بغداد - اصوات العراق
طالب عدد من المعاقين الذين فقدوا اطرافهم جراء تعرضهم لانفجار الغام ارضية، وناشطون عراقيون، بتوفير الرعاية وايجاد موارد مادية لمن بترت اعضاءهم وباتوا غير قادرين عن العمل، داعين الى بذل المزيد من الجهود من اجل ازالة الالغام في العراق.
جاء ذلك بمناسبة اليوم العالمي لازالة الالغام الذي يصادف الرابع من نيسان من كل عام، في وقت يقدر فيه اختصاصيون عدد الالغام المنتشرة على الارض العراقية، باكثر من (25 مليون لغم ارضي)
ويقول مدير المنظمة العراقية لازالة الالغام، للوكالة المستقلة للأنباء (اصوات العراق) ان منظمته "تمكنت حتى الان من مسح اكثر من 25 موقعاً في بغداد والبصرة والناصرية والموصل، في عملية مسح شملت (11) مليون متر مربع من الاراضي العراقية."
ويضيف مزاحم جهاد، ان هناك تخوفا من "زيادة حوادث الالغام نتيجة عودة الحياة الطبيعية للمدن بعد الحروب." مستشهدا بوجود مناطق حدودية تزداد فيها نسبة الاعاقات بسبب تواجد الالغام التي تركتها الحروب بكثرة، مثل "محلة البتران" في مدينة البصرة (جنوبي العراق) والتي يقول انها سميت بهذا الاسم "لان اغلب سكانها بترت اطرافهم بسبب الالغام."
ورجح جهاد ان يكون "اكثر من 800 الف مواطن عراقي قد تعرض للاصابة نتيجة الالغام الارضية."
وكان بيان للامم المتحدة قد ذكر يوم امس الخميس، بانه منذ عام 2005، تمكنت المشاريع المدعومة من الأمم المتحدة من تطهير 124 مليون متر مربع في جنوبي العراق، وأتلفت 105221 جسما متفجراً، بما في ذلك 15793 من عتاد الذخائر العنقودية.
ويقول احد العاملين في المنظمة العراقية لازالة الالغام، والذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ(اصوات العراق) انه فقد احدى يديه واحدى عينيه نتيجة عمله في مكافحة الالغام، مضيفا "بالرغم من اعاقتي الا انني مازلت مصرا على الاستمرار في اداء عملي، لان اعاقتي دفعتني الى الاحساس بمن حولي من المعاقين، واعطتني دافعا قوياً للعمل من اجل الحيلولة دون وقوع المزيد من المعاقين ".
وكانت وزيرة البيئة نرمين المفتي قد اشارت في الثالث من شباط الماضي، خلال مؤتمر صحفي، ان هناك مايقرب من 4000 حقل للالغام في مناطق مختلفة من العراق تحوي، ما يقرب من 25 مليون لغم غير منفجر، مما يجعل العراق حاويا لـ 25% من الالغام غير المنفجرة في العالم.
: من جانبه، اكد كريم بهلول، عضو الهيئة الادارية لتجمع منظمات معوقي العراق، وجود ما يقارب مليون ونصف المليون معاق في العراق، وطالب "بتأسيس هيئة وطنية لادارة شؤون المعاقين وزيادة رواتبهم." وتسائل بهلول، الذي يجلس على كرسي متحرك اثر بتر اثنين من ساقيه في الحرب العراقية الايرانية "كيف يعيش المعاق براتب 70 الف دينار في الشهر؟."
وتشير تقارير المنظمة الدولية للمعوقين لسنة 2006 إلى أن "ما لا يقل عن 55 مليون قنبلة عنقودية قد أسقطت في النزاعين الأخيرين في العراق، الأمر الذي يجعل من العراق أكثر البلدان تلوثاً في العالم بهذه المخلفات.ا
ويتحدث باسم حسن، الذي بترت ساقه بلغم في محافظة البصرة، عن "حلمه بأن يمارس اعماله اليومية بساقين كسائر الناس" ملقيا باللوم على "الحروب التي حولته الى نصف انسان" كما يقول .
ويضيف باسم الذي يقارب عمره الـ(45)عاما "لقد بترت ساقي وبعض اصابع يدي في انفجار لغم ارضي اثناء مشاركتي بالحرب العراقية الايرانية، لامر الذي جعلني عاجزاً عن ممارسة العمل." مطالبا الحكومة العراقية التي يقول انها لا تهتم بشريحة مبتوري الاطراف "بتعويض مالي يسمح لي بالعيش بكرامة."
اما بائع الصحف اليومية في منطقة الباب الشرقي (وسط بغداد)، سعد فاضل، فيقول انه فقد احدى ساقيه نتيجة انفجار لغم اثناء رعيه الاغنام في منطقة بدرة وجصان في محافظة الكوت، بالقرب من الحدود العراقية الايرانية، ويضيف "اضطررت بعد شفائي، الى العمل كبائع صحف في بغداد" مبررا ذلك بانه
عمل سهل بالنسبة لمن هم في مثل وضعي، اذ لا يتطلب اكثر من الجلوس خلف منضدة اعرض عليها الصحف".