This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

الفرص الذهبية المتاحة امام العراقين في الخارج تدعوهم للتحرك واغاثة الملهوفين من ابناء شعبهم
22/11/2007

 

 

تدعوهم لتجاوز مرحلة المساعدة الفردية الى التحرك نحو تأسيس الجمعيات الخيرية

يكاد يقتطع معظم العراقيين القاطنين في دول المهجر، سواء من المقيمين او اللاجئين الجدد، جزءا من أموالهم ومعاشاتهم لمساعدة ذويهم وأقربائهم، ويندر جدا أن ترى عراقيا لا يكترث بأهله واقربائه وحتى بجيرانه واصدقائه ومن يعرفهم او لا يعرفهم خصوصا اذا ما كانوا أيتاما او مرضى او نازحين فقراء. فالانسان العراقي عموما يحمل هموم شعبه ويبذل تعاطفا كبيرا مع معاناة الناس وآلامهم خصوصا في ظروف الحرب القاسية هذه. واعرف اشخاصا، من فقراء العراقيين في الخارج، لا يضعون لقمة في فمهم الا وفكروا بتقديم اخرى للمحتاجين من الايتام والفقراء في بلدهم الذي لا يغيب عن بالهم ليل نهار.

لكن ما يعاني منه العراقيون في الخارج او بالاحرى ما لا يعرفونه ولا يدركون ربما ضرورته وأهميته هو الانتقال من مرحلة تقديم المساعدة الشخصية والفردية، الى مرحلة تقديم المساعدة الواسعة والجماعية والتحرك على صعيد تأسيس وانشاء الجمعيات الخيرية في بلدان المهجر.

ففي المهجر توجد فرص كبيرة للتحرك ليس لجمع المال والتبرعات فقط وانما لدفع الجمعيات والمؤسسات الانسانية من اجل التحرك وتقديم المساعدة للعراقيين. وكما نعلم فإن دول العالم، وخصوصا الدول المتقدمة، تضم عشرات الوف الجمعيات الخيرية التي تعنى بتقديم العون والمساعدة وتنمية البلدان الفقيرة والشعوب المتضررة بالحروب والنزاعات. جمعيات ومؤسسات لا حصر لها ولا عد. كثير منها يعنى بمساعدة اللاجئين ورعايتهم وبعضها يعنى بالمعاقين والمرضى واغاثة ضحايا الحروب ومعالجتهم، وبعضها يعنى بتنمية العوائل الفقيرة وتعليم الاطفال وتدريب الشباب، وهكذا في كل حقل من الحقول التي تبدأ اسماؤها ولا تنتهي عند حد.

جمعية عراقية تجري اتفاقا مع مؤسسة اماراتية لمعالجة العراقيين

قبل أيام وصلنا، عبر البريد الالكتروني، خبر مفاده ان احدى جمعيات الاغاثة العراقية في بغداد اجرت اتفاقية مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم وبمساعدة المنظمة الدولية للهجرة لعلاج العراقيين من الاطفال الذين لا يتوفر علاجهم داخل العراق، وذلك من اجل معالجتهم بمستشفيات دولة الامارات العربية الشقيقة وعلى نفقة دولة الامارات بشكل كامل. ورغم ان الخبر كان قديما وان الاتفاقية كانت قد شارفت على الانتهاء وانه لم يعد بالوسع استقبال المزيد من المرضى حاليا، الا ان مثل هذا الخبر يحمل الكثير من الدلالات واهمها ان بوسع الجمعيات الخيرية التحرك على هذه المؤسسة العربية وتلك الدولية من اجل عقد اتفاقيات مشابهة لصالح ابناء شعبنا الكريم.

مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم تقدم فرصا كثيرة اخرى على صعيد التنمية

الى ذلك  فإن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم تعتبر الاكبر في المنطقة في مجال الاستثمار في بناء الانسان، والتي اسسها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ستعنى بإطلاق جهود التنمية العربية الإقليمية، وذلك بتقديم الدعم للعقول والقدرات الشابة، والتركيز على العطاء للبحث العلمي والتعليم والثقافة، والاستثمار في البنية الأساسية للمعرفة، والسعي لتوفير فرص متساوية لأبناء المنطقة في التقدم ومواكبة التطور العالمي والمشاركة في تحديد ملامح المستقبل. وترمي المؤسسة الى أن تكون خيمة لتغطي كل المبدعين والمبتكرين والمثقفين في أرجاء المعمورة. وستستهدف تحفيز وتشجيع البحث عن الحلول لتحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، عن طريق تشجيع الإبداع والابتكار، وبناء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير منصة لصنّاع القرار في كافة القِطاعات للتواصل والحوار وتبادل الخبرات، وتأكيد إمكانية خلق فرص عمل جديدة.

والمهم في هذا المجال هو ان المؤسسة ستعمل على توثيق علاقات التعاون والتواصل مع كافة المؤسسات والجهات المعنية بعمليات التنمية الإنسانية سواء على مستوى الحكومات أو المنظمات الإقليمية والدولية والجمعيات الأهلية من أجل الاستفادة من الإسهامات الفكرية لتلك الجهات وتعزيز قنوات تبادل الخبرات والأفكار بما يحقق أفضل النتائج وتأكيد المردود الإيجابي لكافة المبادرات التي ستتبناها المؤسسة من أجل توسيع دائرة الاستفادة على أكبر نطاق ممكن في المنطقة، وهذا ما ينبغي ان يتوجه اليه العراقيون وبالتالي لكي يعملوا جاهدين من اجل بلورة حركة جماعية منظمة تهدف التواصل مع المؤسسة المذكورة والافادة منها لصالح الشعب العراقي. وسيكون رائعا لو بادر العراقيون المقيمون في الخليج والامارات على وجه التحديد من اجل فتح الابواب المشرعة واستغلال الفرص الكبيرة لصالح بلدهم.

مركز العمليات الانسانية الكويتي يعمل بالنيابة عن العراقيين

ومن الامثلة الاخرى على وجود الفرص الذهبية المتاحة امام العراقيين تلقى مركز العمليات الانسانية الكويتي عددا من التبرعات من منظمات دولية مختلفة على ان يقدمها المركز للشعب العراقي خلال الفترة المقبلة.

وقال رئيس المركز الفريق المتقاعد علي المؤمن في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا)  ان منظمة (فري ويل شير ميشن) سلمت المركز اكثر من الف كرسي للمقعدين ليتم نقلها للعراق مبينا ان المركز يواصل التنسيق مع الحكومة العراقية في الوقت الحالي لمعرفة اكثر المناطق احتياجا لهذه الكراسي في العراق.

واضاف ان المنظمة نفسها كانت قد تبرعت خلال الشهرين الماضيين باكثر من ثلاثة الاف كرسي للمقعدين ايضا.

واوضح ان منظمة (غلوبال اوبيريشنز) تعتزم شحن ثلاث حاويات كبيرة تحتوي على معدات طبية على ان يوصلها المركز الى مستشفيات مدنية في العراق ولاسيما منطقة اربيل مضيفا ان المنظمة المذكورة كانت قد تبرعت بثلاث حاويات في سبتمبر الماضي اشتملت على معونات طبية وتم توصيلها الى كليتي الطب في البصرة والسليمانية.

 تدريب الممرضات العراقيات في مستشفيات الكويت

اما على الصعيد الصحي فقال المؤمن ان وزارة الصحة الكويتية ستقوم بالتعاون مع الفريق الصحي التابع للمركز برعاية برنامج تدريب ممرضات عراقيات حيث سيتولى قسم التمريض بوزارة الصحة تدريب 30 ممرضة لكل فترة تدريبية والتي تستمر ثلاثة اسابيع .
وبين ان العدد الاجمالي للممرضات العراقيات المتدربات في الكويت سيصل الى 600 ممرضة حيث سيتم تدريبهم عمليا في عدة مجالات في مستشفيات الكويت المتخصصة .
واكد المؤمن ان المركز يتابع بحرص شديد برنامج علاج مرضى عراقيين في الخارج مشيرا الى ان الفترة المقبلة ستشهد علاج اربعة اطفال اولهم طفل يعاني من حروق متفرقة ستجرى له جراحة ترميمية في الولايات المتحدة وطفلة اخرى فقدت بصرها بسبب عدوى في العين وستجرى لها زراعة قرنية في ولاية فلوريدا الامريكية كما ستجرى عملية جراحية في النمسا لطفل عراقي يعاني من عيب خلقي في المثانة اما الاخير فستجرى له عملية قلب مفتوح في ايطاليا.

وتطرق الى برنامج علاج مرضى عراقيين في الكويت حيث سيقوم المركز بتنسيق دخول المرضى الى البلاد وحصولهم على العلاج في عدد من المستشفيات مثل مستشفى ابن سينا ومستشفى الصدري .

منظمات دولية تسعى لمعالجة العراقيين المصابين في الخارج

 كل تلك المعلومات تؤكد على وجود فرص كبيرة ينبغي طرق ابوابها سواء من مؤسسات عربية او دولية، اذ بدأت نقابة الاطباء في محافظة بابل بتسجيل مرضى الكسور والحروق وجراحة الوجه والقلب تمهيدا لمعالجتهم في خارج العراق بالتعاون مع منظمات دولية، فيما اعلنت منظمة الصليب الاحمر عن نيتها اسئناف نشاطاتها الانسانية والطبية في منطقتي الوسط والجنوب قريبا. وقال الدكتور اسامة عبد الحسين نقيب اطباء بابل وكالة ورئيس اللجنة الصحية في مجلس المحافظة لـ(الصباح) ان النقابة باشرت باستقبال وتسجيل المرضى الذين يعانون من حالات اصابة بالكسور والحروق وجراحة الوجه والفكين على مدار الاسبوع عدا يومي الخميس والجمعة تمهيدا لمعالجتهم خارج العراق بالتعاون مع المنظمات الانسانية المختصة في هذا المجال.

المطلوب تحرك اوسع

وكما نلاحظ فإن هناك جمعيات عربية ودولية كثيرة تبدي تعاطفا وتعاونا كبيرين من اجل تقديم المساعدة والعون للعراقيين، لكن ما نلاحظه ايضا هو عدم وجود تحرك بالمستوى المطلوب من قبل العراقيين في الخارج.

وبوسع الانسان ان يتحرك بمفرده على هذه الجهة او تلك، لكن التحرك الافضل والاسرع والاكثر فاعلية وتأثيرا هو ذلك التحرك الذي يأتي من خلال النشاطات الجماعية المنظمة والتي ينبغي ان تتبلور من خلال تأسيس وتشكيل الجمعيات الخيرية.

وما يؤسف له ان عدد المنظمات الخيرية العراقية في اوربا وفي بلدان مثل بريطانيا وفرنسا والمانيا والدول الاسكندنافية الاخرى حيث يتواجد عشرات بل مئات الوف العراقيين، لا يتناسب مع عدد العراقيين الكبير، في حين ان بوسع عدد قليل من الاشخاص لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة، تأسيس جمعية خيرية رسمية يمكنها جمع الكثير من التبرعات والتحرك على الجهات المانحة وهي كثيرة والمؤسسات الخيرية الاخرى من اجل دعم ومساندة الشعب العراقي حتى يلملم جراحه ويداوي مرضاه ويرعى طفولته المحرومة.

وفي هذا الصدد فإن رابطة المبرات العراقية تبدي استعدادها لتقديم المشورة والمساندة لكل من يرغب بتأسيس جمعية خيرية، كما تبدي استعدادها للمساعدة في تقديم الافكار والمقترحات اللازمة لتفعيل نشاطات الجمعيات الموجودة لكي تقوم بدورها على احسن وجه والافادة من الفرص الذهبية المتاحة لها.

 يمكنكم مراسلتنا على العنوان التالي:

news@iraqicharities.org