This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

من يحمي ذوي الاحتياجات الخاصة من التحرشات الجنسية؟!
29/03/2009

أعتذر بداية عن اختياري لهذا العنوان الذي لم أقصد به اي اثارة، بقدر ما وجدته معبرا عن وضع المعاقين السيئ، خاصة المعاقين ذهنيا منهم، حيث يستغلهم بعض الشباب الطائش والخدم والمطلقات والشواذ من كلا الجنسين، الذين لا ذمة لديهم ولا ضمير، ويعتدون عليهم ويعتبرونهم صيدا سهلا ورخيصا، بل آمنا في الوقت ذاته، لكونهم عاجزين عن التعبير كباقي البشر نتيجة الاعاقة الذهنية التي لا تسمح لهم بسرد حقائق تفيد انتهاك عرضهم، وحتى انهم ان «تمتموا» لا يجدون اذنا تسمع ولا عينا تراقب، بل لا يعتد بتعبيراتهم او اشاراتهم لكونهم ينقصهم الادراك والوعي، مما يجعلهم فريسة سهلة وصيدا ثمينا وآمنا لبعض ضعاف النفوس الذين يحققون من خلالهم رغباتهم الحيوانية، من دون اي وازع أخلاقي أو ديني بغياب الضمير والعقل، بل الانسانية من نفوسهم. واليكم آخر قضية هزت مشاعري وحركت هاجس الكتابة عندي لاجراء هذا التحقيق، بهدف تفعيل دور الاهل والمسؤولين عن رعاية المعاقين ليستفيقوا من غفلتهم، لان هؤلاء امانة لا بد من رعايتها حق الرعاية، حتى لا يكونوا عرضة للانتهاك.

تحقيقنا يعرض بعض الحقيقة التي منها ما هز الرأي العام بمجرد اثارتها، ثم اغلقت الابواب عليها من جديد بعد طرحها، ولم يتخذ تجاهها أي اجراء سوى الكتابة فقط. اذن فلنتابع كيف يتم استغلال هؤلاء وممن، ورأي الجهات ذات العلاقة والقانون وعلم الاجتماع والطب، علنا ننقذ هؤلاء من الذئاب البشرية. إن الضرورة تستلزم اتخاذ اجراءات عاجلة لحماية ذوي الاحتياجات الخاصة عموما، والمعاقين ذهنيا خصوصا، من التحرشات والاعتداءات الجنسية، وكان لابد من طرح التساؤلات «كيف نفعّل القوانين الرامية إلى توفير الحماية المطلوبة لهذه الفئات، وردع كل من تسول له نفسه الاعتداء عليهم؟».

طفل معاق لا يتجاوز عمره خمس سنوات يعيش مع والديه الملتزمين دينيا. اضطرت الام للاستعانة بخادمة اثناء غيابها صباحا عن منزلها لمراعاة طفلها المعاق.. وبعد فترة لاحظت الام ان صحة ابنها تتجه من سيئ الى اسوأ، وان وزنه ينخفض بسرعة، فاسرعت به الى اقرب مستشفى.. وهناك، وبعد فحوصات طويلة، أخبرها الطبيب ان ابنها مصاب بمرض السيلان.

وتساءلت الام: كيف أصيب الطفل؟ ومتى؟ ولماذا؟ وهداها تفكيرها، بعد ان ضربت اخماسا بأسداس خصوصا ان المرض نادر وغير منتشر، إلى اهمية مراقبة طفلها اثناء غيابها، لعل الخادمة تهمله او تطعمه طعاما غريبا.. فزرعت الام وزوجها كاميرات في جميع انحاء المنزل لاكتشاف الحقيقة.. وكانت الطامة الكبرى، حيث اكتشفت الام ان تلك الخادمة جعلت من الطفل وسيلة لاشباع رغباتها الجنسية على الرغم من صغر سنه .. وهنا جن جنون الاب الذي انهال ضربا على الخادمة من دون وعي محدثا كدمات في جسمها، ثم اكمل عليها المحقق اثناء التحقيق في المخفر عندما رأى شريط الفيديو، وسجلت قضية ضد الخادمة.

اغتصبها خمسة من الذئاب البشرية
قبل عامين تقريبا نشرت الصحف جريمة هزت الرأي العام المحلي، حدثني عنها المحامي ناهس العنزي قائلا:
- كانت طفلة معاقة ذهنيا برفقة اسرتها في حديقة الشعب، وهناك تاهت عن الاسرة فاصطادها خمسة من الذئاب البشرية من الشباب الطائش وهتكوا عرضها، الا ان القدر أبى الا ان يتم القبض عليهم وتحويلهم إلى المحاكمة. ولكون المسكينة لا تدري ما حولها لم تعرف كيف تشرح ماذا ألمّ بها، حيث كانت مثل التائهة امام المحكمة التي حكمت ضد الجناة.
وفي المكان نفسه خطف معَاق بحوزته مال، وألقي في الشارع بعد الاعتداء عليه وضربه.

الاعتداء على المعاقة إعدام
ويخبرنا المحامي العنزي عن العقوبة القانونية التي تلحق بالشخص المعتدي على انثى وكذلك على ذكر فيقول:
- ان ذلك يتوقف على التكييف القانوني للقضية وظروفها، فاذا كان الاعتداء هتك عرض انثى معاقة، فان العقوبة القانونية تصل الى الاعدام او الاشغال الشاقة.

اما اذا كان الاعتداء على ذكر معاق، فان العقوبة تصل الى المؤبد لاستغلال اعاقة هؤلاء الاشخاص فاقدي الادراك الذين لا يستطيعون الدفاع عن انفسهم. فالاعاقة الذهينة اصعب من الاعاقة الجسدية التي يكون اصحابها اصحاء عقليا ويستطيعون الافصاح عما ألم بهم.

استغلال الخدم للمعاقين
وهناك للأسف الكثير من الاسر التي يعتدي فيها الخدم على ابنهم المعاق ذهنيا، حيث يستغلون اعاقته الذهنية وينتهكون حرمة جسده ويعاشرونه معاشرة الازواج.

هذا ما قالته المحامية وسمية الريس، وأضافت:
- لكون هؤلاء لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم، فان الاعتداء عليهم لا يتضح للأسف الا عند فحصهم طبيا، حيث تتضح آثار الاعتداء الجنسي عليهم، فالمعاق لا يدرك طبيعة التصرفات التي قاموا بها، لكونه عاجزا عن الادراك.

فالخادمة التي تركت زوجها وجاءت للخدمة تجد حاجتها في هذا المعاق، وكذلك الامر بالنسبة للخادم او السائق. وفي ظل غياب الرعاية الاسرية والاعتماد كليا على الخدم للعناية الشاملة بالمعاق، تحدث المأساة.. فمنذ أن تأتي الخادمة تصبح مسؤولة عن أكل المعاق ولبسه ونظافته وقضاء وقت فراغه، وهي في النهاية بشر قد يوسوس لها الشيطان فتستغله وتستغل عجزه لأنه لن يفضحها.
وعند ترك الاهل مهمة العناية الشاملة بالمعاق للخدم، فانهم بهذا يتيحون لهم استغلاله، حيث الظروف مهيئة للاعتداء عليه جنسيا. كذلك عندما يلاحظ الاهل تغيرا في تصرفات المعاق وسلوكياته، نادرا ما يعرضونه على الاخصائي النفسي والاجتماعي ليكشف الحالة النفسية التي يعيشها، لاثبات الاعتداء الجنسي عليه او لحمايته من هذا الاعتداء.

يخلعون ملابسهم في الطرقات
وتخبرنا وسمية الريس ان بعض المعاقين ذهنيا يخلعون ملابسهم في الطرقات كلما شعروا باثارة معينة، والناس عندما ينظرون اليهم يبتسمون، وعندها يعتقد المعاق ان هذا الفعل امر ايجابي ادخل البهجة والسرور على الآخرين، فيستمر في هذا التصرف، خصوصا امام النساء وتضيف:
- في فريجنا مثلا معاق يبلغ الثامنة عشرة من عمره، لا يستطيع اهله السيطرة عليه، فيخرج من دون ان يشعروا به، ويتعرى في زوايا الطرق وبعيدا عن الانظار في الشارع من دون وعي او ادراك، ويعرض جسده امام الخادمات اللواتي يضحكن كلما رأينه وينظرن اليه على انه فريسة سهلة ويشجعنه على الخروج في وقت خروج الخادمات.

الخوف من الفضيحة
بعض الاسر تخشى على سمعتها ولا تطالب بمعاقبة المعتدي على ابنها المعاق خوفا من الفضيحة، فماذا تقول الريس عن ذلك؟
- نعم ان بعض الاسر تشعر بالحرج من رفع شكوى هتك عرض لابنهم المعاق من قبل الخادم او الخادمة خوفا من الفضيحة، مما يجعل ضعاف النفوس يستغلون ذلك فيرون في المعاق صيدا سهلا وثمينا.

نصائح محامية
وتنصح الريس كل ام تربي معاقا قد يكون سبيلها لدخول الجنة بالآتي:
- عدم الانزعاج من ابنها المعاق نتيجة كثرة طلباته وحركاته الدائمة، وبالتالي اهماله وتركه للخادمة كليا.
- مراقبة الام لجسم ابنها المعاق بين فترة واخرى.
- وضع كاميرات مراقبة في غرفة نومه لحمايته قبل حدوث الاعتداء.
- ابلاغ الخدم بوجود كاميرات ليحترسوا ولا يفكروا بالاعتداء.

عدم تفعيل القانون
نُصَّ للمعاقين عام 1996 قانون خاص بحقوقهم وواجباتهم في الدولة والاماكن العامة، الا ان هذا القانون ليس له اي تفعيل في المجتمع الكويتي حيث لا توجد ضبطية قضائية لكل من يتطاول على حقوق هؤلاء المعاقين الذين لهم معاملة خاصة، ويتجاوزها.. ولهذا لا بد من تطبيق الشق الجزائي على كل من تسول له نفسه التطاول على جسد المعاق واستغلاله جنسيا او هتك عرضه واستغلال ضعفه عن طريق الحيلة. فالاعتداء الجنسي على جسد المعاق سواء كان انثى او ذكرا لا تقل عقوبته عن 15 سنة سجنا وتصل الى الاعدام

تحقيـق: ثائـرة محمـد - جريدة القبس -