بغداد - الصباح
تزداد معاناة المواطنين المقيمين في سوريا يوما بعد اخر، جراء الارتفاع الهائل الذي يطرأ على أسعار جميع مرافق الحياة في مقدمتها بدلات ايجار الوحدات السكنية وأجور العلاج الطبي والادوية، لتضاف الى جملة من المعوقات ليس اخرها مشكلة الاقامة.
ويشكو العراقيون هناك من ارتفاع ايجارات الدور والشقق السكنية بشكل غير مسبوق، اذ يصل ايجار الشقق في المناطق الريفية بضواحي دمشق الى 400 دولار شهريا بعد ان كان لا يتجاوز 50 دولاراً. يقول احد المواطنين المقيمين في سوريا خلال اتصال هاتفي مع (الصباح): ان اسعار ايجارات الشقق المؤثثة في العاصمة تتراوح الان ما بين 800 - 1200 دولار شهرياً، مع طلب تسديد مبالغ لمدة ثلاثة او ستة اشهر مسبقاً، فيما يبلغ ايجار شقة غير مؤثثة في المناطق الريفية ما بين 300 - 500 دولار.
ويضيف: ان هذه الاسعار باتت تشكل معاناة حقيقية للمقيمين هناك، جنبا الى جنب مع الارتفاع الهائل الذي طرأ على اسعار المواد الاخرى بسبب تزايد اعداد العراقيين، ومشكلات الاقامة، ما أجبر بعض العوائل للعودة الى العراق بعد نفاد اموالها رغم التهديدات التي تواجههم.
غسان يحيى، احد الذين تركوا مدينة بغداد ولجأوا الى دمشق، حيث يقيم هو وعائلته هناك منذ اكثر من عام، يقول: ان اجور العلاج الطبي واسعار الادوية شهدت هي الاخرى ارتفاعا كبيرا في الاسعار، بحيث اضحت العملية الجراحية في أي مستشفى اهلي تكلف من 1000 - 5000 دولار، من غير اجور الاقامة في المستشفى واسعار الادوية والمستلزمات الاخرى.
ويضيف: ان المشكلة الاخرى التي يعاني منها العراقيون هي مسألة الاقامة، اذ كانت السلطات السورية تمنح اقامة اولية عند دخول حدودها لمدة ثلاثة اشهر قابلة للتجديد بمثلها، وان العملية كانت تجري بيسر، عكس ما هو عليه الان، فمدة الاقامة حالياً شهر واحد فقط، ناهيك عن الروتينات وصعوبة ترويج المعاملات في هذا الشأن.
وتتجه انظار العراقيين المقيمين في سوريا ودول الجوار الاخرى، الى نتائج اللقاءات والمؤتمرات بين الحكومة العراقية وحكومات تلك الدول، والمنظمات العالمية المعنية بشؤون اللاجئين والمهجرين علها تخفف عن كاهلهم، كما يناشدون وزارة الخارجية والجهات المسؤولة تكثيف جهودها وانتشالهم مما يصفونه بواقع مرير يعيشونه، مضافاً الى معاناة شعورهم بالغربة.