وجه لورنس جوليس ممثل اللجنة الدولية العليا لاغاثة اللاجئين (UNHCR) في دمشق، نداء الى دول الشرق الاوسط والعالم لتقديم المساعدات للمنظمة التي يمثلها في سورية لمعالجة المأساة التي يواجهها اكثر من مليون ونصف المليون عراقي الذين اضطروا الي الهجرة من بلدهم بسبب الحرب التي شنتها امريكا وحلفاؤها علي العراق، وما زالت تفاعلاتها الانسانية تتفاقم حتي الساعة.
واشار جوليس الي ان المساهمات المالية والمادية لمساعدة هؤلاء اللاجئين الذين ذهب ايضا قسم كبير منهم الى الاردن، هي اقل بكثير من الحاجات، وان منظمته، خلافا للمنظمات الاخري التابعةللامم المتحدة، تعتمد كليا علي المساعدات المادية، وحتي الساعة لم تقدم الدول العربية الخليجية الغنية المساهمة المطلوبة باستثناء عشرة ملايين دولار قدمتها دولة الامارات العربية المتحدة. وكان جوليس يتحدث عن الموضوع في ندوة حول طاولة مستديرة في معهد تشاتهام هاوس ادارتها رئيسة قسم الشرق الاوسط في المعهد كلير سبنسر.
ونوه جوليس بدور الحكومة السورية في فتح حدودها امام هؤلاء اللاجئين وتمكينهم من وضع اولادهم في المدارس والحصول علي الطبابة والخدمات الاخري، ولكنه اشار الي ان هذه السياسة الانفتاحية لا يمكن ان تستمر من دون الدعم المادي الضخم لسورية ايضا في هذا المجال.
واكد جوليس - بحسب صحيفة القدس العربي - بان العراقيين لم يتدفقوا بأعداد كبيرة الي سورية والاردن، الا في السنوات الاربع الاخيرة، وعندما شعروا بان ازمتهم ستطول. ومنذ عام 2007 اصبح عدد الوافدين العراقيين الي سورية ما بين الالفين الي اربعة الاف شخص يوميا. وفي شهر تشرين الاول (اكتوبر) 2007، طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من الحكومة السورية وضع قيود على تدفق اللاجئين العراقيين اليها، فأقفلت الحدود مؤقتا، وسمح بالدخول فيما بعد للحاصلين علي تأشيرات خاصة، اما لاقترانهم بسوريين وسوريات او لوجود اعمال لديهم في سورية او بسبب الحاجة للمعالجة الطبية. ولكن العدد عاد وارتفع حاليا الي الالف عراقي وعراقية يوميا الى سورية.
واشار جوليس الي صعوبة تحديد اماكن انتشار هؤلاء اللاجئين لانهم لم يأتوا ككتل بشرية، كما في اوضاع اللاجئين الاخرين، وبعضهم اوضاعه المادية افضل من غيره، فيما يعاني آخرون من حاجات كبيرة، ولكن الامر المؤكد، حسب قوله، ان لجنة الاغاثة الدولية لا تفعل كل ما يحتاجه هؤلاء المعذبون، وان اعدادهم تتزايد، وهناك حاجة ماسة للتمويل الخارجي الضخم. وتتضمن لائحة الذين يتسلمون مساعدات يومية المئة والسبعين الفا ينتظر ان ترتفع الي ثلاثمئة الف. وحتي اولئك الذين اتوا حاملين بعض القدرة المالية، فانها في كثير من الاحيان نفدت وهم في وضع حاجة الآن.
وقال ان سورية تعمل حاليا لزيادة عدد منظمات المجتمع المدني التي بامكانها العمل في الاراضي السورية لمساعدة هؤلاء اللاجئين، بالتنسيق مع الهلال الاحمر السوري، فيما اشار الي ان هذه المنظمات اكثر عددا في الاردن، مما يسهل مساعدتهم، وان هذه المبادرات السورية تم التوصل اليها عبر المفاوضات مع المسؤولين السوريين، وصدور مذكرات تفاهم في هذا الشأن تفرض بعض الشروط علي عمل هذه المنظمات الدولية غير الحكومية، او غير التابعة للامم المتحدة.
وقال جوليس ان اللجنة التي يمثلها اعتمدت خدمات ثلاثين امرأة عراقية لمساعدتها في تحديد المشاكل المادية والاجتماعية التي تواجهها العائلات العراقية المهاجرة الي سورية، وانها تعني ليس فقط بتقديم المأوي والحاجات بل ايضا بحماية النساء من العنف ومساعدتهن علي تجنب اعتماد مهن منحرفة باختيارهن وعن طريق فرض ذلك عليهن، بسبب الحاجة.
بيد ان جوليس قال ان كثيرين من هؤلاء اللاجئين كانوا يعودون الي العراق ثم يرجعون الي سورية، اما بعد تطبيق نظام التأشيرة فأصبحوا يخشون عدم قدرتهم علي استيفاء الشروط للعودة الي سورية، ويبقون في البلد برغم الصعوبات. وهناك اخرون منهم عادوا الي العراق ووجدوا منازلهم اما مهدمة او محتلة. واللجنة العليا حسب قوله، اتخذت موقفا بان الوضع في العراق ليس هادئا بما فيه الكفاية لعودتهم. ولدي سؤاله لماذا لا يعودون الي المنطقة الكردية الاكثر هدوءا في شمال العراق؟ قال انه في كثير من الاحيان هم ليس مرحبا بهم هناك بسبب هوياتهم الاثنية.
شام برس