This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

محطات سنية لمساعدة الزوار الشيعة في طريقهم إلى كربلاء
28/02/2008

 

بغداد - الحياة  

الطريق الطويل من بغداد الى كربلاء (108 كلم) محفوف بالمخاطر بالنسبة الى آلاف الزوار الشيعة المتوجهين سيراً على الاقدام الى مرقد الامام الحسين. لكن تغييرا كبيرا حصل في خطوط سير تلك المسيرات سمح لها بالمرور عبر مناطق سنية، حيث تلقي تعاطفا يشمل تقديم الخدمات والطعام لتمكين الزائر من مواصلة رحلته.

وتعكس خطوط الطرق الحالية الآمنة في العاصمة، ما آلت اليه احياؤها من عمليات الفرز المذهبي خلال السنتين الماضيتين، فغدا من اليسير تمييز الاحياء الشيعية عن السنية.

وعلى رغم ان 63 زائراً لقوا حتفهم بتفجير انتحاري في منطقة الاسكندرية، جنوب بغداد، الا ان «طريق كربلاء» هذا العام افضل من باقي الاعوام كما أكد عبدالله حسن، احد المشاركين في المسيرة من مدينة الصدر، شرق بغداد. وأضاف «ان المناطق التي كنا نخشى المرور عبرها محاطة الان باسوار خرسانية عالية ولم تعد تشكل خطراً لا سيما مناطق الدورة والسيدية جنوب بغداد».

الا ان عبدالله يبدي خوفاً من تسلل «الانتحاريين» بين صفوف الحشود الراجلة كما حدث في بعض المناطق بين بغداد وبابل خلال الأيام الفائتة ويرى ان الاجراءات الامنية لا يمكنها منع مثل هكذا تفجيرات.

وتمر المسيرات المتوجهة من مدينة الصدر باحياء زيونة (غالبية سنية) والكرادة (منطقة تجارية) والدورة (سنية) ومن ثم تنتقل الى طريق بغداد - النجف الذي يمر ببلدات المحمودية واللطيفية وجرف الصخر وجميعها مناطق سنية وصولا الى بلدة المسيب ومنها الى كربلاء.

وكان الزوار، خلال العام الماضي، يتحاشون المرور في حي الدورة ويفضلون التوجه الى حي البياع ومنه الى طريق بغداد - النجف الذي شهد حوادث مستمرة خلال الاعوام الماضية. الا ان بعض تلك المناطق فاجأت الجميع ونظمت، على غرار المناطق الشيعية «سرادق وخياماً» تقدم الماء والشراب للزوار مثل «حي الاسكان» السني في منطقة الدورة الذي كان قبل شهور قليلة تحت سيطرة تنظيم «القاعدة».

ويقول سالم العاني الذي نظم مركزا سنيا لتقديم المساعدة للزوار في حي الاسكان «اتاح لنا التحسن النسبي في الوضع الامني تقديم المساعدة لاخواننا الزوار وتسهيل الطريق عليهم واشعارهم بأن منطقتنا لم تعد تشكل خطراً على احد». ويأمل منظمو «مركز الاستقبال السني» ان يساهموا في تخفيف حدة التوترات الطائفية بين الاحياء المختلفة مذهبياً، جنوب بغداد واعادة العلاقات الاجتماعية الى سابق عهدها «وازالة الحواجز التي قطعت الطرق وجعلت الحياة داخل العاصمة اصعب».