This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

قطاع الاسكان الخيري بانتظار ميلاد عشرات الجمعيات الخيرية
13/07/2007

   

فر حسين عبد الزهرة من أعمال العنف حول بغداد غير انه يشعر الآن انه يخوض معركة خاسرة ضد الحر والتراب في الصحراء العراقية. ويقول حسين لمراسل الميدل إيست: "هذا المكان لا يناسب حتى الحيوان. انظر لاطفالي الاربعة. لم يغتسلوا منذ اسبوعين. انظر لملابسهم وابدانهم انها قذرة."

 ويقول علي قاسم جعفر (35 عاما) "نموت في هذا المخيم. نعاني من تجاهل تام رغم اننا لم نرتكب اي خطأ. خطأنا الوحيد اننا عراقيون". وتعاني ابنته من مرض شديد بسبب سوء التغذية والمياه غير النظيفة وعدم توفر الاسكان اللائق بالانسان.

ان النزوح الهائل وربما الدائم للسكان اصبح يمنع وصول خدمات الرعاية الصحية والتعليم لنحو مليون طفل من أبناء النازحين في الداخل وكثير منهم أيتام.

 ان معظم النازحين من العاصمة اتجه لمعظم مدن الجنوب، من كربلاء والنجف وحتى منطقة قريبة من ميناء البصرة حيث تصل درجات الحرارة في منتصف النهار الى 50 درجة مئوية. وتستطيع اسر غنية استئجار منازل ولكن لا يجد الفقراء مأوى الا في المخيمات المتربة حيث ستتفاقم المخاطر الصحية مع ارتفاع درجات الحرارة.

 وقال السيد قاسم منفي من مؤسسة العرفان: نتمنى من جميع المختصين والمهتمين في مجال مساعدة اللاجئين إن يوجهوا جهودهم الطيبة إلى تنفيذ برامج ومشاريع تهدف إلى البناء الاستراتيجي والاهتمام بالبنى التحتية المهمة مثل: إيجاد فرص عمل للاجئين وتوفير سكن مناسب بسيط جدا للعوائل المهجرة والنازحة التي تسكن في أماكن غير مناسبة ، ولا تتوفر فيها ابسط سبل العيش الكريم ، أو العوائل التي تسكن في بيوت استأجروها بدفع مبالغ عالية لا يستطيعون تحمل دفع أجورها لفترات زمنية طويلة.

ما الذي يمكن عمله في مجال الاسكان الخيري؟           

الاسكان يشكل حاجة اساسية لكل انسان، وهو يستهلك اكثر من 35% من دخله وفقا للاحصاءات العالمية، وأحيانا اخرى فإنه يستهلك معظم دخل الانسان. وبالتالي فإن مكافحة الفقر في اي بلد لا يمكن ان تتحقق بدون توفير السكن للفقراء. هذا بالاضافة الى أن السكن هو أساس السعادة والاستقرار الاسري ويحمي العوائل من التفكك والطلاق. وقبل ذلك فإنه افضل وسيلة لحل مشكلات العنوسة وتأخر سن الزواج.

ويعني ذلك فإن من يوفر السكن فإنه سيوفر مجموعة حلول لمجموعة كبيرة من المشكلات التي يعاني منها الإنسان.

ولهذا كله فإن الاهتمام الخيري والإنساني يجب ان ينصب في هذا القطاع، وذلك من اجل تأسيس جمعيات للاسكان الخيري تهدف الى تقديم الافكار والمقترحات والحلول لكل المشكلات والعوائق لتسهيل حصول المواطن على السكن، ووضع افضل المخططات المعمارية لانجاز السكن الملائم والجيد ذو الكلفة الاقل.

وفي هذا السبيل يمكن اجتذاب الممولين والمستثمرين أفرادا وشركات لأجل رفد المشروع، كما يمكن اجتذاب المتطوعين من المتخصصين والعاملين في قطاع البناء من اجل المساهمة في تشييد بيوت للفقراء والمحتاجين، في حين من المفترض أن يساهم المستفيد من الاسكان في بناء مسكنه جزئيا.

فالوحدة السكنية سوف لن تكون هبة مباشرة ولن تكون ايضاً وحدة تجارية بحيث يطلب من ساكنيها القيمة الفعلية.  المقترح ان يكون هناك نوع من المراعاة للدخل ويكون هناك نسبة معينة قد تكون في حدود 20-30% من قيمة الوحدة السكنية لابد ان يساهم فيها الساكن حتى يشعر ان هذا بيته وان هذا العقار عقاره وبالتالي يحرص عليه ويكون عنده امكانية لتطويره وقد تكون الاسرة مكونة من شخصين او 3اشخاص في بداية الامر واذا تحسنت اموره يمكن ان يضيف بعض الغرف او بعض المرافق في مسكنه.

 وبالنسبة للفقراء الذين لا يملكون شيئا يدفعونه لوحداتهم السكنية فمن المفترض الا يتم طلب اي شيء منهم في بداية الأمر، ويمكن أن يدفعوا مساهمة مقسطة بنظام الاجار المنتهي بالتمليك وهو ان يساهم المستفيد بقدر محدود وفق ظروفه ودخله ومايستطيع توفيره بجزء من دخله من ثمن هذه الوحدة.

تلك هي مجرد افكار بسيطة لكيفية مساهمية صاحب السكن في مشروع الاسكان الخيري، وهناك تجارب عديدة لكثير من الدول في هذا المجال ينبغي الافادة منها.

التجربة الرائدة للاغاثة الاسلامية البريطانية

منذ أن ضرب التسونامي جنوبي آسيا في ديسمبر 2004 والإغاثة الإسلامية تبني منازل، كما في الصورة، تكفي لإسكان خمس عائلات أسبوعياً في إقليم آتشيه في إندونيسيا التي ضربها اعصار تسونامي.

وفي إقليم آتشيه، الأكثر تضرراً من كارثة تسونامي، فقد أكثر من نصف مليون شخص منازلهم، و تعمل الإغاثة الإسلامية بالتعاون مع المجتمعات المحلية للمساعدة في تلبية احتياجاتهم مما ساعدها في بناء أكثر من 550 منزلاً مقاوماً للزلازل، في حين أنها من المفترض أنهت إنشاء 500 منزلاً  آخر لتكون مأهولة تماماً خلال فبراير 2007.  إضافة إلى اقتراب اكتمال بناء 200 منزل جديد في منطقة "أمبارا" في سيرلانكا وهي إحدى المناطق التي تضررت بشدة من التسونامي.

امتاز عمل الإغاثة الإسلامية بالنجاح الكبير، إذ أنها أشركت المجتمعات المحلية في كل مرحلة من مراحل البناء. ولقد كانت هذه المشاركة مهمة ابتداء من وضع مخططات القرى الجديدة وصولا إلى تصميم المنازل.

قال مايكل إيكلس مسئول مكتب إندونيسيا في المقر الرئيس للإغاثة الإسلامية: "لقد كنا مهتمين جداً بأن تحوز المنازل التي نبنيها على الرضا الكامل من قبل المجتمعات المحلية.
"فقد كنا نصغي لهم بعناية ونصمم المنازل بطريقة تلاءم ثقافتهم وتلبي احتياجاتهم إضافة إلى كونها سليمة ومقاومة للزلازل.

"ومع ذلك لازال لدينا الكثير من العمل فالكثير من العائلات بحاجة للمأوى، حالياً تم بناء 48,000 منزل جديد في آتشيه، لكن هذه المنطقة بحاجة إلى ثلاثة أضعاف هذا العدد."

تجربة مؤسسة السكن للبشر الدولية (هابيتات فور هيومانيتي انترناشونال)

الكثير من الناس يعرف مؤسسة السكن للبشر الدولية (HFHI) وعملها في توفير السكن عبر الولايات المتحدة وحول العالم. كانت المؤسسة كثيرة الظهور في عامي 2005 و 2006، عبر المساعدة في حل مشاكل حاجات الإسكان التي نتجت عن زلزال تسونامي آسيا، وزلزال باكستان، وسلسلة الأعاصير المدمرة في الولايات المتحدة.

قد لا يعرف الناس أصل المنظمة. وفقا للموقع الإلكتروني لمؤسسة السكن (هابيتات): نشأت في مجتمع زراعي مسيحي قرب أميركاس، بولاية جورجيا، في عام 1965، على يد ميلارد وليندا فولر وآخرين، حيث تمّ تطوير مفهوم "شراكة المسكن"، الذي يعمل بموجبه المحتاجين لمأوى مناسب جنبا إلى جنب مع المتطوعين لبناء منازل بسيطة لائقة. تُبنى وتباع المنازل وفقا لتعاليم لمبدأ: "لا ربح، ولا فائدة". وعوضا عن ذلك، فإن المتطوعين، والتبرعات، ودفعات أقساط المنازل، والمساهمة في العمل من جانب أصحاب المنازل الجديدة هي التي ستوفر المنازل الجديدة.

في 1968، بنت المجموعة 42 منزلا في جورجيا. وفي 1973، انتقلت عائلة فولر إلى مبنداكا، في جمهورية الكونغو الديمقراطية الحالية، بهدف محاولة تنفيذ نفس النموذج في الدول النامية وبناء مأوى إلى 2000 فرد. بعد ثلاث سنوات، وبعد ان أطلقت المشروع بنجاح، عادت عائلة فولر إلى الولايات المتحدة.

في أيلول/سبتمبر 1976، اجتمع الداعمون في لقاء: كانت النتيجة إنشاء مؤسسة السكن للبشر الدولية (هابيتات فور هيومانتي انترناشونال). واصل هذا البرنامج التطور، لكن فترة النمو الهائل بدأت عندما نفذ الرئيس السابق جيمي كارتر وزوجته، روزالين، مشروع البناء الأول الخاص بهم في 1984، بحيث جذب الاهتمام العالمي إلى أعمال هابيتات.

اليوم، تصف مؤسسة هابيتات نفسها بأنها منظمة لا ربحية، عالمية، مسيحية، مكرسة لإزالة المنازل دون المستوى، والقضاء على التشريد في أنحاء العالم، ولجعل مسألة توفير المأوى اللائق بثمن مقبول واجب ضميري لازم التنفيذ. وبظل سياسة الباب المفتوح لمؤسسة هابيتات، فإن كل من يرغب في ان يكون جزءا من العمل مرحب به، دون اعتبار لدينه أو خلفيته. والمنظمة ملتزمة خدمة جميع المحتاجين، دون اعتبار للعرق أو الدين.

هذه المعادلة البسيطة لكن الفعّالة جذبت داعمين من العديد من الجهات، من الشركات الكبرى ومنظمات الخدمات، ومن الأفراد، والمدارس، وعدد لا يحصى من المشاهير. في عام 2002، عقدت مؤسسة هابيتات أول مؤتمر لها بعنوان "زعماء العالم يبنون". وفي ذلك الوقت، شارك الرئيس كارتر ورئيس كوريا الجنوبية كيم- داي يونغ في العمل مع العائلات الكورية. وبالإجمال شارك 28 رئيس دولة أو حكومة من 26 دولة في مؤتمر زعماء العالم يبنون، ما أدى إلى بناء أكثر من 1000 منزل في 43 دولة. تواصل القيادات المحلية والمناطقية وأحياناً القومية من حول العالم، وأعضاء البرلمانات وحكام الولايات، ورؤساء البلديات ورؤساء الجمهوريات، وغيرهم، في المساعدة في بناء أو دعم المشاريع عبر مشاركتهم واهتمامهم.

 يوفر الموقع الإلكتروني لمؤسسة هابيتات http://www.habitat.org%20/ صوراً وفيديوهات وأمثلة متعددة عن إنجازات المؤسسة

   *                                                              *                                                          *

ما الذي يمكن عمله في هذا المجال وكيف؟

- تأسيس جمعيات او مؤسسات او شركات خيرية ( لا ربحية ) متخصصة في مجال الاسكان الخيري.

- اجتذاب الممولين والمستثمرين من الشركات والافراد لاجل المساهمة في رفد مشاريع قطاع البناء.

- وضع افضل المخططات المعمارية لانجاز السكن الملائم ذو الكلف الاقل مع مراعاة الجودة وسرعة الانجاز.

- اشراك الجهات الحكومية والبلدية للمساهمة في المشروع من ناحية توفير الاراضي المهيأة للسكن و تقديم المواد الانشائية بأسعار الكلفة وما شابه ذلك.

- تقديم افضل الافكار والمقترحات والحلول لكل المشكلات والعوائق لتسهيل حصول المواطن على السكن، بما في ذلك تحقيق العدالة في اعطاء السكن للفئات الاكثر تضررا في المجتمع وخصوصا الأسر النازحة قسرا وتلك التي فقدت معيلها.

 - وضع خطة اعلامية متكاملة لاجتذاب وتعبئة اكبر عدد ممكن من المتطوعين من المختصين والعمال لتنفيذ الاهداف أعلاه.

                                                     *

كانت تلك مجرد افكار ومقترحات تحتاج الى ارادة حديدية تذلل العقبات وتمضي من اجل اغاثة الانسان وبناء الوطن.

وبهذا الصدد نبدي استعدادنا لنشر كافة المقترحات الاخرى خصوصا تلك التي تصدر عن اصحاب الاختصاص.