لندن 16 يناير كانون الثاني (رويترز) - افاد تقرير اليوم الأربعاء أن قطاع الرعاية الصحية في العراق في حالة فوضى نظرا لفرار الأطباء والعاملين بالتمريض الى الخارج وارتفاع معدل وفيات الأطفال.
وقال التقرير الذي أعدته منظمة ميداكت إن نحو 75 بالمئة من الأطباء والصيادلة والعاملين بالتمريض العراقيين تركوا وظائفهم منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على البلاد عام 2003. وهاجر أكثر من نصف الفارين.
وأضاف التقرير الذي يحمل عنوان (إعادة التأهيل تحت النيران) القطاع الصحي في حالة فوضى ليس فقط بسبب الوضع الأمني السائد ولكن أيضا بسبب الافتقار لإطار عمل مؤسسي ونقص كبير في العاملين وانقطاع الكهرباء ونقص امدادات المياه النقية والانتهاكات المتكررة للحياد الطبي.
وليس في العراق حاليا سوى تسعة آلاف طبيب أي بمعدل ستة أطباء لكل عشرة آلاف شخص بالمقارنة مع 23 طبيبا لكل عشرة آلاف في بريطانيا.
وقالت ميداكت الفشل المتكرر في ادراك الوضع الخاص للخدمات الصحية والعاملين في أوقات الصراع اوجد مناخا سادت فيه انتهاكات معاهدة جنيف.
وأضافت المنظمة ان ذلك اثار انتقادات خاصة بوزارة الدفاع الأمريكية التي ادارت شؤون العراق بعد الغزو مباشرة. فقد انتهجت الوزارة برنامجها الخاص بها المتعلق بإعادة بناء القطاع الصحي متجاهلة الممارسات الدولية.
ومن بين أكثر من 18 مليار دولار خصصت لإعادة إعمار العراق تم توجيه اربعة في المئة منها فقط للرعاية الصحية.
وفي حين ارتفع نصيب الفرد من الانفاق على الرعاية الصحية من 23 دولارا في 2003 إلى 58 دولارا في 2004 قالت ميداكت إن البيروقراطية والافتقار للكفاءة أدى إلى ان جزءا من ميزانية الرعاية الصحية لم ينفق بعد.
وقال التقرير منحت العقود الكبيرة لإعادة إعمار القطاع الصحي بتسرع شديد وبقليل من المشاورات.
وتابع التقرير النتائج السريعة وتحقيق انجازات ملموسة مثل المباني وإن كانت جذابة سياسيا إلا انها امتصت موارد مهمة دون كفاءة ولم تنجح في ارساء أسس بعيدة المدى.
ونتيجة لرغبة الولايات المتحدة في تنفيذ برنامج الخصخصة اتخذ قرار كذلك بإعادة كتابة نشرة الادوية التي توردها وزارة الصحة العراقية.
وقالت ميداكت إن هذه كانت عملية مكلفة وتفتقر للكفاءة لم توفر شيئا للمرضى.
وتابع التقرير أن معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة يقترب الآن من مستواه في دول جنوب الصحراء في افريقيا على الرغم من ان العراق دولة غنية نسبيا وتتمتع بموارد ومستوى مرتفع من التعليم. وقال التقرير إن ثمانية ملايين عراقي يحتاجون إلى مساعدات طبية عاجلة.
وتابعت المنظمة أن العراقيين -سواء الزعماء السياسيين او الخبراء في مجال الصحة والمجتمع- يجب ان يكون لهم صوت أكبر في تطوير القطاع الصحي.
وطالبت المنظمة كذلك بتجدد الاهتمام بالصحة العقلية وهو مجال طبي كان يحظى دائما باهتمام محدود في العراق.
وقالت هناك مشكلات كبيرة تتعلق بالصحة العقلية... فكثيرون لا يجدون رعاية تذكر في مجال الصحة العقلية ويوصم بالعار المصابون ببعض الاختلالات العقلية.