This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

رابطة المبرات ترشح احدى المتطوعات العراقيات للفوز بلقب المرأة الاكثر تأثيرا في حياة الآخرين
08/04/2011

 

ضمن منافسة تجري بين سبعين امرأة من حول العالم كان لهن الاثر الفعال في حياة نساء اخريات، استطاعت رابطة المبرات العراقية تقديم المتطوعة الاخت زهراء سهم البصام لهذا المشروع الذي ترعاه الاممم المتحدة والتي نشرت صورة الاخت المذكورة الى جانب نبذة عن حياتها وما قدمته من نشاطات في سبيل الخير على موقع الاممم المتحدة الالكتروني. ونحن بانتظار ان تقوم الجهة المسؤولة(في الاممم المتحدة) لاختيار 5 نساء من بين جميع المترشحات، آملين ان تكون مرشحتنا(الاخت زهراء البصام) من ضمن الخمسة الفائزين بالمسابقة.

http://www.endpoverty2015.org/en/stories-and-photos-page-4

 

 

وفيما يلي نص النسخة العربية عن حياة الاخت زهراء سهم البصام:

السيدة زهراء سهم البصام(1978) استقت حب العمل الخيري ومساعدة النساء الأرامل منذ ان اصبحت طفلة يتيمة بسبب اعدام والدها الضابط في الجيش العراقي على يد نظام صدام حسين البائد، فزادها ما ذاقته من حرمان وقساوة في التفكير الدائم بمجتمعها وكيفية تطويره، وكان هاجسها الوحيد هو التفكير في مساعدة والدتها(الارملة) التي كانت تراها وهي تعمل بلا كلل او تعب من اجل توفير لقمة العيش لها ولأختها الضغيرة.

كانت ترى والدتها وهي منكفئة على ماكنة الخياطة لتجعل من الاقمشه قطع فنية غاية في الروعه والابداع، فدفعها ذلك الى حب العمل على ماكنة الخياطة عند بلوغها التاسعة من العمر من تلقاء نفسها، وخلال ثلاث سنوات من العمل الدؤوب كانت قد تعلمت اغلب المهارات من قص وخياطة وتطريز، وأن اول ما بدأت به، بعد ان تعلمت فنون الخياطة ومساعدة نفسها في خياطة ملابسها، هو العمل على مساعدة والدتها في تحمل أعباء العمل في مجال الخياطة، اذ راحت تقضي معظم اوقاتها واجازاتها الصيفية في العمل المتواصل بلا كلل او تعب في مساعدة الأم المكلومة والمتعبة.

وبسبب عدم انتمائها لحزب البعث الحاكم آنذاك في العراق، لم يسمح لها بإكمال دراستها الاعدادية في بغداد، مما دفعها لتطوير مستواها العلمي ذاتيا حيث انكبت، بعد زواجها وانجابها لبعض الابناء، على التهام الكتب والمطالعة في مجال علم النفس والاجتماع، ولم يفارق ذهنها الحلم في مساعدة الناس المحرومين والمظلومين، ولا للحظة.

 لقد كانت تفكر دائما بعمل ما ينفع المجتمع، وخصوصا شرائح الارامل والايتام والفقراء فبدأت تقوم بدعوة النسوة للاجتماع في منزلها وذلك لحثهن على الدراسة والعلم وامكانية تطوير خبراتهن من خلال اقامة حلقات دراسية منزلية ومساندتهن في تأسيس مشاريع عمل صغيرة لتطوير امكاناتهن  المادية والثقافية. فساعدتهن على فتح اعمال في مجالات كعمل الحلويات وايجاد اسواق لها  أو عمل حضانة للاطفال ومساندة المشروعات المفيدة الاخرى.

واستطاعت السيدة زهراء البصام، وبعد زوال نظام صدام حسين، اكمال دراستها الاكاديمية ونيل شهادة السادس الاعدادي ثم الدراسة في كلية الحقوق.

وكانت سنوات الدراسة الجامعية الاربع التي قضتها في القاهرة من اكثر السنوات عطاء وانجازا حيث عملت في (جمعية العين الجارية)  في مشغل خيري للخياطة. كما تطوعت في تجمعات نسوية لمساعدة اللاجئات من الشيشان والسودان بالاضافة الى النساء المصريات، وذلك سعيا لانقاذهن من الفقر  ولعدم تسرب اولادهم من الدراسة وخصوصا مساندة اللواتي كن يتعرضن للاضطهاد او العنف  الاسري منهن. فكانت تقود ورشات عمل  تنظمها لانتاج الكثير من الفساتين لمصلحة الايتام والمحرومين كمساعدة اليتيمات في تجهيزهن للزواج ضمن مشاريع عمل بدلات الاعراس وتزيين  سيارة العرسان من الايتام.

ولم تأل، السيدة البصام، جهدا في الافادة من مهارات الخياطة لديها من اجل تعليم النساء الارامل فن الخياطة واقامة المزيد من دورات الخياطة لهن. فكانت دائماً ضد قهر المرأة بكل اشكاله معتقدة بأن مساعدة النساء على العمل يوفر لهن القوة والحماية المطلوبة في مواجهة الظلم والفقر والحرمان، ولهذا فإن جميع النساء اللواتي عملت على مساعدتهن كن يعتبرنها واحدة منهم وصديقة حميمة لهن لما قدمته لهن من دعم فني ونفسي ومعنوي.

أن تحمل السيدة البصام، لجزء كبير من المسؤلية وهي طفلة في سن السادسة او السابعة من عمرها وما كانت تعانيه من حرمان بسبب فقد والدها والشعور المرير باليتم  هو ما دعاها لمساعدة كل يتيم ومقهور حتى يتجاوز محنته وآلامه التي تقول ان كل يتيم لا يفارقها مهما تظاهر بالقوة وثبات النفس. وزاد هذا الشعور والاحساس، بعد عودتها الى وطنها العراق، حيث آلت على نفسها المساهمة في التنفيس عن كربة ملايين الايتام والارامل ومساعدتهن، ولهذا لم تتردد، حين قرأت عن مشروع البنك الخيري لدعم المشاريع الصغيرة الذي تقوم به رابطة المبرات العراقية في منطقة الكريعات ببغداد، في الالتحاق والعمل به كمدربة لمجموعة من النساء العراقيات الارامل(22 متدربة) لتعلم فنون الخياطة بتاريخ 27/09/2010

وكانت الدورة التعليمية الاولى هذه افضل من المتوقع، حسب قول المتدربات، اللواتي قلن انهن شهدن تطورا واضحا في مستوى ادائهن، وان اول ما حصلن عليه في هذه الدورة هي الثقة العالية بالنفس والتخلص من هاجس الخوف من الجلوس امام الماكنة، وانتاج ما يمكن ان يطلبه الزبون. وقد اظهرت السيدة البصام كفاءه عالية في عملية التدريب سواء النظري والعملي واستجابتها الدقيقة لكل ما طلبته المتدربات من استفسار او توضيح. وقالت احدى المشاركات ان هذه الدورة شكلت نقطة تحول في حياتهن العملية بسبب الزخم المعنوي والعملي الذي حصلن عليه خلال مدة شهر من التدريب المتواصل الذي ضم عشر محاضرات نظرية وعملية كان مسك الختام فيها انتاج بدلة زفاف بمشاركة فاعلة من المتدربات.

يذكر ان البنك الخيري لدعم المشاريع الصغيرة والذي هو احد مشاريع رابطة المبرات العراقية، قام بتوزيع 43 ماكينة خياطة(منزلية وصناعية) بالاضافة الى الاقمشة واللوازم على 43 إمرأة من الارامل والمطلقات دعما لهن ولأسرهن في تأمين لقمة العيش الكريم، وذلك من خلال منح قروض حسنة (لا ربوية) يتم تسديدها باقساط مريحة.