بغداد ـ مصطفى ابراهيم
تسعى 137 مؤسسة اجتماعية تتوزع بين المحافظات العراقية عدا إقليم كردستان على توفير الخدمات المختلفة لتطويق الآثار الصحية والاجتماعية والنفسية لستة آلاف وخمسمائة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
  وتعمل المؤسسات المتمثلة بالدور الايوائية والمعاهد والورش والجمعيات الانتاجية والحضانات على رعاية الاطفال المعاقين ذهنياً ونفسياً والمعاقين حركياً والصم والمكفوفين والعاجزين والمسنين وفاقدي الرعاية الاسرية وغيرهم على تقديم برامج تربوية وتعليمية واجتماعية وصحية ومهنية  وترفيهية وتأهيلية من شأنها حمايتهم وتوفير الرعاية اللازمة لهم بما يساعدهم على مواكبة  الحياة الطبيعية للناس.
غير ان خطط وبرامج دائرة رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الهادفة لتوسيع مساحة خدماتها من خلال زيادة أعداد المستفيدين واقامة عدد جديد من الوحدات الخدمية وتقديم المزيد من الخدمات التربوية والتعليمية والاجتماعية والتأهيلية والصحية والترفيهية لهم، يصطدم بعقبات وصعوبات في مقدمتها ضعف التخصيصات والملاكات العاملة في هذا الميدان.
تخصيصات غير مناسبة
يقول مدير عام دائرة رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة فارس سامي: ان خطط الدائرة في توسيع الخدمات تتماشى مع الحاجة الاجتماعية لهذه الخدمات من جهة، وتوفر الامكانات المادية (تخصيصات وملاكات) من جهة أخرى، اذ تحرص الدائرة على افتتاح المزيد من الوحدات الخدمية الموجهة  لرعاية الايتام والمعاقين وكبار السن وأطفال الحضانة في بغداد والمحافظات حيثما دعت الحاجة وتوفرت الامكانية. ويضيف: تتمثل الصعوبات بشكل رئيس في حجم التخصيصات المالية  التي لاتتناسب مع طموحنا في خدمة الفئات الاجتماعية التي تعنى بها الدائرة، ومع ذلك فنحن نسعى لاستثمار الموجود منها على أفضل وجه.
وعما اذا كانت توجهات دائرة رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة تتلقى دعماً من لدن المؤسسات الدولية أوضح عزيز ان الدائرة لاتعول كثيراً على دعم المؤسسات الدولية في مجال الخدمات التي تقدمها، والدور الذي تقدمه هذه المؤسسات ينحصر غالباً في الجانب الفني.
 زيادة مرتقبة في التخصيصات
*هل تتوقعون زيادة في تخصيصاتكم السنوية للعام المقبل؟
ـ الوزارة من جانبها طالبت بزيادة التخصيصات لدوائرها بما يتناسب مع المهام الكبيرة الملقاة على عاتقها، الا ان مفردات الميزانية لعام 2012 لم تقر بعد من قبل الجهات المعنية.
*وهل هناك شرائح اجتماعية تسعون لضمها الى رعايتكم؟
ـ الدائرة ترعى شرائح كبيرة تتمثل بالايتام والمسنين والمعاقين (عقلياً وبدنياً وشديدي العوق) وأطفال الحضانة فضلاً عن تأهيل وتشغيل فئات من المعاقين، وما نطمح اليه هو التوسع والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهذه الشرائح.
* المؤسسات الصحية والتربوية والاجتماعية مامدى مساهمتها في تحقيق التكامل لخدماتكم؟
ـ ان الخدمة المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة تكون على مستوى الدولة بمختلف مؤسساتها الصحية والتربوية والاجتماعية، ولايمكن لجهة بمفردها أن تؤدي جميع الخدمات الموجهة لذوي الاحتياجات الخاصة، لذلك نحن ندعو الى التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات المعنية بهذه الشريحة لتتكامل الخدمات المقدمة لهم.

برامج وآليات
هذه الدور والمعاهد والمؤسسات تنشط في اداء دورها من خلال برامج وآليات وخطط ترسمها تسعة أقسام نمطية تابعة للدائرة وثمانية متخصصة تشمل قسم دور الدولة  وتتبع له 23 وحدة عاملة وقسم العوق العقلي بوحداته السبع عشرة وقسم العوق البدني الذي يضم 34 وحدة تتوزع بواقع 5 للمكفوفين ومثلها للتأهيل و22 للصم وأثنتين للعوق الحركي،  فضلاً عن قسم رعاية  العاجزين الذي تتبع له سبع وحدات بينها 7 دور للمسنين  وقسم الورش والجمعيات ويشمل على 8 جمعيات تعاونية و4 ورش محمية، اما قسم دور الحضانة فيضم 42 وحدة، الى جانب وجود قسمين اخرين تابعين

للدائرة هما مركز تشخيص العوق وقسم الاشراف التربوي، اذ ان هيكلية دائرته تتألف أيضاً من 14 قسماً تتوزع بين  14 محافظة وتتبع لها  87 مؤسسة اجتماعية عدا بغداد التي تضم 50 وحدة عاملة .
المعاقون ذهنياً وبدنياً
يسترسل مدير عام الدائرة في حديثه عن الرعاية التي تقدم للاطفال المعاقين ذهنياً ونفسياً والذين يعانون من حالات عقلية غير طبيعية فيشير الى وجود برامج وخدمات تقدمها ستة معاهد في بغداد تقدم خدماتها في هذا الجانب ويستفيد منها 376 من الاناث والذكور، اضافة الى 11 معهداً في المحافظات تقدم الخدمة الى 794 مستفيدا من الاطفال،  موضحاً ان المعاقين ذهنياً يتوزعون بين المتخلفين عقلياً والمصابين بالتوحد الذين يتم قبولهم في صفوف منفصلة..
ويواصل عزيز استعراضه الاقسام التابعة لدائرته فياتي الى ذكرنشاط قسم العوق البدني الذي يضم ثلاث فئات من المعاقين تتمثل بالمكفوفين والصم والمعاقين حركياً الذي يتضمن تقديم الخدمات التربوية والاجتماعية والتعليمية والصحية والترفيهية من خلال 34 معهداً، 22 منها للصم والبكم و5 للمكفوفين واثنان للعوق الفيزياوي و5 معاهد للتأهيل المهني، موضحاً ان هذه المعاهد تقدم خدماتها الى 2038 مستفيداً من الاناث والذكور.

المسنون وشديدو العوق
فيما يتولى قسم دور رعاية العاجزين كلياً من فئتي المسنين وشديدي العوق ويبلغ عددها حسب مدير عام الدائرة تسع دور تقدم الخدمة الى 640 مستفيداً ومستفيدة أبرزها دار رعاية المسنين في بغداد ودار الحنان لشديدي العوق في العطيفية، اذ تستقطبان 240  مستفيداً ومستفيدة، موضحا ً بان دور رعاية المسنين تشترط بشمول المسن بالرعاية الايوائية ان يكون قد تجاوز الستين من العمر بالنسبة للرجال والخامسة والخمسين بالنسبة للنساء  وفاقداً للرعاية الاسرية  بينما دور الحنان تهتم بمن يعانون من تلف في الدماغ لاسيما من فاقدي الرعاية الاسرية والمشردين والمتخلفين عقلياً وتتوزع الاعاقات المشمولة بالشلل الرباعي والدماغي والجزئي والتخلف العقلي الشديد.
ورش وجمعيات تعاونية
وتابع بالقول ان من بين الاقسام الحيوية التابعة للدائرة قسم الورش المحمية والجمعيات التعاونية الانتاجية للمعاقين التي تحرص على دمجهم بالمجتمع عن طريق زجهم بالعمل  والافادة من طاقاتهم الانتاجية بعد تدريبهم على احدى المهن مثل النجارة أو الحدادة أو الخياطة و السيراميك منوهاً الى ان هناك 419 معاقاً ومعاقة  يستفيدون من أربع ورش وثماني جمعيات تعاونية انتاجية سبع منها في بغداد والبقية تتوزع بين محافظات البصرة والانبار والموصل والنجف وكركوك.
بينما تهتم الدائرة  كذلك بشريحة الاطفال والصغار والاحداث الذين يعانون من حالات الحرمان أو التفكك الاسري أو فقدانهم لاحد الابوين أو كليهما موفرة لهم الاجواء المناسبة التي تعدهم للمستقبل وتعوضهم الحنان العائلي، وتقسم دور الدولة هذه الى ثلاث فئات ترتبط بالناحية العمرية لهؤلاءالمستفيدين الذين يبلغ عددهم حالياً 373 يتوزعون بين  23 داراً أربع منها في بغداد.


دور للحضانة وفعاليات رياضية
وتناول في حديثه نشاط الدائرة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم الرعاية لهم من خلال دور الحضانة البالغ عددها 42 داراً 19 منها في بغداد وتقدم برامجها المختلفة في تعليم اللغة والتربية الادراكية والمفاهيم المبسطة والعناية بالصحة الى ألفين و269 مستفيدا ومستفيدة،  مضيفاً ان الدائرة تهتم باعداد الخطط الاشرافية على المعاهد التابعة لها وتوجيه هيئاتها التعليمية واقامة الفعاليات والمسابقات الرياضية والفنية والكشفية واعداد البحوث التي تصب في اتجاه التطوير التربوي وذلك من خلال فعالية قسم الاشراف التربوي كما انها تستقبل المعاقين وتصنفهم حسب طبيعة ودرجة العوق وتحديد المعهد المناسب لرعايتهم والعمل على توفير العلاجات المتاحة لهم من خلال لجان فنية يشكلها مركز تشخيص العوق التابع للدائرة أيضاً.
واختتم عزيز حديثه بالقول: ان الواجــــب الوطنـــــــي والانســـاني يحتم علينا أن نكـــــــرم

الفئـــــــــات الضــعيفة فــــــــــــي المجتمـــع من خلال ايوائهـــــــم واتــــــــاحة مجـــــــالات رحبـــــــــة أمـــــــامهم واحترامهم وأبعـــــاد الاســــــــى والقنـــــوط عليهم للمشاركة في الحيـــــــاة الاجتماعية وارتباطهم بعلاقات طبيعية مع بقية الناس ومن هنا فان الدائرة لاتدخر جهداً في احتضان الايتام وتفعيل دور الباحث الاجتماعي والمشرفين والمشرفات في الدور الايوائية جميعها.