This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

تنمية الطفولة المبكرة في العراق
29/12/2006

هناك تحديات كبرى تواجه تطوير سياسة وطنية عراقية فيما يتعلق ب نماء الأطفال  في مرحلة مبكرة. بسبب الحالة الأمنية غير المستقرة في العراق وصعوبات ادارة البرامج القطرية لليونيسف من على بعد، وكذلك سرعة تغيّر النظراء في دوائر الحكومة.

وهناك مجموعة أخرى من التحديات، حيث يشكل افتقار هذا البلد إلى المدرسين المدربين والعاملين في المجال الصحي والأخصائيين الاجتماعيين لمرحلة ما قبل المدرسة ـ وعدم وجود بيانات عن ممارسات تربية الطفل.

وتقول جيتا فيرما، كبيرة موظفي برامج اليونيسف في العراق، "سواء تعلق الأمر بالتعليم أو مستويات التغذية أو سبل الحصول على الخدمات الأساسية، فاستمرار الصراع الدائر في العراق يمسّ حياة الأطفال من جميع جوانبها. وتتخذ السيدة فيرما مقراً لها حالياً في عمّان، حيث يجري تنسيق الكثير من أعمال اليونيسف المتعلقة بالعراق بسبب المخاوف الأمنية.

الفجوة التعليمية

وعلى الرغم من هذه العقبات، فقد شُرع في عدة مشاريع تسهم في تنمية الطفولة المبكرة بدعم من اليونيسف في مجالات صحة الرضّع وصغار الأطفال وتعليمهم ومياه الشرب والصرف الصحي.

وقد تحقق قدر كبير من النجاح في الواقع في المجال الصحي ـ وبصفة بارزة في إضافة اليود للملح (لمنع الاضطرابات الناجمة عن نقص اليود)، والحد من الإصابة بأنيميا نقص الحديد وإضافة الحديد وحامض الفوليك إلى دقيق القمح المصنوع محلياً. كما أسهم تحسين إمكانيات الحصول على مياه الشرب المأمونة والصرف الصحي الأساسي في خفض معدلات المرض والوفاة بين صفوف الأطفال الصغار بسبب الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه الملوثة.

غير أن تقديم التعليم لمرحلة الطفولة المبكرة لا يزال يعاني صعوبة خاصة في العراق. ففي هذا البلد الذي يتجاوز عدد الأطفال دون سن الخامسة فيه 4 ملايين طفل، توجد 650 مدرسة حكومية للتعليم قبل الابتدائي ولا تتوافر إحصاءات عن عدد المدارس من هذا النوع التي يديرها القطاع الخاص.

ووفقاً لمسح للمدارس قامت بإجرائه وزارة التربية واليونيسف في الفترة 2003 - 2004، لا ينتظم في مرحلة ما قبل المدرسة سوى نسبة 5.7 في المائة من الأطفال في سن الثالثة إلى الخامسة من العمر ـ ومعظمهم في المناطق الحضرية ـ والمدارس منخفضة المستوى بصفة عامة.

وقد اتخذت اليونيسف عدة خطوات لسد هذه الفجوة التعليمية. فقامت المنظمة، على سبيل المثال، بما يلي :

  • تنظيم رحلة دراسية إلى مصر في نيسان / أبريل 2005 لـ 25 من العراقيين المتخصصين في تعليم  الطفولة المبكرة
  • تدريب 25 متخصصاً على إجراء عمليات المسح للأسر المعيشية المتعلقة بمؤشرات الطفولة المبكرة
  • توزيع مجموعات للطوارئ تشتمل على لوازم مصممة لتعزيز تنمية الأطفال الرضع والصغار.

 

تحسين رعاية وتربية الأطفال

وبدعم من اليونيسف كذلك، تجري وزارة التربية والمكتب المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات الآن  مسحاً للأسر المعيشية عن ممارسات تنشئة الطفل. وسوف يسهم هذا المسح في السياسة الوطنية للحكومة العراقية بشأن تعليم الطفولة المبكرة، التي ستنفذ في مناطق مختارة بجميع المحافظات.

وتلاحظ ماريا كلاب، مسؤولة اليونيسف للمشاريع التعليمية في العراق، "إنهم يريدون إعداد سياسة. ولكن قبل ذلك يلزم أن يعرفوا الحالة كما هي. وكيف تجري تربية الأطفال ؟ ومن ثم قررنا إعداد خط الأساس بالنسبة لممارسات تربية الطفل".

وتضطلع لجنة وطنية لتعليم الطفولة المبكرة أنشئت في تموز / يوليه بالمسؤولية لتشجيع الأخذ بممارسات أفضل للأبوة والأمومة والرعاية في المنازل والمجتمعات. وسوف يلزم توثيق التعاون بين وزارات التربية والصحة والعمل والشؤون الاجتماعية لضمان نمو الأطفال العراقيين في بيئة صحية ومثيرة ومأمونة.

وبالنظر إلى واقع الحال على الأرض، سوف تتطلب عملية إنشاء برنامج جيد الإدارة والتمويل لتعليم الطفولة المبكرة في العراق كثيراً من الوقت والالتزام. وستواصل اليونيسف تقديم الدعم لنظرائها في النهوض بممارسات التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة حتى يمكن لجميع أطفال العراق أن يبلغوا كامل إمكانياتهم.

وتستطرد السيدة كلاب فتقول : "ويحدونا الأمل في أن نتمكن من بناء استراتيجية وطنية قبل نهاية العام. وتلك في الواقع بداية، ننطلق منها خطوة بخطوة بعد ذلك".

 

 

نقلا عن الموقع التالي بتصرف:

www.uicef.org