقديم حوافز وجوائز للافراد العاملين بهدف تحقيق النتائج المطلوبة..
7- خلق ثقافة عامة مشتركة ومناخ عمل ايجابي بالمؤسسة، بما يساعد على انجاز الستراتيجية الناجحة وتنفيذها.
8- تثبيت المعلومات والاتصالات ونظم التشغيل التي تمكن العاملين في المؤسسة من تنفيذ ادوارهم الستراتيجية اليومية بشكل فعال.
9- تأسيس افضل الممارسات والبرامج للتحسين المستمر..
10- البحث عن القيادات الداخلية المطلوبة، للاسراع بالتنفيذ والاستمرار في التطوير فيما يتعلق بكيفية تنفيذ الستراتيجية.
ويتضمن التنفيذ الجيد للستراتيجية انشاء علاقة قوية بين طريقة اجراء الاعمال الداخلية، وبين ما يستلزمه نجاح الستراتيجية، واهم ما يجب ان يكون متناسبا ومتوافقا هو ملاءمة الستراتيجية لامكانات المؤسسة والتوافق بين المؤسسة ونظم المكافآت، وبين الستراتيجية ونظم الدعم الداخلية، وبين الستراتيجية والثقافة السائدة في المؤسسة.
كما ان الادارة تكون دائما ملزمة بتقييم اداء المؤسسة وتقدمها، ولابد من التاكيد ان الادارة الستراتيجية عملية مستمرة وغير نهائية، وليست حدثا يتم به مرة واحدة فقط.

المهام الرئيسة لتنفيذ الستراتيجية
على الرغم من ان قيادة الادارة الستراتيجية (المديرين) يجب عليهم تعديل توجهاتهم حسب الموقف، الا ان هناك اسسا معينة يجب مراعاتها بغض النظر عن الظروف الراهنة للمؤسسة، وتشتمل هذه الاسس على العناصر الاتية:
1- بناء مؤسسة لديها الكفاءات والامكانات ونقاط قوة الموارد اللازمة لتنفيذ الستراتيجية بنجاح.
2- تطوير الميزانيات المالية الكفيلة بتوجيه الموارد المتوفرة نحو انشطة سلسلة القيمة المهمة المحققة للنجاح الستراتيجي..
3- تأسيس سياسات واجراءات مدعمة للستراتيجية وتفعيلها.
4- تأسيس افضل الممارسات وتفعيلها والدفع بها نحو التحسين المستمر لكيفية اداء انشطة سلسلة القيمة. 5
- تثبيت نظم المعلومات والاتصالات واساليب التشغيل التي تمكن موظفي الشركة من تنفيذ ادوارهم الستراتيجية بنجاح دائم، مع تفعيل تلك النظم بنجاح مؤثر.

6- ربط المكافآت والحوافز لانجاز  اهداف الاداء والتنفيذ الجيد للستراتيجية..
7- خلق بيئة عمل وثقافة مؤسسة تدعم الستراتيجية وتنمية تلك البيئة المساعدة على تنفيذ الستراتيجية.
8- ممارسة مهام القيادة اللازمة لدفع التنفيذ قدما الى الامام والاستمرار في تحسين اسلوب تنفيذ الستراتيجية.
وتبرز هذه المهام الادارية بشكل متكرر خلال عملية تنفيذ الستراتيجية، بغض النظر عن تفاصيل الموقف وخصوصيته لكل مؤسسة، كما انها تدفع سلم الاولويات لجدول اعمال منفذي الستراتيجية، وعادة ما ينتهي الامر بمهمة واحدة او مهمتين من هذه المهام، بان تكون اكثر اهمية او استهلاكا للوقت من غيرها، وذلك اعتمادا على ما اذا كانت هناك نقاط ضعف مهمة في الموارد، يجب العمل على تصحيحها، او نتيجة عدم توافر كفاءات جديدة مطلوب تطويرها، او نماذج السلوك الراسخة التي يجب تغييرها، او الوقوع تحت ضغوط حادة للحصول على نتائج سريعة او تحسينات مالية على المدى القصير، او غير ذلك من العوامل الخاصة بظروف المؤسسة.
وخلال عملية تطوير جدول الاعمال يجب على منفذي الستراتيجية، البدء بتقييم استطلاعي مبدئي لما يجب ان تقوم به المؤسسة بطريقة مختلفة وجيدة، حتى يتسنى لها تنفيذ الستراتيجية بنجاح، كما يجب عليهم بعد ذلك، النظر في كيفية اجراء التغيرات الداخلية الضرورية باكبر سرعة ممكنة، ويمتلك منفذو الستراتيجية طريقة بارعـة لفحص مـا تحتاج مؤسستهم الى القيام به لتنفيـذ الستراتيجية المختارة جيدا، كما انهـم عادة ما يكونون مبدعيـن ومبتكرين فـي العثور علـى طـرق فعالـة ومؤثـرة لاداء الانشطة الاساسية لسلسلة القيمة بفاعلية وكفاءة.
المصادر:
1- تومسون. ستريكلاند. الادارة الستراتيجية.. المفاهيم والحالات العملية. (مكتبة لبنان ناشرون).
2- هنري مينتزبرج، وج أ. واتزر. الستراتيجيات المقصودة والطارئة. مجلة الادارة الستراتيجية، كانون الثاني 1986.
3- مينتزبرج، واهلستراند، ولامبل.. رحلة سفاري في الستراتيجية، الفصل الخامس، ص220- 240. ترجمة منشورات دار الريس لندن،2001.

YouTube: iraqicf Shakiry Charity - Instegram Shakiry Charity - Tiktok
UK Registration No: 05354695
Charity Registered in 2006, No: 1115625
العراق
تأسست 2006 رقم التسجيل IZ70166

 

Tel: +44 (0) 208 452 5244     للتواصل معنا
Unit 1D, 289 Cricklewood Broadway, London NW2 6NX, UK