أحمد المؤمن / خاص/شرق برس
تُعتبر حركة الكشافة من الفعاليات الشبابية الطلابية الحيوية في مُعظم بلدان العالم، نظراً لما لها من دور مهمّ في تعبئة وتنظيم وتدريب وتنمية قابليات ومواهب الشباب على مهارات حياتية كثيرة تُساعدهم على التعامل بسهولة مع مصاعب الحياة الإجتماعية والطبيعية والعلمية وغيرها ..
ويعود تاريخ حركة الكشافة في العراق إلى عام 1918 فقد ظهرت لأول مرّة بوسط العراق في بغداد، ومنها انتقلت إلى سائر مناطق العراق بدافع رغبة الشباب في الإنضواء تحت رايتها. وقد حظيت الحركة في بداياتها بكثير من التشجيع حتى بلغت درجة مُناسبة من الإعداد فنظمت برامج الرحلات والزيارات إلى الأقطار الشقيقة.
وفي بداية الأربعينيات أصاب الحركة شيء من الفتور، جرّاء عوامل كثيرة في نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي سنة 1949 شعرت وزارة المعارف ان هذه الحركة التربوية التوجيهية لا بُد من اعادة تنظيمها , فأوعزت الى مديرية التربية بإقامة الدورات التحضيرية للقادة فأوفدت عشرة مدرسين إلى مركز التدريب الدولي بإنكلترا وبعد حصولهم على الشارة الخشبية عادوا إلى ارض الوطن وبدأوا بتنظيم دورات تدريبية للقادة , وشرعوا بتأليف فرق نموذجية في بغداد، ومنها انتشرت في باقي المناطق.
وفي عام 1954 أسهم قادة العراق في تأسيس المنظمة الكشفية العربية واستضافوا المخيّم والمؤتمر الكشفي العربي العاشر بالموصل 1970. واستمرت مذاك مشاركة الكشافة العراقية في معظم المخيمات والمؤتمرات واللقاءات والندوات العربية والعالمية كما شاركت في تنظيم بعضها، غير ان الظروف التي اعقبت حرب الخليج 1990 قد اثرت على مشاركة الكشافة العراقية في الانشطة الكشفية العربية والعالمية . وفي عام 2004 عاود نشاط الحركة الكشفية في العراق .
"شرق برس" زارت أحد مُعسكرات تدريب الكشافة في النجف الأشرف الكائن في مُنتدى شباب الإمام علي "ع" في حي المعلمين للإطلاع عن قرب على فعاليات الكشافة والتعرّف على تفاصيل يُطلعنا عليها المدربون المتواجدون في المعسكر ..
سألنا أولاً الأستاذ علاّوي هاشم خضير مسؤول شُعبة الكشافة وسألناه عن الأهداف الأساسية المتوخاة من دخول التلاميذ فعاليات الكشافة فأجاب : الكشافة تهدف إلى أمور إيجابية كثيرة أهمّها تعليم الوقوف الإنضباطي والإعتماد على النفس، فالطالب يبدأ تفاعله مع النشاط الكشفي بعد أن يتمّ اختياره حسب مواصفات مُعينة ويقوم بترديد قسم الكشافة المعروف : ( .. أعد بشرفي أن أقوم بواجبي تجاه الله والوطن والقائد ـ القائد الكشفي ـ وأن أساعد الناس في جميع الأحوال والظروف وأن أعمل بقانون الكشافة .. ) .
وعن المواصفات التي يتمّ قبول الطالب على أساسها ضمن الكشافة ؟ قال الأُستاذ مُهنّد عبد الجليل كاظم مسؤول الكشافة في النجف الأشرف : الكشاف يجب أن يتصف بعدّة صفات يتم على أساسها اختياره ثُم قبوله ضمن صفوف الكشافة، منها أن يكون صادقاً ومُقتصداً ومُخلصاً ونظيفاً ومُطيعاً وصديقاً وأخاً للكُل في العالم ومؤدّباً ومؤمناً ورفيقاً بالحيوان وشُجاعاً .. إلخ .
وأضاف : عانت الكشافة في العراق من تسخير النظام البائد لها لأغراض سياسيّة ، وها هي الآن تنفض غبار الركود الروتيني وتعود من جديد كحركة تربوية مُكملة لما يأخذه التلميذ في بيته والمدرسة من أمور إيجابية، موضحاً أيضاً أنهُ يتمّ اختيار 24 تلميذاً كشافاً من كُل مدرسة، ثلاثة منهُم عُرفاء طلائع يستفيدون من المحاضرات التي تقدّم لهم أثناء التدريب الكشفي ليقوموا هم أنفسهم بإعادة إلقاء هذه المحاضرات على زملائهم الكشافة الآخرين.
وهناك تسميات خاصة تطلق على الكشافة حسب أعمارهم وجنسهم، فالإبتدائية من الذكور يُعرفون بـ ( الأشبال ) أما الأناث فيُعرفن بـ( الزهرات ) أما بالنسبة لطلاّب المتوسطة فالذكور يُعرفون بـ ( الكشافة ) أما الأناث فيُعرفن بـ ( المرشدات ) .
"حُسين عبود " مسؤول الأشبال قال : إن الحركة الكشفية في النجف الأشرف آخذة بالتطور بشكل مُلفت للنظر، وقد قامت بالعديد من الفعاليات والنشاطات الإنسانية منها مُساعدة زوّار العتبات المقدسة وخدمة زوار الإمام الحسين "ع" القادمين مشياً على الأقدام، وكذلك بالنسبة إلى زوار الإمام أمير المؤمنين "ع" أي أنهم يؤدون دوراً مهماً في إشاعة روح التعاون والمحبة بين أفراد المجتمع .
"ظافر عبد الحر" مسؤول الفرقة المركزية لكشافة التربية قال : تقوم الفرقة الكشفية بمشاركة المرور والشرطة وتنظيم السير أيام الزيارت الدينية والمناسبات من أجل إيجاد حالة من المعايشة والإنسجام الإجتماعي بين الأجيال الجديدة مع الأجيال التي سبقتها.