This site uses cookies for analytics and personalized content. By continuing to browse this site, you agree to this use.
We have updated our Privacy Notice, click here for more information Acknowledged

أول مبرة مصرية لذوي الاحتياجات الخاصة يديرها معاقون
11/01/2007

 

الحياة مواقف.. إما أن تستسلم أمام اختباراتها، أو تقبل التحدي، فتستطيع تحويل  أحلامك الشخصية إلى حلم كبير يحتضن أحلام الآخرين، ويصبح تدريجيا يدا كبيرة تمسح دموعهم، هذا ما آمن به محمد صلاح رئيس مجلس أمناء مؤسسة "لست وحدك" لرعاية  ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تعد إحدى المؤسسات المهمة العاملة في هذا المجال واستطاعت أن تقدم العديد من الخدمات المتميزة التي وفرت الكثير من الدعم والدمج خاصة للأطفال المعاقين.

 

وقد بدأت مؤسسة لست وحدك بحلم شخصي لمحمد صلاح الذي عمل في بداية حياته بالتدريس، وشاءت الأقدار أن تضعه في ابتلاء صعب لتغير مجرى حياته كلها، وبدلا من أن ينطوي على نفسه ويكتفي باجترار أحزانه، فإنه قرر أن يستغل هذه المحنة كقوة تدفعه تدفعه الى الأمام وأن تعيده الى الحياة التربوية التي آمن أنها مستقبله، وفي ذات الوقت يقدم من خلالها يد الدعم والمساعدة لمن شاءت الأقدار أن تضعهم في اختبار الإعاقة. وبالفعل بدأ بإقامة المؤسسة ببداية بسيطة وبمجودات ذاتية، ثم تعددت أنشطة المؤسسة وتنوعت وأصبحت كيانا له وجوده في مجتمع المعاقين في مصر.

مجلس إدارة من المعاقين

ويقول محمد صلاح رئيس المؤسسة: إن " لست وحدك" هي اول مؤسسة يتكون مجلس ادارتها من المعاقين باعتبارهم اكثر الناس دراية بقضيتهم واكثر تعبيرا عن مشاكلهم اذ تقدم الاستشارات الطبية عن طريق اطباء متخصصين كما تقدم الاستشارات بواسطة نخبة من المحامين إلى جانب خدمة تدريب وتأهيل المعاقين على مختلف المهن التي تجعل منهم اشخاصا منتجين بالمجتمع من خلال دورات تدريبية.

وللمؤسسة موقع على الانترنيت اسمه" لست وحدك" يشمل جميع هذه الخدمات التي تقدم لهم للتعامل مع المعاق حركيا في شتى مجالات الحياة ، وكيفية التغلب على الصعاب التي تواجهها، خاصة اذا كان يستخدم كرسيا متحركا. كما يقدم من الموضوعات التي تهتم بالمعاقين في شتى المجالات ويستعرض العديد من قصص النجاح لبعض المعاقين في مصر والوطن العربي.

مركز اعلامي لخدمة المعاقين

وعن الخدمات الجديدة التي تقدمها المؤسسة يقول محمد صلاح: من اجل التعريف بأنشطة الجمعيات والمؤسسات التي تخدم المعاقين، قامت مؤسستنا بتأسيس أول مركز اعلامي لخدمة اكثر من 10 ملايين معاق بهدف تجميع الاخبار وتبادل الخبرات بين الجمعيات والمؤسسات من خلال مركز اعلامي ونشر اخبار الجمعيات والمؤسسات التي تعمل في مجال الاعاقة على موقع المؤسسة الموجود على شبكة الانترنيت.

ويقوم المركز بإرسال رسائل الكترونية لجميع الاعضاء بالمركز لتعريفهم بدور كل جمعية ولكل الموجودين على شبكة الانترنيت الدولية ونشر مواعيد لندوات في الصحف والمجلات الى جانب تأسيس مكتبة متخصصة في شؤون الاعاقات المختلفة للدارسين وللقاريء العادي.

عمل وطني

وحول اهمية دور المؤسسة يقول رئيس مجلس امناء " لست وحدك": رغم تعدد المنظمات العاملة في مجال الاعاقة فإن المجتمع لا يزال في حاجة الى العديد من المؤسسات التي تهتم بالإعاقة والمعاقين، وكذلك دعم المؤسسات القائمة، ماديا وفنيا، حيث يبلغ عدد المعاقين في العالم 600 مليون شخص اكثر من 80% منهم في الدول النامية.

ويضيف أن العمل في مجال الإعاقة لا يعد عملا خيريا فحسب وإنما هو عمل وطني في المقام الأول، اذ يمثل حجم الاعاقة حوالي 10% من السكان في مصر حسب مؤشرات منظمة الصحة العالمية، وأن المعاقين في الوطن العربي على اختلاف اعاقاتهم يمثلون بالتالي شريحة لا تقل عن 20 مليون شخص، غالبيتهم العظمى بحاجة الى التعليم والتدريب والرعاية الصحية والنفسية والمهنية، ليتمكنوا من المساهمة بشكل فعال في المجتمع الذي ينتمون اليه بدلا من تركهم عالة وغير منتجين.

وحتى الآن لا يوجد احصاء دقيق لعدد من يعانون من اعاقات سواء على المستوى العربي او كل دولة على حدة، بالإضافة الى عدم وجود تصنيفات متفق عليها أو رمز للرعاية على مستوى الاقطار العربية، مشيرا الى مدى الحاجة لأن تمتد مظلة الخدمات الى ذوي الاحتياجات الخاصة في اماكنهم، ووجود شبكة معلومات عربية تأهيلية، مع ضرورة التفكير في انشاء هيئة عربية اقليمية لتخطيط وتنفيذ وتنسيق خطط على مستوى الاقطار العربية في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتشير دراسة لهيئة اليونيسف عن حجم الاعاقة بين الاطفال المصريين الى انها تمثل7.56% وهو ما يعني ان عددهم يصل تقريبا الى 6 ملايين شخص، الا أن تقديرات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء اوضح أن ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر بلغ عددهم مليونين و 60 ألفا و536 نسمة عام 1996 وأن عددهم سيصل الى مليونين و899 الفا عام 2016

ولكن مهما اختلفت هذه الاحصاءات وتضاربت فإن المشكلة الكبرى تتمثل في ضآلة عدد الذين يحصلون منهم على الخدمات والرعاية، فعدد الذين يحصلون على الخدمات الرسمية في هذا المجال يمثلون 1.9% فقط من ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر، وأن الخدمات في هذا المجال تحتاج الى مؤسسات سواء حكومية او غيرها، لأن تكاليفها باهظة للغاية، ولأن الأمر يتطلب تدريبا واقامة وموظفين، وهو ما يقضي بضرورة التعاون والتكاتف الاجتماعي بين جميع الفئات في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة مع البحث عن جهات مانحة لمحاولة ادخال هذه الفئات وغالبيتهم من الفقراء ومحدودي الدخل في عملية التنمية بدلا من أن يكونوا عالة عليها.

توعية الأسر

ولا تسعى المؤسسة الى تقديم خدماتها فقط الى الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، إنما تمتد الخدمة الى الأسر التي لديها اطفال معاقون. يقول محمد صلاح: يعاني عدد لا بأس به من الأسر من وجود طفل معاق او لديه مشاكل نفسية بين افرادها، وبعضهم يتقبل الأمر ويتعايش معه محاولا التخفيف عن هذا الابن او الابنة المعاقة، بينما يجد البعض الآخر الامر في غاية الصعوبة والمشقة، وتتبدل حياتهم من حال الى حال فيحل التوتر والقلق محل الهدوء والانسجام وقد تتحول الحياة الى جحيم بالنسبة لهم.

ولكن ايا كان، لابد من التعامل مع الامر بهدوء وحكمة، ويمكن تجنب الوصول الى مثل هذه المرحلة باكتشاف الاعاقة مبكرا، وذلك بملاحظة الطفل ومتابعته، فما من شك في ان هذا سيخفف كثيرا على الآباء وعلى الطفل نفسه.

ولذلك فقد حرصنا على اعداد دورات تدريبية للأسر لاكتشاف الاعاقات المختلفة مبكرا، كما نتببى حملات لدعم مطالب ذوي الاحتياجات الخاصة مثل تخفيض الضرائب على السيارات المجهزة لهم، او تعديل بعض التشريعات المتعلقة بالمعاقين وحماية حقوقهم.

أسامة السعيد- إنسان أون لاين.

نقلا عن الموقع التالي بتصرف

www.insanonline.net