دهوك ـ الصباح
اثبتت التجارب العالمية في العديد من الدول التي واجهت ذات الظروف التي يواجهها العراق في الشأن الاقتصادي بان مشاريع الصناعات الصغيرة والمتوسطة تعد ابرز وسائل النمو الاقتصادي.

وهذه النتائج استخلصت من ان هذه المشاريع قد اسهمت في رفع وتائر الانتاج واحتواء مشكلة البطالة كما انها قادت برنامج تجارة التابع للوكالة الاميركية للتنمية الدولية الى محاولة تطبيقه في العراق وذلك بالمساهمة في صناعة التمويل الاصغر فيه.
وقد عرض في مؤتمر الذي نظمه برنامج تجارة الذي حمل عنوان (مؤتمر تمويل الاصغر) وذلك في محافظة دهوك باقليم كردستان ابرز النتائج التي حققها هذا البرنامج على مستوى محافظات العراق التي نالت نصيبها منه.
الرئيس التنفيذي لمشروع تجارة بلجت هوفر قال في حديث لـ(الصباح) على هامش اعمال المؤتمر ان مشروع تجارة يتجه نحو رفع سقف القروض التي تمنح لاصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة بعد ان اثبتت التجربة نجاحها في العديد من الفعاليات التي نفذت من خلال اقراض عدد من اصحاب تلك المشاريع ما شجعنا على اتخاذ مثل هذا القرار اي رفع سقف الاقراض.
هوفر لفت الى ان البنك المركزي العراقي قد احتضن هذا البرنامج ويتعامل معه بشكل جدي كونه لمس نتائج حقيقته على ارض الواقع وهذا الامر يؤشر مدى صدقية هذه التجربة ونجاحاتها كما نشعر بالفخر حين نرى برامج تجارة تحقق اهدافها المطلوبة.
ودعا المصارف الخاصة التي تقوم بمنح قروض الى المشاريع الصغيرة والمتوسطة الى تطوير اليات عملها ورفع سقف القروض ومتابعة نتائجها على ارض الواقع مشيدا بدور مصارف القطاع الخاص لتبني مثل هذا النشاط الاقتصادي الحيوي.
كما تحدث الينا مدير قسم التمويل الاصغر في مشروع تجارة محمد جنيد مؤكدا اهمية توسيع الخدمات النوعية وتنويعها وتقديمها الى المواطنين وتوسيع رقعة الخدمات الى الفئات الاكثر فقرا مشيرا الى ان هذه الاهداف يمكن الوصول اليها بواسطة بناء نظم مالية شمولية وعندما نتحدث عن هكذا نظام فاننا نتحدث عن خدمات اوسع مما هي عليه اليوم الامر الذي يفرض علينا تمكين المؤسسات التي تعمل بهذا الاتجاه ودعمها والعمل على تشريع القوانين المناسبة لمؤسسات التمويل الاصغر وكذلك تشييد البنى التحتية المناسبة لهذه المؤسسات واضاف ان مشاريع التمويل الاصغر تتجه الى الشرائح الاقل فقرا الذين اثبتوا انهم لا يريدون المساعدات بل يبحثون عن العمل والتطوير وفي كثير من البلدان تطورت المشاريع الصغيرة التي تبناها الفقراء واصبحت عبارة عن صناعات تواكب التطورات في المجالات المختلفة واشار الى ان القروض التي قدمت الى عاطلين في مختلف المحافظات العراقية اثبتت نجاحا كبيرا في اغلبها وتجددت القروض في اكثر من مشروع لاهداف تطويرية حيث تجد الخط البياني لهذه  المشاريع يرتفع بشكل متواصل كما ان النتائج جاءت بايجابية في ميدان تسديد قروض تلك المشاريع دون ارباك بل تجد اصحاب المشاريع لديهم رغبة في عملية توسيعها وعن اهمية دعم صناعة التمويل الاصغر قال رئيس غرفة تجارة وصناعة دهوك محمد رياض: العمل متواصل على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لانها تمثل منفذا مهما لكثير من العوائل العراقية للخروج من حالة الفقر التي تعيشها وزاد اننا نعمل على دعم جميع المنظمات التي تتضمن برامجها تفعيل الصناعات المتوسطة والصغيرة.
الى ذلك كشف مدير الفعاليات في الوكالة الاميركية للتنمية علي الحسيني: ان هناك تحديات تواجه العمل لكن بالمقابل تبذل جهود كبيرة لتذليل العقبات وتطوير التمويل الاصغر لنجاح هذا الاتجاه وجعله اساسا في تطوير الاقتصاد العراقي.
اما ابراهيم جاسم نواف رئيس منظمة التقدم للقروض الصغيرة فقد اكد ان عملنا يتمثل بتنشيط الوضع الاقتصادي لاهالي محافظة الانبار بجميع شرائحهم من خلال الدعم المادي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة مشيرا للتسهيلات التي تقدم الى العنصر النسوي لاسيما الارامل لايجاد عمل مناسب يعود بفائدة مادية لهن ولعوائلهن في وقت تجد المنظمة تواصل تمويل المشاريع الصغيرة وتوسيعها في عموم مناطق المحافظة للنهوض بالواقع الاقتصادي لكثير من العوائل التي تعيش حالة اقتصادية متردية.
اما فاتن عباس مستفيدة من القروض الصغيرة فاوضحت بانها حصلت على قرض لشراء ماكنة خياطة عام 2007 وتمكنت من بدء العمل ثم تطويره وبعد ذلك حصلت على قرض لتطوير العمل الى ان اصبح لديها محل خياطة متطور واصبح هناك طلب كبير على ما تنتجه من مواد.