باريس 24 أفريل 2008 (وات) حثت منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة الفاو المزارعين والحكومات على ضمان محصول جيد في عام 2008 من أجل تخفيف أزمة الغذاء المتصاعدة في العالم وذلك في وقت ارتفعت فيه أسعار الارز الى مستوى قياسي جديد.
ويلقى باللوم على عوامل مثل تنامي الطلب على الغذاء واستخدام محاصيل زراعية في انتاج الوقود الحيوى وتراجع مخزونات الغذاء العالمية الى أدنى مستوياتها في 25 عاما والمضاربات في السوق في رفع اسعار مواد غذائية اساسية مثل القمح والذرة والارز لمستويات قياسية.
وادى ذلك الى اثارة اعمال شغب في عدد من الدول الفقيرة وحذرت الفاو من ان 37 دولة تواجه أزمة غذاء لكن مديرها العام جاك ضيوف قال ان الحلول متاحة.
وصرح ضيوف في مؤتمر صحفي عقده يوم الاربعاء في باريس ان العالم يحتاج لخوض أهم معركة اليوم وهي ضمان انجاح محصول عام 2008 الزراعي.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية الاساسية في معظم آسيا 68 بالمائة منذ بداية عام 2008 . وفي بورصة شيكاغو الزراعية صعدت عقود الارز 3ر2 بالمائة اليوم الى مستوى قياسي بلغ 85ر24 دولار لكل مائة رطل.
وحظرت الهند وفيتنام ثاني وثالث أكبر مصدر للارز في العالم على التوالي تصدير الارز في محاولة لكبح جماح الاسعار المحلية. وقال ضيوف ان " الوضع الذى نحن فيه الان نتاج سياسات غير مناسبة انتهجت على مدى 20 عاما.
في الفترة من 1990 و2000 خفضنا المساعدات الغذائية... بمقدار النصف ". وتابع ان الدعم الزراعي السخي في الدول الغنية عطل الزراعة كذلك في الدول النامية مما زاد من حدة المشكلة.
وأضاف " كنا نفتقر لامرين : الارادة السياسية والموارد. امل ان تحقق لنا الازمة الراهنة الارادة السياسية والموارد للقيام بذلك."
وفي أمريكا اللاتينية تعهد قادة أربع دول اليوم بالعمل معا لزراعة مزيد من المحاصيل والقوا باللائمة على الرأسمالية والمضاربة في ارتفاع الاسعار العالمية.
ودشن رؤساء بوليفيا ونيكاراغوا وفنزويلا ونائب رئيس كوبا صندوقا برأسمال 100 مليون دولار لتمويل زراعة محاصيل اساسية مثل الارز والبقول والذرة لتخفيف وطأة زيادة أسعار الحبوب العالمية.
واشاروا الى ان ارتفاع اسعار المواد الغذائية نتج الى حد كبير عن استعمال محاصيل زراعية في انتاج الوقود الحيوى خاصة في الولايات المتحدة.
تقرير اخباري: هل الوقود الحيوي هو السبب في أزمة الغذاء؟
أكرا 23 إبريل (شينخوا) ينتشر في هذه الآونة جدل كبير حول ما اذا كان تطويرالوقود الحيوي قد تسبب في ارتفاع اسعار الغذاء.
قال مسئول بالأمم المتحدة هنا أمس (الثلاثاء) إن المجادلة بان زيادة أسعار السلع الغذائية تعزى فقط أو بشكل أساسي إلى تزايد الطلب على الوقود الحيوي، يعتبر إفراطا في تبسيط القضية.
وأضاف المسئول لوكاس أسونكاو، منسق مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) لمبادرة الوقود الحيوية أن أكبر مستهلكي وموردي الوقود الحيوي حاليا هما الولايات المتحدة والبرازيل.
وأوضح خلال مؤتمر صحفي عقد عقب تنظيم منتدى تحت عنوان "الوقود الحيوي: فرص ومخاطر بالنسبة للمنتجين الصغار في الدول النامية" على هامش مؤتمر الأونكتاد الذي يعقد كل أربعة أعوام، أوضح أنه "لا توجد غالبا دول نامية (أخرى) تشارك في هذا التدفق التجاري".
وأضاف: "من الافراط في التبسيط أن يقول المرء إن الزيادة الكبيرة الحقيقية في أسعار السلع تعزى إلى شيء حتى هذه اللحظة تستخدمه وتنتجه بالاساس اقتصادات كبرى".
وعلى الرغم من أن تقريرا للبنك الدولى لم يخلص إلى أن الوقود الحيوي هو العامل الوحيد الذي أدى إلى رفع اسعار الغذاء، فإن التقرير انتهى الى إن زيادة انتاج الوقود الحيوي اسهمت في ارتفاع اسعار الغذاء.
وطبقا للتقرير الذي صدر في وقت مبكر من الشهر الجاري، فإن الاهتمام باسعار النفط وأمن الطاقة وتغير المناخ، دفع حكومات إلى زيادة انتاج واستخدام الوقود الحيوي، ما أدى إلى زيادة الطلب على مواد جديدة من بينها: القمح وفول الصويا والذرة وزيت النخيل.
كان روبرت زوليك رئيس البنك الدولي قد حذر من أن تضاعف اسعار الغذاء خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة قد يدفع 100 مليون شخص في الدول منخفضة الدخل إلى فقر أعمق.
ووفقا للبنك الدولي، فقد ارتفعت اسعار القمح عالميا بنسبة 181% خلال 36 شهرا سبقت فبراير 2008، كما ازدادت اسعار الغذاء الاجمالية العالمية بنسبة 83%، ومن المتوقع أن تظل أسعار المحاصيل الغذائية مرتفعة في عامي 2008 و2009 ثم تبدأ في الانخفاض، ولكن أسعار بعض المحاصيل الغذائية قد تظل على مستوى يفوق اسعار عام 2004 حتى عام 2015.
قال زوليك في 11 إبريل الجاري :"بينما تنشغل كثير من الدول بملأ خزانات الغاز، تناضل دول أخرى كثيرة أخرى حول العالم لملأ بطونها، ويزداد الأمر صعوبة عليها يوما بعد يوم".
هدفت تنمية صناعة الوقود الحيوي بالأساس إلى توفير طاقة أرخص وانظف، غير انها أصبحت مثيرة للجدل بشكل متزايد بسبب أثارها الجانبية ومنها التلوث المصاحب لعملية انتاجه وشغل مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة.
وفي هذا الصدد، قال تريفور مانويل وزير المالية بجنوب افريقيا إنه أمر "اجرامي" أن يتم تقديم دعم للفلاحين من اجل أن ينتجوا محاصيل تستخدم لتصنيع الوقود الحيوي بدلا من الطعام.
ووفقا لأسونكاو، فإن مناقشة الاونكتاد حول الوقود الحيوي على الرغم من ذلك أظهرت أنه خيار حقيقى أمام بعض الدول.
وقال أسونكاو إنه " من أجل تنويع موارد الطاقة والاقتصاد وفي ظل ارتفاع اسعار النفط، من المعقول أن يتم النظر إلى بدائل، وقد يكون الوقود الحيوي المصدر البديل الوحيد للطاقة الذي يستطيع عدد كبير من الدول التفكير فيه بعناية".
وحث على مزيد من المناقشة والتحليل المباشرين للبيانات الحقيقية المتعلقة بقضية الوقود الحيوي، بدلا من محاولة "الموافقة على بعض البيانات السياسية".
اتفق المشاركون في اجتماع الاونكتاد على أن الوقود الحيوي لابد أن يصنع بطريقة صديقة للتنمية.
وطبقا لتصريحات أوسونكاو فإن موزمبيق قالت إن موارد المياه واتاحة الأراضي وضمان فوائد للمجتمع المحلي تعد من الضروريات.
وأضاف أن "هناك اجماعا على الرغبة الكبرى في وجود سوق دولية للوقود الحيوي تكون عادلة وشفافة وتوفر وصول منتجات الدول النامية بشكل مفتوح إلى اوروبا والولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم".
تعتبر قضية ارتفاع اسعار المواد الغذائية قضية ساخنة في اجتماع الأونكتاد الذي يعقد في الفترة من 20 إلى 25 إبريل، حيث طالب قادة الأمم المتحدة ومنهم الأمين العام بان كي مون باتخاذ خطوات لضمان الأمن الغذائي للعالم.
قال بان "نحتاج إلى زيادة كبرى في الإنفاق على الزراعة"، وحث جميع البلدان، ولاسيما المتقدمة، على بذل مزيد من الجهد لتقليل الاعانات والتعريفات التي تعوق التجارة في المنتجات الزراعية.
وبينما ألقى الكثيرون اللوم في ارتفاع اسعار المواد الغذائية الضخم على تطور انتاج الوقود الحيوي وارتفاع التكلفة بسبب اسعار النفط المرتفعة، قال بان إن الأزمة لا يمكن أن تكون نابعة عن سبب واحد.
وأشار إلى العديد من العوامل ومنها الجفاف والكوارث الطبيعية الأخرى وزيادة الاستهلاك من جراء النمو الاقتصادي والصفقات المالية الخطرة وانخفاض قيمة الدولار الأمريكي لفترة طويلة.
تجربة جديرة بالتطبيق.. لإطعام الفقراء والمحتاجين