بغداد - سعد صاحب- الصباح
بعد التغيير الذي حدث في العراق، ظهرت العديد من مؤسسات المجتمع المدني إلى الوجود لتسهم مساهمة فعلية وحقيقية في بناء الوطن، ولما يحتاجه الشباب بشكل عام من رعاية خاصة من أجل تنمية قابلياته الذاتية وتوجيه امكانياته المختلفة وتفجير طاقاته الهائلة باتجاه خدمة المجتمع
ظهرت مؤسسات مختصة ترعى الشباب بوقت مبكر وتوجههم الوجهة الصحيحة، لا سيما في هذه السنوات العصيبة حيث يعاني المجتمع العراقي عموما من ظروف قاسية وبات الحفاظ على التوازن بين مكوناته من المهمات الوطنية والأنسانية.
وللاطلاع على واحدة من هذه المؤسسات التي أخذت على عاتقها مهمة النهوض بالواقع الشبابي ما بعد التغيير وللتعرف على نشأة هذه المؤسسة في فرعها"المستنصرية " وطبيعة الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها المؤسسة لصالح الشباب كان لنا هذا اللقاء مع مسؤول المركز علي الموسوي:
كيف نضجت فكرة التأسيس لديكم؟ ومتى تأسست بالتحديد هذه المؤسسة الفتية؟
-خوفا على الشباب من الضياع والانزلاق، رأينا ان ننهض ببناء مؤسسة مختصة بالشباب تعينهم وتربيهم تربية وطنية وروحية ومعنوية سليمة، وترشدهم إلى الاتجاه الصحيح الذي يبني الشخصية بشكل سليم وترفه عنهم لتخفف ضغط الظروف المحيطة بهم وتساعد من خلالهم المجتمع، لبناء وطن مزدهر، بعيدا عن الانغلاق والعصبيات التي أصبحت تهدد وحدة كيانه ومستقبله، فكان ميلاد المؤسسة في العام 2006.
تعريف بالمؤسسة
مؤسسة الشباب العراقي: كيان تربوي اجتماعي يعنى برعاية الشباب بغض النظر عن القومية والدين والطائفة والمنطقة واللون والطبقة، من خلال تنمية قدراته المتنوعة وتربيته تربية اجتماعية تنسجم مع الأساليب العلمية الحديثة وقيم المجتمع العراقي، وهي إحدى مؤسسات المجتمع المدني التي تهدف إلى بناء الشباب العراقي جسديا ومعنويا ورفده ودعمه في كل الانشطة والمجالات الثقافية والعلمية والفكرية، وللمؤسسة فروع ومراكز داخل بغداد والمحافظات.
وعن التشكيلات والأنشطة حدثنا قائلا:
1- نسعى إلى تكوين فرق رياضية.
2- تشكيل فرقة انشاد ورعاية النشاط المسرحي والفني.
3- اقامة معارض فنية للخط والزخرفة والرسم فضلا عن دورات رياضية شعبية لكرة القدم والطائرة.
4-أفتتاح دورات تأهيلية تنسجم ورغبات الشباب والمشاركة في سفرات ترفيهية وتعليمية داخل وخارج العراق وعقد ندوات ومحاضرات تربوية وثقافية وتأسيس كشافة الشباب العراقي.
*ماذا حققتم من الأنشطة في هذا المجال؟
أقمنا العديد من الدورات الرياضية والفنية ومنها: بطولة بكرة القدم للناشئين بالتعاون مع لجنة الشباب والرياضة للمجلس البلدي في الكسرة على ملعب الكشافة وقد شاركت في البطولة ثماني فرق.
وما زلنا نواصل دورات سباق الضاحية والدراجات الهوائية ومجموعة من النشاطات الثقافية والاجتماعية ومسابقات ثقافية للطلبة تضمنت أسئلة متنوعة تبارت فيها الصفوف للحصول على المراتب المتقدمة.
*ما هو حجم التنسيق القائم بينكم وبين المؤسسات والمنظمات ذات العلاقة بتطوير قدرات الشباب؟
على المستوى العلمي أقمنا دورات تعليم الحاسوب بالتنسيق مع الورش الخاصة ووزارة العمل وبعض اعداديات الصناعة، فتحت أبوابها لنا وقدمت ما نحتاج إليه من أدوات نجارة وكهرباء، وحين فاتحنا مدراء المدارس الثانوية بفعالياتنا لم يعارضوا وباركوا خطواتنا التي تصب بخدمة الشعب العراقي، وذللوا كل المصاعب التي تواجهنا، وجاءنا الكثير من أهل الكفاءات متطوعين لتقديم المحاضرات بدون مقابل.
*هل لدى المؤسسة مشاريع أخرى جديدة؟
-أننا الآن بصدد فتح مؤسسة خاصة بالمرأة، وأخرى بالرعاية الاجتماعية، ولدينا مشروع طبع الكتب الأدبية، وهذا لا يتم بدون مساعدة الدولة لنا، لأن طموحنا كبير والهدف الأول هو سعادة الانسان العراقي الذي أتعبته الحروب والعذابات الكثيرة.
نتمنى ان نفتح مراكز يمارس الشباب فيها هواياتهم وجميع النشاطات التي تشيع السعادة والسرور في نفوس الآخرين.
ويضيف خالد غالب محمد مسؤول النشاطات قائلا:
من نشاطاتنا القادمة دورة لتعليم فنون الخط والرسم، ومسابقة ثقافية للشعر والقصة القصيرة والمقالة وسيتم منح الأعمال الفائزة جوائز تقديرية، وسنقيم بيوم 4/9 حفلا كبيرا يضم مختلف النشاطات.
ويختتم جبار عبود رئيس تحرير جريدة المنهل التي تصدر عن المؤسسة قائلاً: هل ان نتعلم من تجارب الشعوب ونضع حجر الأساس لدولة المؤسسات؟ وهل لنا أن نعتبر من الماضي حتى لا نعود للدكتاتورية؟.
هل يمكن أن نؤسس دولة مثل سويسرا لا تشتري السلاح بقدر ما تشتري بالونات الهواء واشرطة الأغاني، وهل يمكن ان نفتح قلوبنا على بعضنا دون عقد داحس والغبراء وتخريجات العمالة الأجنبية.
وهل يمكن ان نحل مشاكلنا السياسية والطائفية مع من خالفنا بالراي؟
سويسرا ليست دولة نفطية ولكن كل أموال لنفط في العالم تذهب اليها، وهي ليست في منتصف الكرة الأرضية ولكن كل العالم يضبط وقته على الساعة السويسرية.
سويسرا ليست الدولة الأكثر أمانا وثقة ولكن كل ارصدة العالم المعلنة والسرية تذهب إلى مصارفها، وانها بلد تحكمه المؤسسات وتنتشر فيه الجمعيات، ولعل العراق أكثر البلدان استعدادا لأن يحذو حذو الدول المتقدمة وان يدار من قبل مؤسسات وتنتشر فيه الجمعيات الانسانية والثقافية والاجتماعية والسياسية، دعونا نرتفع عن الذات قليلا لنصنع مستقبل أطفالنا.
احلام المؤسسة
من وجهة نظرنا نرى أن الحماس موجودعند مسؤول المركز، ولكن المؤسسة تحتاج إلى الكثير من الدعم حتى تستطيع ان تنهض بالاحلام الكبيرة التي تبنتها، المكان صغير قياسا بالمشاريع الكيبرة التي تريد انجازها، فهم بحاجة إلى مبنى كبير وبأكثر من قاعة لاستيعاب الفرق التي تنوي المؤسسة تشكيلها حديثا، وتعوزهم ساحة لممارسة النشاطات المختلفة، واستثمارها كملعب لكرة القدم، فلا بد من دعم الحكومة المادي لانجاز هذا المشروع الذي يستقطب الشريحة المهمة في المجتمع، شريحة الشباب التي يقع على عاتقها بناء الوطن من جديد.