This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

المشروعات الصغيرة ودورها في الحد من مشكلة البطالة
11/07/2007

 

خير أون لاين - بقلم : د. محمد إبراهيم- تجارة الأزهر

تمهيد:

أصبحت المشروعات الصغيرة تحتل مكانه هامة في الدول المتقدمة، وتتناول هذه الورقة عرض لمقومات نجاح المشروعات الصغيرة في الحد من مشكلة البطالة وذلك من خلال الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في دعمها وتشجيعها لإقامة مثل هذه المشروعات وقد تم التخطيط لهذه الورقة بحيث تقع في النقاط الآتية

أولاً : ماهية المشروعات الصغيرة وتجارب بعض الدول في تمويل المشروعات الصغيرة

ثانياً : صيغ تمويل المشروعات الصغيرة في ضوء الفكر الإسلامي

ثالثاً : مصادر تمويل المشروعات الصغيرة

رابعاً : إجراءات تنفيذ المشروع الصغير

خامساً : مقومات نجاح المشروعات الصغيرة

سادساً : حصر الواقع للبدء في التنفيذ

أولاً : ماهية المشروعات الصغيرة وتجارب بعض الدول في تمويل المشروعات الصغيرة

هناك مجموعة من المعايير يجب أن تؤخذ في الحسبان عند تعريف المشروع الصغير من أهمها

- 1حجم رأس المال المستثمر

- 2عدد العمال

- 3الحجم النسبي للمشروع

- 4المبيعات السنوية وصافي الدخل السنوي

هناك تعريفات عديدة صدرت عن جهات متعددة لماهية المشروع الصغير لكن ما يهمنا في هذا المجال هو العمل على إقامة مشروعات صغيرة تعمل على إتاحة فرص عمل لكل مواطن قادر على العمل في حدود مهاراته والقدرات التمويلية المتاحة فالمهم في البداية أن يعمل المواطن الفقير القادر على العمل ولو عملاً بسيطاً للغاية ثم نبحث بعد ذلك عن الارتقاء والتطوير .

التجربة الأمريكية والبريطانية :

كلاهما اعتمد في دعم وتشجيع إقامة المشروعات الصغيرة على الأتي

1) إنشاء جهاز مركزي يتولى تنفيذ هذه السياسة والإشراف على تنفيذها ويعرف باسم "جهاز خدمات المشروعات الصغيرة".

2) قروض ميسرة لأصحاب المشروعات الصغيرة

3) وضع برامج للتدريب وتقديم الاستشارات اللازمة لإقامة وتنمية المشروعات الصغيرة.

4) إقامة تعاون وثيق بين المشروعات الكبيرة والصغيرة

التجربة اليابانية

وتعتمد السياسة القومية لتشجيع وإقامة المشروعات الصغيرة في اليابان على الآتي

  1) الاهتمام بالمشروعات المتناهية الصغر التي يتراوح عدد عمالها ما بين 3-5 عمال

2) إدخال نظام الأخصائي الإرشادي للمنشآت الصغيرة حيث ينتشرون على مستوى المكاتب الإقليمية داخل اليابان ويهدف هذا النظام إلى:

 * تقديم الاستشارات والرد على الاستفسارات لأصحاب المشروعات الصغيرة

* دراسة العقبات التي تعترض نشاط المشروعات الصغيرة

 * الانتقال إلى موقع المشروعات وتقديم الخدمات الإرشادية لها.

ثانيا : مصادر تمويل المشروعات الصغيرة

يمكن توفير التمويل اللازم للمشروعات الصغيرة عن طريق المصادر الآتية

1 -زكاة المال

2 - الصدقات التطوعية

3 - الوقف

 4 -  الأحوال الخاصة

وسنكتفي في هذه الورقة بإلقاء الضوء على المصدر الأول والمتمثل في زكاة المال

فإن مفهوم زكاة المال ليس كما يظن كثير من الناس أن نعطى لقيمات أو بعض الدراهم، مفهوم الزكاة يعني: محاربة الفقر

أن نعطى ما يغنى

أن نقلل عدد الفقراء

  أن نحول الفقير المستحق للزكاة إلى غنى يعطى الزكاة فيما بعد

معنى ذلك أن علاج الفقر عن طريق الزكاة يكون بإعطاء ما يغنى.

والكيفية التي يتم بها الإغناء تختلف من حال إلى حال ومن عصر إلى عصر فمن الناس من يغتني :

بالتعليم والتدريب كأصحاب الحرف والمهنة

بالاستحواذ على حرفته والتي قد يبلغ ثمنها آلاف الجنيهات

بالحصول على فرصة عمل مناسبة لعدم قدرته على توفير فرصة عمل

بتوفير العلاج المناسب له إذا كان مريضاً

ومعنى ذلك أنه يمكن أن يوجه جزء مناسب من حصيلة الزكاة إلى الاستثمارات في مشروعات إنتاجية تملك أسهمها لمستحقي الزكاة من الفقراء والمساكين، إذ يقوم مستحق الزكاة بتقديم طلب يوضح فيه رغبته في القيام بمشروع صغير حسب الصيغة الملائمة للمشروع أو للمنطقة التي يقطن بها المستفيد ويحتوى الطلب على كافة البيانات الخاصة بالمشروع:

1 - دراسة مبدئية عن المشروع يتم إعدادها بواسطة المستفيد بمساعدة الجهة المسئولة عن التمويل

2 - عقد مشاركة أو مضاربة وهو الذي يبين حدود التعاقد واقتسام الأرباح وطريقة السداد

3- نموذج استمارة متابعة

تحتوي على كل البيانات المتعلقة بالزيارة التي قام بها المتابع للمشروع

 4 - نموذج خطة الرقابة والمتابعة

حيث يوضع جدول زمني للمتابعة الدورية وغير الدورية والتقارير المبسطة المطلوب الحصول عليها من المشروع  5 - بالنسبة للضمانات يمكن أخذ الضمانات اللازمة ضد التقصير والإهمال والضمانات في حالتنا هذه تتمثل في:

 - 1عقد المضاربة أو المشاركة

 - 2الدراسة المعدة عن المشروع

- 3إيصال أمانة باستلام مبلغ التمويل

 ثالثا: مقومات نجاح المشروعات الصغير

تتمثل أهم مقومات نجاح المشروع الصغير في حالتنا هذه على وجه الخصوص في الآتي:

 1) وجود نظام فعال للمتابعة

فقد أثبت الواقع العملي أن فشل نسبة كبيرة من المشروعات الصغيرة وتعثرها إنما يرجع أساساً إلى عدم المتابعة الفعالة من الجهات الممولة والتي لم تعد مسئولة فقط عن التمويل بل مطالبة بالمشاركة في كل صغيرة وكبيرة فتعلق بالمشروع لذلك يقترح الأتي

أ‌ - تخصيص وحدة مركزية مستقلة للمتابعة تتبعها لجان متابعة على مستوى المناطق

ب - ‌لجان المتابعة في كل منطقة تقوم بفتح ملف لكل مشروع تثبت فيه نتائج الزيارات الدورية وغير الدورية والمشكلات التي تعترض المشروعات وذلك لرفعها إلى الوحدة المركزية لاتخاذ إجراءات سريعة بشأنها .
2) ضرورة توفير التسويق اللازم لمنتجات المشروع الصغير وذلك عن طريق الآتي:

أ‌- ربط إنتاج المشروعات الصغيرة بالمشروعات الكبيرة حيث يمكن عمل مشروع كبير في كل محافظة أو منطقة هذا المشروع يعتمد في الحصول على المواد الخام من عدد من المشروعات الصغيرة ويمكن الربط بينها بعقود السلم والسلم الموازى، فعلى سبيل المثال يمكن عمل مشروع كبير لتحويل القمامة إلى سماد عضوي يتبعه عدد من المشروعات الصغيرة

ب- ‌يمكن استخدام جزء من حصيلة الزكاة في شراء السلع الضرورية المنتجة من المشروعات الصغيرة وتوزيعها عينا على الفئات المستحقة للزكاة والغير قادرة على العمل وبذلك نضمن توفير التسويق اللازم لإنتاج المشروعات الصغيرة، وهذا يتطلب بدوره انتقاء المشروعات الممولة بحيث يتم التركيز طبقاً للأولويات الإسلامية الضروريات فالحاجيات فالتحسينات.

رابعا: حصر الواقع للبدء في التنفيذ

لتنفيذ ما سبق يمكن عمل الآتي بصورة مختصرة:

1 - تقسم البلد إلى مناطق يراعى فيها التقارب المكاني والفكري إن أمكن ذلك .
2 -  يتم تكوين لجنة في كل منطقة هي المسئولة أو المشرفة على تمويل المشروعات الصغيرة .
3 - هذه اللجنة تقوم من خلال نموذج أو إستمارة باستيفاء أو بحصر الفقراء والمساكين على مستوى المنطقة وهذا يتطلب جهداً وتحرياً دقيقاً في هذه المرحلة.

 4 - يقوم كل فقير أو مسكين باستيفاء بيانات دخل مقدم إلى اللجنة ويملأ بمعرفة الطالب ثم تقوم اللجنة بمراجعة بيانات الدخل من قبل جهات عديدة مثل جهة العمل والضمان الاجتماعي والجمعيات الزراعية وغيرها.

5 - يتم إجراء مقارنة بين الدخل والاحتياجات المطلوبة لأسرة كل فقير والتي يتم تقديرها عن طريق اللجنة وفقاً لمعايير تختلف من منطقة لأخرى، فإذا تبين أن احتياجات الأسرة تفوق الدخل يتم إدراجها ضمن الأسر المستحقة للزكاة

  6- الأسر التي تم إدراجها في قوائم المستحقين للزكاة يتم تقسيمهم إلى فئات وذلك لتحقيق الإغناء اللازم على النحول التالي:

الفئة أ

  فقراء لا دخل لهم وغير قادرين على العمل هؤلاء يتلقون الإحسان أو عمل معاش شهري للأسرة من أموال الزكاة  
 الفئة ب

فقراء يمكن تأهيلهم كحالة أسرة أحد أفرادها قادر على العمل ولا يعمل سواء كان مؤهلاً من عدمه فيتم توفير فرصة عمل له في أحد المشروعات الكبيرة الممولة من حصيلة الزكاة

 الفئة جـ

  فقراء لهم مصدر دخل لا يكفي احتياجاتهم يمكن توفير التمويل اللازم لعمل مشروع صغير إذا كان قادراً على العمل أو صاحب حرفه

  الفئة د

فقراء لا دخل لهم ويمكنهم القيام بمشروعات صغيرة تقوم اللجنة بإنشاء مشروعات لهم ويتم اختيار المشروع بمعرفة الشخص نفسه ويتم عمل الدراسة اللازمة للمشروع لمعرفة إيجابية من عدمها

الفئة هـ

مرضى مزمنون أو طلاب علم فقراء متفوقون دراسياً يتم إغناؤهم بتوفير العلاج اللازم أو كتب العلم وخلافه من حصيله الزكاة.

وفي النهاية

  هذه مجرد خطوط عريضة لهذا الموضوع مستنبطة من المشكلات التي عايشها كاتب هذه السطور في الواقع العملي تاركاً أى تفصيلات فقهيه أو أكاديمية أو تتعلق بالواقع العملي للمناقشة أسأل الله عز وجل أن يجعلها خالصة لوجهه ليس فيها من هوى النفس شئ . 

 

 

 

 

 

YouTube: iraqicf Shakiry Charity - Instegram Shakiry Charity - Tiktok
Charity Registered in 2006, No: 1115625
العراق
تأسست 2006 رقم التسجيل IZ70166

 

Tel: +44 (0) 7503 185594     للتواصل معنا
Unit 1, Freetrade House, Lowther Road, Stanmore, HA7 1EP, United Kingdom