This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

حالة خاصة من مراجعي مركز ارشاد ورعاية المواطنين- فرع البياع
18/01/2012


السيدة (بيداء بطرس) من مواليد محافظة الحلة (بابل) في 7/4/1971، واسرتها ليست من اهل المحافظة الا انها انتقلت اليها من محافظة الموصل (نينوى) حيث نقل والدها للعمل في الادارة المحلية في الحلة، والاسرة اصلها من منطقة (القوش) في محافظة نينوى الا ان ظروف عمل الوالد اضطرت لنقل العائلة الى هذه المحافظة والاسرة (مسيحية الديانة) .

انتقلت الاسرة بعد ذلك من مركز الحلة الى ناحية الاسكندرية التابعه لنفس المحافظة حيث انتقل والدها للعمل في (المنشأة العامة للصناعات الميكانيكية في الاسكندرية) في العام 1979 .

في العام 1985 تزوجت من شخص مسيحي من أقاربها من منطقة زاخو ، وانتقلت للعيش هناك، وعاشت معه سبع سنوات حتى وافاه الاجل عام 1992 ، تاركا لها ولداً واحداً (رامي)  وكانت حامل بأبنتها (رؤى) . وبعد وفاة زوجها اضطرت للعودة الى اهلها في الاسكندرية مع طفليها .

في العام 1999 تعرفت على سيدة عرضت عليها اعتناق الدين الاسلامي، وزودتها ببعض الكتب، وهذا ما ادى الى اقتناعها تماما بالدين الاسلامي،  وتعاليمه واعلنت اسلامها على يد المرجع الديني ( محمد تقي المدرسي) في مدينة كربلاء المقدسة .

بعد اعتناقها الاسلام تقدم لها شخص من اهالي المنطقة عارضا عليها الزواج فوافقت على الفور بعد ان اقتنعت بشخصيته ، الا ان هذا الامر ادى الى ان تتبرأ منها اسرتها ومعظم اقاربها تاركيها لوحدها، وظلت هذه القطيعة لحين وفاة والدها،  حيث التحقت بها والدتها (التي بقيت على ديانتها المسيحية) لتعيش معها وحتى الوقت الحاضر.

حسب القوانين العراقية فان عقد الزواج يجب ان يصادق عليه من قبل محكمة الاحوال الشخصية لغرض اقراره قانونيا، ومن ثم اصدار هويات الاحوال المدنية التي تؤيد ذلك. وبسبب الوضع الناجم عن التغيرات التي حصلت بعد 2003 والاشكاليات التي رافقت مراجعة الدوائر الحكومية، فانه لم يتم مراجعة الدوائر المعنية، طيلة فترة انتقالهم الى بغداد والذي حصل انه خلال الاعمال الطائفية، اختفى زوجها وبالرغم من كثرة مراجعاتها واستفساراتها فانها لم تحصل على اي جواب شافي وظلت تنتظر حتى هذه اللحظة عودة (من خرج ولم يعد)، ولا تممتلك هذه السيدة اية اوراق رسمية تثبت نها متزوجة وحتى اولاده لم ينخرطوا في الدراسة حيث ليست لديهم اية اوراق ثبوتية. وحتى البطاقة التموينية التي تمنح حتى لغير العراقيين حرمت منها هذه السيدة كون ليس هناك مايثبت زواجها.

السيدة بيداء تعيش الان في دار مستاجرة، في منطقة بائسة مع اولادها (رؤى/رامي/هدى /هاني) وتعيش معها والدتها المريضة المصابة بداء السكر الشديد، وليس لهم مصدر رزق سوى عمل ولدها (رامي) البالغ من العمر اربعة عشر عاما كعامل باجور مقطوعه مقدارها 5000دينار يوميا اي بوارد شهري مقداره 150,000 في مطحنة اهلية وهذا المبلغ يكفي فقط لبدل ايجار البالغ 75,000 دينار وتامين علاج والدتها التي انهكها داء السكري .

بعد ان اضناها التعب وكثرة المراجعات للدوائر المختصة للحصول على ما يمكن ان يساعدها لانقاذها من وضعها البائس، راجعت السيدة بيداء (مركز ارشاد ورعاية المواطنين/ البياع) ،  للتسجيل على (تنور غازي) لعلها تجد مصدر رزق لاعالة اولادها وذلك قبل يومين من اقامة السوق ، حيث طلب منها الحضور الى السوق ، وبعد عرض حالتها على احد المحسنين ممن حضروا السوق، فقد تبرع لها بمبلغ التنور مع ملحقاته كما تم تجهيزها بملابس لها ولاولادها ، ونظرا لظروفها المادية الصعبة فقد تبرع لها بمبلغ 120.000 دينار من واردات بيع الملابس المعروضة .

وبذلك يكون قد تحقق الهدف من اقامة هكذا تجمعات لانها توفر فرصة للقاء المتبرعين مع المحتاجين، وان ما تحققه منظمات لمجتمع المدني تعجز عن تحقيقه حتى بعض دوائر الرعاية الحكومية.

 

مع التقدير

وليد عبد الامير

25/11/2011