This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

المعاقون قوافل تتزايد وليس من يخفف عن كاهلهم المعاناة
12/07/2007

 

بغداد _علي السامرائي- جريدة الصباح

يعاني الالاف من العراقيين المعاقين من نقص حاد في الخدمات والرعاية الصحية الكافية لهم في ظل الظروف الامنية التي ألقت بظلالها على مختلف جوانب الحياة وجعلت هذه الشريحة الواسعة من المجتمع بامس الحاجة للنظر بحالهم فالاعداد تتزايد يوميا

فلم يكن امام "احمد وفيق " 50 عاما من سبيل يقضي على ايقاع ايامه الرتيبة التي يعيشها بعد فقدانه لساقه في انفجار لغم ارضي في حرب الخليج الثانية سوى ان يعمل صباغا بمشغل صغيرأقامه منذ سنوات عدة.

 يقول احمد "اشعر ان دورنا في المجتمع انتهى بعد عوقنا فكثيرا ما نعاني عند مراجعتنا لمراكز التأهيل للحصول على الاطراف او الكراسي والمساند لكن بطء الاجراءات والاعذار الواهية تزيد من معاناتنا فقد بعت الكثير من اثاث منزلي وحاجياتي لشراء احتياجاتي الطبية وانا اعمل لأسد رمق عائلتي المكونة من 7 افراد ولاجمع النقود لشراء قدم لي تعينني في اعمالي ، ان شريحتنا تعاني الاهمال والنسيان في مختلف الاوقات." ويشير الى ان بعض ملحقات الطرف الصناعي تباع خارج مراكز التأهيل باسعار باهظة فمفصل القدم مثلا سعره مابين 250_  300 دولار اما مفصل الركبة فسعره 500 دولاروهكذا تختلف اسعار المستلزمات الاخرى حسب وفرتها و الحاجة اليها.

ويتهم الكثير من المعاقين مراكز التأهيل بعدم اداء دورها بشكل يبتعد عن الروتين وخصوصا تلبية احتياجاتهم من الاطراف المتحركة والمريحة ما يضطرهم الى الاعتماد على الطرف الثابت برغم الالام والمعاناة والتأثيرات على الصحة وعلى ادائهم في الحياة العملية

اما حسين حميد بائع صحف ومعاق منذ 10 سنوات فيقول" لم نر اي اهتمام بنا من قبل الجهات الرسمية و الواقع النفسي والمعاشي يجعلنا يائسين فانا لا املك دارا للسكن وراتبي قليل ما اضطرني لبيع الصحف ، ويضيف اتمنى ان اعامل كمواطن سليم وان يخفف من معاناتنا فكثير منا بدا يذهب لمراكز التاهيل الصحي وورش الاطراف الصناعية في السليمانية برغم مخاطر الطريق للحصول على قدم او ساق او اي جزء من الجسم بسرعة وباسعار ملائمة بالرغم من ارتفاع الاسعار هناك " وتشير المصادرالصحية الرسمية المختصة الى ان الحروب والنزاعات الداخلية بالاضافة الى الحرب الاميركية الاخيرة في العراق وانتشار اعداد ضخمة من الالغام البشرية ادى الى ظهور قرابة مليون معاق تتباين درجة عوقهم حسب الاصابات ما ادى الى ظروف معاشية وطبية وخدمية سيئة اما المصادر الصحيةغير الرسمية فتقدر عدد المعاقين في العراق بنحو 2 مليون و700 الف معاق نصفهم من الشباب.

وتوضح وزارة الصحة انها استحدثت من سنتين قسما يعنى بتأمين الرعاية الطبية والتأهيلية للمعاقين ومساعدتهم خصوصا بعد ان خصص البنك الدولي منحة بقيمة 20 مليون دولار لتنفيذ ودعم مشروع الهيئة الوطنية لرعاية وتأهيل المعاقين وتأمين متطلبات الوقاية من العوق والحد من انتشاره والمساعدة على تخفيف معاناة هذه الشريحة من الشعب العراقي من خلال انشاء 4 مستشفيات تأهيل طبي متخصصة في بعض المحافظات العراقية سعة 120-150 سريرا و10 مصانع وورش للاطراف والمساند يتواصل العمل بها حاليا . وتشير الارقام التفصيلية رغم صعوبة تحديدها لانواع العوق واسبابه الى بيانات احصائية مستخلصة من تعداد عام 1997الى ان اعداد المعاقين عدا اقليم كردستان بلغت 244 الفا و659 اي بنسبة 3.1%من مجموع السكان منهم  172765ذكورا و71894اناثا , بينما بلغ عدد معاقي الحرب المنسوبين الى هيئة رعاية معاقي الحرب الملغاة التي تضم اغلب معاقي الحروب التي خاضها العراق لغاية عام 2003 نحو 43 الفا و600 معاق منهم 5600 من ذوي العوق الكامل

اما في اقليم كردستان فالحكومة هناك ومنذ عام 2001 تصرف راتبا شهريا قدره 30 الف دينار (20 دولارا) لكل شخص معاق في السليمانية.ويوجد في المحافطة وضواحيها أكثر من 43 الف معاق يشملهم هذا الراتب ويتوقع الكثيرون ان اعداد المعاقين ترتفع بشكل مستمر نتيجة اعمال العنف والعمليات الارهابية وبدون توقف على المدى المنظوروتعاني كثير من مناطق العراق وخصوصا الحدودية منها كثرة حقول الالغام المنتشرة كما في محافظة البصرة حيث تشير إحصائية لجمعية المعاقين في البصرة (منظمة أهلية) الى أن أكثر من 500 شخص خلال الاشهر القليلة الماضية  كانوا من ضحايا هذه الألغام اغلبهم من الأطفال والنساء وخاصة في منطقة شط العرب وهي اقرب المناطق للحدود العراقية الإيرانية حيث لا تبعد أكثر من 15 كم وكانت مسرحا للحرب الإيرانية العراقية والحرب الأخيرة على العراق.

واعتبرت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية من جانبها تأهيل المعاقين مهنيا جزءا من السياسة الوطنية لان الهدف النهائي هو توفير قوى عاملة ماهرة او شبه ماهرة خصوصا بين الشباب الذين يقدر عدد المعاقين بينهم مليونا و300 الف معاق نصفهم نشطون اقتصاديا ومن الباحثين عن فرصة للتدريب والعمل حيث تعمل الوزارة على انشاء وحدة لتسجيل العاطلين منهم في كل مكتب من مكاتب التسجيل وقبولهم في مراكز التدريب المهني ودعم المعاهد والتنسيق مع المنظمات الدولية لدعم مقترح تطوير خدمات التاهيل المهني ووضع نظم جديدة.

وبالرغم من الوعود الى ان الحجم المتنامي لهذه المأساة يجعل " احمد " وامثاله من المعاقين امام مفترق طرق فاما ان تسرع الحكومة بمشاريعها واما ان تترك هؤلاء يواجهون مصيرهم بانفسهم وهو المجهول بكل الاحوال.

YouTube: iraqicf Shakiry Charity - Instegram Shakiry Charity - Tiktok
Charity Registered in 2006, No: 1115625
العراق
تأسست 2006 رقم التسجيل IZ70166

 

Tel: +44 (0) 7503 185594     للتواصل معنا
Unit 1, Freetrade House, Lowther Road, Stanmore, HA7 1EP, United Kingdom