This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

إثنا عشر ألف متر مكعب من المياه الثقيلة تصب في نهر الفرات يومياً
18/01/2010

 

سدة الهندية تستغيث
بابل ـ قاسم الحلفي- الصباح
على ضفاف نهر الفرات تغفو ناحية سدة الهندية محاطه بالبساتين والمناظر الخلابة التي تسحر عيون الزائرين ،بيد ان الناحية الوديعة باتت مهددة بتلوث خطير مازال ينغص حياة سكانها ويعد تلوث الفرات الشغل الشاغل لاهالي الناحية.

حياة الناس
لا تتردد ام ميس (35) عاماً الساكنة على ضفاف الفرات من وصف مشكلة التلوث التي تعاني منها المدينة بالخطيرة، فالتلوث المستمر لمياه نهر الفرات، الذي حدث نتيجة تجاوزسكان الناحية على شبكة مياه الامطار وبالتالي تحويلها الى شبكة تصريف للمياه الثقيلة تصب في النهر مباشرةً حتى اضحت رائحة مياه النهر عفنة جداً الانوف  واصبحت المنطقة موبوءة جداً وتعرض العديد من الاطفال والمواطنين للاصابة بأمراض مختلفة.
وتتابع "ام ميس" :المشكلة الاخرى ان نقل تلك المياه  يجري عبر سواقي مكشوفة وهو ما يزيد نسب التلوث داخل مناطقنا، والامر الاخر ان ما يصب من مياه ملوثة في نهر الفرات يستمر بالجريان ويصل الى محافظات اخرى وبالتالي يلحق الضرر بالثروة الحيوانية والسمكية والزراعية وحياة الانسان اللذين هم اغلى من كل ما ذكرته. وتضيف: حاولنا تغليف تلك السواقي بجهود ذاتية الا ان كلفتها العالية لاتتناسب ومستوانا المعيشي المتواضع ماجعلنا نغض النظر عن موضوع التغليف.
وطالبت"ام ميس" الجهات المسؤولة بمعالجة تلك المشكلة الخطرة التي أصبحت تشكل هاجساً مخيفاً يخشى الاهالي من أضراره الحالية والمستقبلية.
  أرقـــام
 يشير كتاب وزارة البيئة المرقم (1158) في 23/ 11/ 2009 والموجه الى محافظ بابل الى تلوث مياه النهر بمعدل تصريف مقداره 500 متر مكعب في الساعة أي ما يقارب اثني عشر الف متر مكعب في اليوم الواحد لاسيما  في جنوب ناحية السدة..
 ويؤكد عباس خضير عباس" مدير بيئة بابل على هذا الموضوع بالقول : ان مياه الصرف الصحي التي تصب في النهرستؤدي الى تلوثه لا محالة..
ويضيف في الواقع ان هناك توجيها صدر من الامانة العامة لرئاسة الوزراء يمنع بموجبه تصريف المياه الثقيلة الى مصادر المياه، وقد اجرينا كشفاً موقعياً وشخصنا الخلل ووجهت الوزارة كتاباً بهذا الصدد الى محافظ بابل وفيه توصيات انشاء محطة معالجة واحواض تعفين وسحب المياه الثقيلة بصورة دورية وقد وجه المحافظ باتخاذ التدابير اللازمة، اما قضية اختلاط الماء الصافي مع المجاري فهذا خطأ فادح لان أي نضح سيسحب كل الملوثات في انابيب الماء الصافي وسيصيب الضرر المواطن حتما.
شراكة خطرة
 في تصميم المدن يتم تأسيس شبكة مجاري المياه الثقيلة ومياه الامطار منفصلتين وبعيدتين عن بعضهما حتى لا يحدث الاختلاط بينهما، الا ان ناحية سدة الهندية تفتقد الى هذا التصميم.
يوضح محمد جميل"(45 عاماً) صاحب محل تأسيسات صحيةان انابيب الماء الصافي الواصل الى دور المواطنين يمر عبر شبكات المجاري ويختلط معها، وهو ما أدى اصابة المواطنين لاسيما الاطفال بعدد من الامراض.
ويتابع: في الغالب تصاحب الماء الصافي رائحة كريهة، و بدأت المشاكل في منطقة "القصبة القديمة"حيث تكسرت بعض انابيب مياه الشرب فاختلطت بمياه المجاري وعندما أؤكد على اختلاطها ذلك لانها تمر في فتحات المجاري، ولذلك ترى المواطنين يعيشون في قلق مستمر لان أي كسر في أي انبوب يعني دخول الاوبئة والامراض والجراثيم، ولجأت اغلب العوائل لاستعمال مرشحات تصفية الماء، لان شراكة مجاري المياه الثقيلة ومياه الشرب غير مرغوب بها ولا يؤتمن جانبها، ونأمل من المسؤولين الذين لم يراقبوا تنفيذ المشروع من قبل حل تلك المشكلة. الحل الجذري، من جهته اكد محمد راضي علي" مدير مجاري بابل: ان الحل الوحيد لمشكلة تلوث النهر في السدة يأتي من خلال  إنشاء شبكة مجاري جديدة ومشروع معالجة المياه الثقيلة لان منطقة السدة تقع بين نهري الهندية والكفل..
وتابع راضي: نحن على اطلاع بتلك المشكلة و اكملنا التصاميم الخاصة بمشروع مجاري السدة من قبل المكتب الاستشاري للجامعة التكنولوجية، وملاكاتنا مستعدة لتنفيذ المشروع لكننا بانتظار تخصيص ميزانية للمشروع في عام 2010.
وبين ان هذه المنطقة تخلو من المبازل التي تصرف تلك المياه  ومن المؤسف ان التجاوز على شبكات تصريف مياه الامطار ظاهرة يشترك بها مواطنو كل المحافظات، مع العلم يجب المحافظة على مياه الامطار كونها ثروة مائية مهمة جداً وهناك تعليمات مشددة من وزارة البلديات برفع تلك التجاوزات ورفع كل التصاميم الخاصة بإنشاء شبكات المجاري للتعرف على كلفها وتخصيص المبالغ اللازمة لها ومن بينها منطقة السدة.
وعود وتعهدات
 على طاولةالنائب الثاني لمحافظ بابل "صادق المحنَة" وضعنا معاناة اهالي الهندية من تلوث الفرات فأكد ان اجراءات عديدة تسعى لتنفيذها المحافظة بينها منع تجاوز المواطنين على شبكة مياه الامطار وإيقاف التلوث في النهر.
واضاف المحنة: وجهنا مدير بلدية السدة ومدير الناحية بكتب رسمية بضرورة رفع التجاوزات لكن  كثرة التجاوزات اصبح موضوعاً شائكاً يصعب معه الحل، وأنجزنا تصاميم شبكات المجاري لمركز المحافظة ونواحي الكفل وأبي غرق والقاسم والسدة التي نوليها اهتماما كبيرا لان فيها تلوثاً واسعاً، مع العلم ان المواطنين فيها توجد في منازلهم مخازن مياه ثقيلة، لكنهم تركوها وربطوا منازلهم على شبكة تصريف مياه الامطار.
واشار الى ان وزير البلديات وعد بتنفيذ أي مشروع تنجز تصاميمه في خطة عام 2010 بالرغم من ان تكاليف انجاز شبكات المجاري مرتفعة جداً ومخططات تصاميمها معقدة، وأعيدت الينا اكثر من مرة بسبب وجود اخطاء فيها، أما مشكلة اختلاط الماء الصافي بالمجاري فقد شخصنا الاخطاء وانذرنا الشركة المنفذة (الق الضياء) وعاقبناها، مع ان هذا الخطأ وقع في مناطق محددة وليست شاملة وعالجنا مناطق منها ونحن نراقب اصلاح باقي المناطق.