This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

اليوم العالمي الأول للتوعية بمرض التوحّد» للتعاطف مع مُصابيه ... جمعيات في السعودية وبلدان عربية لكن
02/04/2008


أحمد مغربي - الحياة
تتشارك الإنسانية اليوم في إظهار تعاطفها الكبير مع مرضى «التوحّد» (أوتزم) الذي يندرج في فئة الاضطرابات العقلية - النفسية، من خلال «اليوم العالمي الأول للتوعية بالتوحّد». وخصّصت الأمم المتحدة الثاني من نيسان (أبريل) سنوياً لذلك المرض، بقرار صدر في 17 كانون الأول (ديسمبر) 2007.
وللدلالة على انتشار المرض، يكفي القول إن عدد مرضاه عالمياً يبلغ 35 مليوناً، معظمهم من الأطفال. ويُشخص طفل كل عشرين دقيقة باعتباره مُتوحّداً. كما شُخّص العام الماضي عند أطفال في الولايات المتحدة يفوق عددهم (25 ألفاً) عدد نظرائهم من مُصابي السكري والإيدز والسرطان مجتمعين.
ويظهر العالم العربي، وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي، اهتماماً بهذا المرض الذي تقدر نسبة الإصابة به بواحد من كل 140 طفلاً. وتعطي المملكة العربية السعودية نموذجاً متميّزاً عن هذا الاهتمام الذي يخالف جاري «العادة» العربية من معاملة المرض النفسي والعقلي باعتباره وَصْمَة يجب التخلص منها، فيصار الى عزل المريض وإخفائه عن العيون بدل السعي الى علاجه.
وفي المثال السعودي ايجابياً، أن تأسست «الجمعية السعودية للتوحّد» التي عقدت ندوتها الأولى في العام 2004، تحت رعاية ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وتملك الجمعية موقعاً على الإنترنت saudiautism.com. وتتوافر المدن الرئيسة في المملكة على مراكز متخصصة لرعاية مرضى التوحّد. وتوجد جمعيات مشابهة لـ «الجمعية السعودية للتوحّد» في معظم دول الخليج ومصر ولبنان وليبيا وسورية والأردن، مع ملاحظة أن معظم تلك الجمعيات لها مواقع على الإنترنت تقدم معلومات وافرة عن التوحّد وتشخيصه وكيفية التعامل مع الأطفال المصابين به، والكتب المتوافرة عربياً عنه وغيرها. وفي المقابل، تغيب الأرقام الدقيقة عن أعداد المصابين بالتوحد عربياً. وكذلك فإن الجمعيات التي تتعامل مع الأطفال من ذوي الحاجات الخاصة تتولى، ضمن إمكانات متواضعة في الغالب، رعاية مرضى التوحّد، ما يشير أيضاً إلى غياب الرعاية المتخصصة عربياً بهذا المرض.
التوحّد وأعراضه الكثيرة
وبحسب الاختصاصي الأميركي إريك هولاندر، فإن مرض التوحّد له مُثَلّث من الأعراض، تتألف أضلاعه من ضعف التواصل (وخصوصاً التخاطب)، وتدني التفاعل مع المحيط الاجتماعي والبيئي، وأخيراً الاهتمام الفائق بأشياء محدّدة وبنشاطات ضيقة بحيث يبدو المريض وكأنه يُثابر على مواضيع معينة وفي شكل شبه تكراري. وينبّه هولاندر الذي يدير «مركز التميّز لمرض التوحّد»، في نيويورك، إلى تعقيد الضلع الأخير من المثلث، اذ ثمة مرضى يعانون ارتفاعا في بعض حواسهم، مثل السمع أو النظر، ما يجعلهم فائقي الحساسية للأصوات أو للأضواء. وقد تؤدي بعض الأصوات المرتفعة والمفاجئة، مثل الصفير إلى إثارة اضطراب شديد عند هؤلاء المرضى. وقد لعب فيلم «رجل المطر» (إخراج باري ليفنسون 1988)، على وتر الذكاء المرتفع عند بعض مرضى التوحّد، المرتبط بالتركيز على نشاط وحيد بعينه مثل الأرقام، والاضطراب القوي عند استثارة أحد الحواس (السمع) بمنبّه مفاجئ (الصفير)، ليرسم صورة مؤثرة عن التوحّد. واقتبست السينما العربية ذلك الشريط في فيلم «التوربيني» (إخراج أحمد مدحت - 2007). والحق أن الفيلمين تعاملا مع حال تشكل استثناء أكثر من كونها قاعدة في التوحّد.
ومن الناحية العلمية، يندرج التوحّد ضمن الأمراض التي تصيب تطور الطفل، ما يعني أن أعراضه تتوضّح أكثر مع مرور الوقت. وفي المقابل، يشترط الاختصاصيين أن تبدأ الأعراض بالظهور قبل سن الثالثة، فيشككون في التشخيص الذي يرتكز الى أي عارض ظهر بعد تلك السن».
ويُقدّر ان 30 في المئة من المتوحّدين يعانون تأخرا عقليا كبيرا. وينخفض معدل الذكاء عند شريحة واسعة منهم. وفي المقابل، فإن بعض أشكال المرض تضم أشخاصاً مرتفعي الذكاء، كحال المصابين بظاهرة «أسْبِرغَر».